رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

"سارة" تناهض التحرش بألفاظ خادشة للحياء: قالولي يعني أنتي هتصلحي الكون

كتب: غادة شعبان -

08:17 م | الإثنين 23 نوفمبر 2020

سارة ايمن

بملابس فضفاضة واسعة، لا تُظهر مفاتنها ومعالم جسدها حتى لا تكن مطمعا للرجال في الأماكن والمواصلات العامة، اعتادت سارة أيمن، في العشرينات من عمرها، على الخروج، حتى تحمي نفسها من أعين المتحرشين اللذين يعتبرون أجساد الفتيات حق مكتسب ومُباح.

إلا أنها وجدت نفسها في مرمي التحرش بشتى أنواعه، ويطرق على سمعها أقبح الألفاظ المهينة والخادشة للحياء، لتقرر الخروج عن صمتها بوصفه وكتابته على ملابسها.

حاولت الفتاة العشرينية، التي تخرجت في كلية الفنون التطبيقية، كسر حاجز الصمت واختراق فروض المجتمع، بتدوين العبارات المسيئة ذات المعاني القبيحة التي تتردد عليها طوال تواجدها خارج منزلها على ملابسها الشخصية، والتي ربما كانت سببًا في تعرضها للإساءة والهجوم كونها اعادت تدوين تلك الألفاظ القميئة.

"بتعرض للتحرش كل يوم بشتى أنواعه سواء في المواصلات أو الطرقات العامة، رغم كوني من صاحبات الملابس الفضفاضة التي لا تصف مفاتن جسدي، فدائمًا أجد نعتي بأبشع الألفاظ المقززة والخادشة للحياء التي يقشعر البدن عند سماعها، لذا قررت ترجمته بالطريقة ذاتها وعلى ملابسي التي اعتدت الخروج بها"، بحسب سارة أيمن، لـ"الوطن".

"سارة" واحدة من الفتيات اللاتي يتعرضن للتحرش بشتى أنواعه، فتارة تجد المتحرش في المواصلات العامة أو الطرقات وداخل الحرم الجامعي، فتجد الفتاة تحاول تمالك أعصابها والتغاضي عما يتردد على سمعها حتى لا تكن عرضه للمضايقات أكثر، "الفكرة جاتلي إني بتعرض ليها كل يوم وملقتش طريقة إني أعبر عنها غير إني أكتبها على هدومي واللي هي عبارة عن جيبة وبلوزة، علشان الناس اللي بتتكلم عن لبس البنت، مفيش أي حاجة تبين مفاتن ليا وبسمع أسوء الألفاظ".

لم تستسلم الفتاة العشرينية لتلك المضايقات وقررت التعبير عنها، فكان والديها الداعم والسند لها، "المحيطين والمقربين لي كان الخوف والقلق يتملك منهم خشية الوقوع في مشكلات ناتجة عن تلك الخطوة، فقد شجعني والدي عليها فكانت والدتي واحدة من ضحايا التحرش وروت لي ما يحدث معها رغم كونها سيدة متزوجة".

سارة عن آراء المحيطين: قالولي يعني أنتي اللي هتصلحي الكون؟

حاولت سارة المشاركة بتصميمها الجريء كما يطلق عليه البعض وغير اللائق أخلاقيًا نتيجة لتدوين الألفاظ البذيئة عليه في العديد من المعارض، إلا أنها كانت تُقابل بالرفض، "تم عرضه في معرض مشربية في وسط البلد، وده الوحيد اللي عرض العمل، وكلهم قالولي انتي اللي هتصلحي الكون يعني؟".

بنات كتير كلمتني وحكولي تجاربهم مع التحرش

انقسمت ردود الأفعال على تصميم سارة، على منصات التواصل الاجتماعي، فمنهم من يرونه خطوة للتغيير، وآخرين يعبرونه مبالغ فيه، "أثار الجدل في السوشيال ميديا، ما بين مؤيد ومعارض في بنات كتير بعتتلي تشكرني وبيقولولي انتي عبرتي عننا وعن اللي بنتعرضله، في بنات بعتتلي تحكي تجربتهم مع التحرش اللفظي والجنسي، على إنستجرام، وفيس بوك، وفي ناس قالت إنه كلام مبالغ فيه وموصلش للمرحلة دي".

اكتشفت من حكايات البنات أن في أسوأ من اللي سمعته

قررت سارة إثبات وجهة نظرها من خلال عمل استبيان يرصد وجهات النظر المختلفة حول ما قامت به، فكانت المفاجأة في انتظارها، "اكتشفت أن في كلمات أسوأ بكتير من اللي سمعته وكانت صدمة ليا، في ناس شايفة أن العمل مش هيوقف التحرش ودي حقيقة، هو هدفه ياخد خطوة ضده، من خلال طرح المشكلة والتوعية بخطورته".