رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

25 عاما من البحث عن طفلة مفقودة: اللي كانت تعرف مكانها ماتت والأب لم ييأس

كتب: محمد أباظة -

03:17 م | الخميس 17 ديسمبر 2020

الطفلة المفقودة سعاد

25 عامًا من البحث، لم يغمض لهما جفنا في سبيل إيجاد طفلتهما المفقودة، من الشرق إلى الغرب مرورًا بجميع محافظات مصر، رحلة طويلة من السير وراء حلم احتضان الابنة لم ييأس فيها محمد العقباوي، صاحب الـ57 وزوجته، المقيمان في قرية ميت حبيب بمركز سمنود في الغربية، من البحث عن ابنتهما الضائعة منذ مايو عام 1996، إذ كانت بعمر أقل من عامين، حتى لجأ إلى الإعلان على الإنترنت ليتتبعوا الأطفال المفقودة.

طاف موظف الوحدة البيطرية ومحفّظ القرآن البلاد، بحثًا عن ابنته «سعاد» التي تبلغ من العمر الآن 26 عامًا، وليس لها صورة شخصية سوى في ذهنه، بعد أن خرجت بها من المنزل ابنة شقيقته منذ نحو 25 عامًا، ولأن الفتاة ذات الـ17 عامًا مصابة باضطرابات نفسية، اختفت وأخذت معها الطفلة، كأنهما تبخرا من القرية، حيث «دابت أقدام» الأب وزوجته بحثًا عنهما، لكن دون جدوى.

روايات متضاربة واللجوء إلى طبيب نفسي

لم تكن أعراض الاضطرابات النفسية تظهر على ابنة شقيقته في البداية، لذلك لم يكن يتردد في إعطاءها ابنته ذات الترتيب الثالث بين أبناءه الخمسة، وخلال الأيام الأولى من رحلة البحث، وبعد أن حرر الأب محضرًا بفقدان الطفلة بتاريخ 4 يونيو 1996، وجد بعض من أهالي قريته الفتاة الكبرى أمام مسجد الحسين، تفترش الأرض بملابس بالية ممزقة، لكنها لا تتذكر أي شيء مما حدث لها.

عدة أقاويل للفتاة المضطربة نفسيًا من بينها أن أحد الأشخاص خطف منها الفتاة أمام مسجد السيدة نفيسة، وقول آخر إنها نامت وعند استيقاظها لم تجدها، ورواية ثالثة بأنها سقطت منها بينما كانت تركب سيارة، وبين كل قول وآخر يتشتت الوالدين في بحثهما، حتى أن الأب المكلوم عرضها على طبيب نفسي لمحاولة استخراج المعلومات منها، لكن محاولاته باءت بالفشل.

انقطع الخيط الوحيد والأمل موجود

عدم وجود صورة لابنة «العقباوي» المفقودة صعب عليه مهمة الوصول إليها: «لو كنت أعرف أن كل ده هيحصل كنت صورتها 100 صورة، بس ماكنتش عامل حسابي»، وزادت مهمته صعوبة بعد وفاة الفتاة المضطربة نفسيًا منذ عامين، فلم يجد لديه سوى السعي دون علم زوجته التي اعتادت على المهدئات بعد أن ساءت صحتها حزنًا على ابنتها: «بدور من وراها علشان ماتتعشمش على الفاضي».

القاهرة والشرقية وطنطا، من بين الجهات التي قصدها «محفظ القرآن» يُقلّب عن ابنته بين الفتيات في دور الرعاية والأيتام ومراكز الشرطة، لكن دون جدوى، كان الإنترنت وسيلته الأخيرة، بعد أن نصحه آخرين بالنشر عليه، لعل يجد ابنته على غرار الأطفال المفقودة التي تعود بنفس الطريقة.

لم يتردد «العقباوي»، في نشر إعلان على الإنترنت للبحث عن ابنته بعد 25 عامًا من اختفائها، مُرفقًا صورة أطفاله الأربعة لعل يبربط أحدا الشبه بينها وبينهم، وفي كل مرة يجد مواصفات مشابهة لابنته يذهب لها بحنين وأمل، وفي النهاية يصطدم بمفقودة أخرى: «عايزين نتطمن عليها، حتى لو هتمشي تاني».