كتب: أنس سعد -
04:23 م | الأحد 13 ديسمبر 2020
60 عاما عاشتها "جميلة إدريس"، بدون الحصول على بطاقة شخصية، بسبب خطأ أثناء تسجيلها منذ الولادة، لكن العجيب أنها تزوجت وأنجبت 3 أبناء، ولم تحتاج الرقم القومي إلا في السنوات القليلة الماضية، لتتمكن من قبض معاش أبيها، بعد انعدام الدخل بوفاة زوجها منذ 5 سنوات.
تحكي "جميلة"، أنها ولدت لأب سوداني وأم مصرية في منطقة سيدي جابر بالإسكندرية، لكن أثناء تسجيلها بعد الولادة حدث خطأ منعها من الحصول على الرقم القومي طوال حياتها، وهو تسجيل جنسية والدتها على أنها سودانية، مضيفة أنها لم تحتاج إلى البطاقة في حياتها، لأنها تزوجت قاصرا، وهي أقل من 16 عاما، بضمان خالها، وكان زوجها قبل وفاته يقضي لها جميع حاجتها دون احتياج إلى البطاقة، لكن بعد وفاته احتاجت إلى المال الذي دفعها للسعي وراء معاش والدها.
تؤكد "السيدة الستينية، أنها أقدمت على العمل في الحضانات والمصانع لمدة 5 سنوات، بعد انعدام الدخل، رغم أنها امرأة عجوز في أواخر حياتها، مضيفة: "عمري ما احتاجت البطاقة في حياتي، لما اتجوزت كنت أقل من السن القانوني، ولما خلفت برضه جوزي كان هو اللي بيعمل كل حاجة، وهو اللي سجل أولادي، بس دلوقتي لازم يبقى في دخل، لأن زوجي كان أرزقي وما سابش حاجة، عشان كده بقالي 5 سنين بدور على أي طريقة أعمل بيها البطاقة".
معاناة "جميلة" مستمرة، خاصة مع حاجتها للعلاج ولوازم البيت، لافتة إلى أنها عندما تذهب لتغيير الجنسية السودانية إلى مصرية وتفعيل البطافة، كان يطلب منها أوراقا من عائلة والدها في السودان، مشيرة أنها لا تعرف عنهم شيئا في حياتها: "طول عمري عايشة في مصر، وما عرفش حاجة عن السودان غير إنه أبويا منه، وإخواتي معاهم بطايق عادي جدا، ومفيش عندهم أي مشكلة".