ربما كان الأمر غريبا إذا أخبرك أحدهم بأن هناك فتاة تقود الطائرة، ولكن هذا ما حدث مع "نورين" التي تخرجت في أكاديمية الطيران، وهي بعمر الـ18 عامًا فقط، لتصبح أصغر كابتن طيار في مصر.

تمسكت نورين وائل، بحلمها الذي راودها في مرحلة الطفولة بعد ركوب الطائرة لأول مرة في حياتها، ورأت مشهد صعود الطائرة وجمال وإبداع الخالق في كونه، لتعيش على هذا الحلم حتى انتهاء مرحلة الثانوية العامة، لتقرر الالتحاق بأكاديمية الطيران.

لم يكن التحاقها بأكاديمية الطيران أمرا سهلًا، وذلك لارتفاع تكلفة المصروفات، حيث اضطر والداها لبيع الكثير من ممتلكاتهم لتلتحق بالأكاديمية: "أهلي باعوا حاجات كتير عندهم علشان يساعدوني أحقق حلمي" حسب حديثها لـ"هُن".

نورين: الدراسة كانت 12 شهرا وخلصتها في 9 فقط

حلم سنوات يتحقق مع اللحظات الأولى للالتحاق بالأكاديمية، لتعمل جاهدة على التخرج مبكرا، لتصبح أصغر كابتن طيار في مصر: "اتخرجت من المدرسة كان عندي 17 سنة، دخلت كلية الطيران الدراسة كانت 12 شهرا وخلصتها في 9 أشهر لأن الدراسة حرة في الكلية، اتخرجت وأنا عمري 18 سنة"، وكان التخرج في اليوم الذي يوافق ذكرى وفاة جدها اللواء طيار محمد وجيه، الذي كان قائدا بالقوات الجوية: "قلت لنفسي يوم وفاة طيار سيكون ميلاد طيار آخر".

كانت "نورين" الفتاة الوحيدة وسط 29 شابا، ورغم الخوف الذي شعرت به من البداية بدأت تتقبل الوضع: "رحب والدي بالفكرة، فقد كان يحلم أن يكون طيارا، واستطاع تحقيق حلمه من خلالي، وعرفت بعد التخرج أني أصغر طيارة في مصر".

تخرجت صاحبة الـ20 عامًا، وبدأت رحلة البحث عن تحقيق حلمها الثاني وهو العمل في شركة "مصر للطيران": "بحلم حلمين نفسي أحققهم، إني اشتغل في شركة مصر للطيران، وأكون مصدر إلهام للبنات اللي عايزه تدخل المجال ده".