رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

مأساة زينب.. مات لها 11 طفلا والناجي الوحيد مصاب بمرض مزمن: راضية بقضاء ربنا

كتب: مروى ياسين -

11:12 م | الثلاثاء 01 ديسمبر 2020

زينب توفى لها 11 طفل

بين شقوق عمارتين متجاورتين يستقر سلم صغير يؤدي بصاعديه إلى منزل أشد ضيق استأجره عبد الرحمن الليثي 53 عاما من صاحب المكان، تتكون تفاصيله من غرفة واحدة وصالة صغيرة ومطبخ وحمام، بالكاد يدخل ضوء النهار للشقة التي خنقت جدرانها رائحة الرطوبة.

يجلس يوسف صاحب الـ11عاما، ممسكًا بلعبته المفضلة يمررها يمينا ويسارًا ثم يلقيها بعيدًا، ويبدأ في الحديث لوالدته: "حاسس إن أنا تعبان".

"يا قلبي".. تحاول الأم طبطبة صغيرها وتدعو لله حتى ينسى ما به من ألم، تتذكر وقت تناول الدواء المعتاد وتهم لالتقاط شنطة الدواء من مكانها، وتمنح الصغير الجرعات المحددة له مسبقًا من قبل طبيبه المعالج.

تقول زينب محمد، 43 عامًا، من يوم ما اتولد يوسف وهو بيعاني من مشاكل في المخ وإعاقة في قدمه ويده، لكن أنا راضية بيه جدًا وبحمد ربنا على وجوده في حياتي".

لدى زينب قصة مريرة مع الإنجاب، فمنذ أن تزوجت قبل 20 عاما، وكل مولود يفارق الحياة في شهوره الأولى نتيجة لولادتهم بمشاكل صحية متنوعة في القلب والمخ.

أضافت:" رزقني ربنا بـ11 طفلا، وكل مرة أقول هيعيش وبعد فترة بسيطة يموت"، لم تجزع زينب رغم قسوة ما مرت به، ولا يجف لسانها عن حمد الله حتي حينما أصيبت بمرض السكر قبل 11عامًا، وأصبحت تعاني من مضاعفاته، تحكي عما تعانيه بابتسامة صابرة تكشف عن فم خلا من الأسنان بعدما أصبح جسدها في نقص شديد مع الكالسيوم: "تقريبا مافيش عندي كالسيوم، من ارتفاع السكر المستمر أثر عليا وعلى أسناني وعضمي".

تعيش زينب برفقة زوجها عبد الرحمن الليثي البالغ من العمر 35 عامًا، يحكي عن كثير من أزماتهم ويقول: "أنا شغال سواق توك توك والرزق محدود، مصاريف ابني في العلاج شهريًا بتوصل لـ1200 جنيه، وهو ليه معاش بيوصل لـ440 جنيه بس ومش بيكفي علاجه".

يكمل عبد الرحمن حديثه، متمنيًا أن يكفي دخله مصاريف علاج ابنه الوحيد الذي جاء للحياة بعد "شوقة".. علي حد وصفه، يقول: "ابني عنده إعاقة في رجله اتولد برجل أطول من رجل ولازمله جزمة طبية ثمنها بيوصل 1500 جنيه، وطبعا كل دي مصاريف ما بقدرش عليها".

تحرص الأسرة علي تعليم ابنهما في مدرسة تربية فكرية مكنته من معرفة الألوان يقول لوالدته ببراءة:" عايز أشرب كاكولا من الأسمر بحبها ياماما".

يتهجي يوسف القرآن الكريم ويعيد ما حفظه على مسامع والدته تاركا البسمة على وجهها وفرحة الانتصار بتعليم طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة، بديهيات الحياة بعدما كان أمرًا بعيدًا في يوم من الأيام.