كتب: يسرا محمود -
03:26 ص | الثلاثاء 22 ديسمبر 2020
آثار التعذيب الباقية على وجهها الصغير، تمنعها من نسيان تفاصيل واقعة تعرضها للضرب على يد معلمها في مادة الرياضيات، بعد علمه بتصحيحها الواجب بكراستها بدلا منه، ليبرحها ضربا في أنحاء متفرقة في جسدها، ما تسبب في ظهور كدمات بالوجه، فضلا عن معاناتها من آلام في القدمين.
«الوطن» رصد القصة الكاملة لواقعة الاعتداء على مريم محمد جمال، التلميذة بمدرسة ابتدائية في منشأة القناطر، خلال الفقرات التالية.
10 دقائق متواصلة، قضاها معلم الرياضيات في ضرب التلميذة التي لم تتخطَ الـ8 سنوات، بعد رؤيته لتصحيحها الواجب، وإعطائها الدرجة النهائية لنفسها، ليقابل ذلك الفعل بالضرب بعنف على حد قول ابتسام نصر الدين والدة الطالبة المعتدى عليها: «المدرس ضربها بالأقلام والشلاليت والبونيات، وكل ما تقع على الأرض، يشدها من شعرها ويكمل ضرب فيها، علشان شوية شخبطة في الكراسة».
تبرر الأم فعل ابنتها بأنه مجرد تصرف «طفولي»، سعت خلاله لتقليد معلمها الذي تحبه، والذي يعطيها دائما الدرجات النهائية في الامتحانات والواجبات المدرسية: «أنا مذهولة من اللي حصل.. خصوصا إنه أول هى بتحبه.. وكمان كان المدرس بتاعي أنا كمان».
«بنتي حزينة ومكتئبة وبتعيط من وقت لتاني».. بتلك الكلمات توضح ابتسام، الآثار النفسية الناجمة عن تعرض الابنة للضرب، بالتزامن مع تعرضها للتنمر من زملائها بسبب تشوه ملامحها بالكدمات: «مريم بتقولي سكتيهم يا ماما وخليهم ميتريقوش عليا.. الوضع صعب والبنت منهارة نفسيا».
بحسب الأم، لا تعد هذه الواقعة الأولى التي تعرضت فيها الطفلة للعنف على يد المعلم، حيث سبق أن ضربها بالعصا عدة مرات سابقة: «بس كان ضرب خفيف وبسيط.. زي ما كان بيحصل معانا زمان علشان نتعلم.. بس المرادي مش هسكت».
بمجرد إعلان الأم عن رغبتها في إتخاذ إجراءات قانونية ضد المعلم، بدأت جلسات صلح يرأسها العمدة، وهو عم ابتسام في الوقت نفسه، للضغط عليها حتى لا تصعد الأمور: «ناس كتير كمان أتوسطت إن الموضوع يخلص، وهو جالي مخصوص بس مش قادرة أنسى اللي حصل أو أعديه من غير ما أجيب حقها».
بدأت والدة مريم في الإجراءات القانونية، بالاستعانة بالمحامي أحمد العربي، لتقديم محضر رسمي بالواقعة، واستدعاء المعلم للتحقيق معه، بالتزامن مع توجهها إلى المدرسة لتقديم شكوى للناظر فيما حدث: «مقدرتش أمسك أعصابي واتخانقت معاهم ومع المدرس، وقولتهم إني هعمل محضر علشان يعرفوا إني مش هسكت على حقي»، وسط انتظارها لبدء الإجراءات القانونية.