رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

شاهدة على غلق المطار.. يوميات كابتن طيار بعد الحظر الجوي بسبب كورونا

كتب: هن -

11:49 ص | الإثنين 30 مارس 2020

رلي الخطيب وأحد مساعديها

اعتادت على مدار سنة أن تحلق في السماء بين دولة وأخرى وبين ليلة وضحاها تجد الكابتن طيار ولي حطيط، نفسها تقف وأنوار المطار الذي تنتمي إليه تغلق أنواره وتصطف طائراته وذلك بعد حظر التجوال الجوي الذي فرضه فيروس كورونا المستجد على المجال الجوي حول العالم.

فآخر ذكرى للكابتن رلى قبل الحجر المنزلي هي المطار مطفأ الأضواء، برج المراقبة المظلم والطائرات المصطفة بصمت، إحداها إلى جانب الأخرى.

تقول حطيط بهذا الشأن وفقا لـ "النهار" اللبنانية: "رؤية المطار وهو مقفل تفطر القلب بشدة فالمرفق الأكثر حيوية في لبنان استحال قفراً خالياً، وصمت مطلق في أرجائه إنها الحرب ضد خصم غير متوقع وهو كورونا".

قبل ثلاثة أيام من إقفال مطار بيروت تطبيقاً لقرار التعبئة العامة، كانت الرحلة الأخيرة للكابتن رلى حطيط، فتحكي قائلة بحزن: "يوم ذاك كانت الرحلات لم تتوقف بعد وغادرت المطار، لأعود وأراه مقفلاً عبر وسائل الاعلام كانت لحظة مدمية للقلب".

مشهد لم تعتده حطيط وتدبير لم تألفه العاصمة منذ زمن ووصفت هذه اللحظة بأن الزمن كأنه قد توقف.

ترجو الكابتن طيار حطيط العودة إلى العمل، فالانقطاع عنه محبط ومتعب. "قد تطول الفترة إذا لم يلتزم اللبنانيون بالحجر الصحي أولاً، وفي حال طالت فترة الحجر في البلدان التي طالها الوباء".

وتستكمل: "يوم أعلنت وزارة الصحة عن أولى الإصابات بفيروس كورونا، انقسم اللبنانيون إلى فئتين، الأولى لا تتمتع بوعي كافٍ، والأخرى مستهترة"، مضيفه أنه في تلك الفترة، ومع الغياب الطبيعي للتعليمات الدقيقة من قبل الدولة وشركة الطيران بسبب عدم التعامل مع هذا الفيروس من قبل، كانت  تحرص على ارتداء قفازين وكمامة لئلا تلتقط العدوى وتنقلها لأسرتها.

وعن تعقيم الطائرة تحكي حطيط، أنها استمرت بأخذ التدابير الوقائية بعفوية، معقمةً قمرة القيادة باستمرار، إلى أن تم تشخيص اصابة أول طيار بكورونا في الشركة ويومئذٍ استدرك الطاقم وشركة "الميدل إيست" الموضوع، ووضعت الأخيرة مخططاً للسيطرة عليه، خصوصاً أنه من المرجح أن يكون الطيار قد التقط العدوى من الطائرة. حسب تعبيرها.

اما عن أسرة الكابتن طيار، فتقول أنها عمدت وزوجها الطيار إلى تجنب ملامسة أبنائهما: "المشكلة أننا نتشارك المهنة نفسها، وعلى أحدنا على الأقل الاهتمام بالأولاد وظلّ هاجس انتقال العدوى يرافقنا حتى توقفنا عن الطيران".

وتؤكد حطيط أنها مستعدة لقيادة الطائرة التي ستقل اللبنانيين الراغبين بالعودة حين يطلب منها ذلك، مشدده على حقهم بالعودة، خصوصاً أن عدداً كبيراً من الطلاب لم يعد قبل الإقفال لأن حكومات البلدان والولايات التي يعيشون فيها تأخرت بإعلان التعبئة وإغلاق الجامعات، في وقت كان قرار التعبئة العامة وإقفال المرافق لبنانياً قد اتخذ.

لعل أكثر ما يؤلم الكابتن حطيط اليوم هو الركود حيث أنه لا مجال للروتين في حياة الطيار، مجزمه أنها منذ أن عادت إلى بيروت لم تخرج من البيت وانه في اليومين الأولين للحجر المنزلي كان الملل قاتلاً، لكنها سرعان ما وضعت مخططاً للاستفادة من هذه الفترة يقوم على احتساء القهوة الصباحية والاطلاع على الأخبار، ممارسة التمارين الرياضية المنزلية، تحضير الطعام وتناول وجبة الغداء مع العائلة، ثم الكتابة وتعلم اللغة اليونانية والعزف على البيانو، يليها اللعب مع الأولاد ومشاهدة المسلسلات قبل العشاء والاطلاع على الأخبار المسائية والنوم".