منذ أن أتت للحياة لم يراها حتى بلغت من العمر 9 سنوات وذهبت إلى المدرسة، لم يشتاق الأب لرؤية ملامح طفلته «جنى» رغم محاولات الأم المستمر والتحايل عليه بشتى الطرق ليحتضن ابنته كباقي الآباء، لأنه في كل مرة يرفض بكل قسوة، حسب وصف الأم التي حصلت على الطلاق بعد الزواج بأربعة أشهر فقط وذهبت لبيت أبيها وهي حامل في ابنتها.

يحكي هشام الكردي، محامي متخصص في قضايا الأسرة، أن هذه القضية لم تكن الأولى من نوعها التي يرفض فيها الأب على غير العادة رؤية أبنائه بعد الانفصال، وحاول إقناع الأب برؤية ابنته التي تسأل عليه وكبرت ولم يراها: «كل ما نكلمه يتهرب ويقول بعدين حاولنا كتير جدا لحد ما زهقنا».

يقول «هشام» لـ«هن»، إن الأب لم يكتف بالامتناع عن رؤية طفلته بل حاول تقليل نفقتها عن طريق تخصيص نفقة وهمية لزوجته الثانية حتى يذهب للطفل مبلغ بسيط رغم أنه ميسور الحال، بل وطلب دخولها مدارس حكومية حتى لا يدفع مصاريف إضافية.

«الجوازة تمت في 2011 ودامت 4 شهور وانتهت والأب بعد قضايا الكتير للنفقة بيدفع للبنت 700 جنيه»، مؤكدًا أن عدد الآباء الذين يرفضون رؤية أطفالهم بعد الطلاق تزايد بشكل ملحوظ: «بيتجوزا تاني وبينسوا ولادهم وبيستخسروا يدفعوا ليهم نفقة يعيشوا منها ويتعلموا زي عياله من الزوجة الجديدة».

وأضاف المحامي، أن المشاكل بدأت بعد حمل الزوجة حتى انتهت بترك البيت والمقابلة بعد ذلك في محكمة الأسرة: «من ساعة ما البنت اتولدت محصلتش على شلن ولا عارفة تشوف أبوها اللي رافضها رغم محاولة الأم كذا مرة»، لافتًا إلى أن الأم حاولت التقديم لابنتها في مدارس تجريبي ولكن الأب رفض.