"قلنا 100 مرة خلي وشك للباب وضهرك للحيطة"، نصيحة من الرجال منتشرة مع صورة لزوجة تتلص على هاتف زوجها، وفيما يبدو وجدت فيه ما لا يسرها، فسارع الرجال إلى نشر تلك الصورة مصحوبة بنصيحة أخوية كي لا يقع رجل آخر في نفس الفخ فيما بعد، ورغم أن النصيحة جاءت بسلامة نية وانتشرت بشدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أنها تحمل في طياتها خبايا الرجال التي يخفونها عن زوجاتهم.

سأل موقع "هن"، السيدات عما وجدنه على هواتف أزواجهن بعد المراقبة، وجاءت الإجابات متنوعة بين الصدمة و"العادي".

"نور محمود"، بدأت في مراقبة هاتف زوجها بعد يوم واحد فقط من مكالمة هاتفية مع صديقه قال له فيها، "كان يومين جنة، فصلت من الشغل والحياة وكل حاجة"، وكان زوجها قد أخبرها من قبل أنه مسافر إلى مؤتمر في شرم الشيخ، لمؤتمر طبي عالمي، ولكن بمجرد أن سمعت أنه فصل عن العمل لم تجد أمامها سوى التشكك.

تقول "نور"، البالغة من العمر 32 عاما لـ"هن"، "استجمعت كل قوتي وقررت أني أمسك الموبايل افتش فيه وهو في الحمام"، بدأت الزوجة من سجل الهاتف وفحصت الأرقام ولكن لم تجد ما يمكن أن يضايقها، "أسماء عادية فيها بنات طبعا بس وارد يكونوا زمايله ده دكتور وعلاقاته كتير"، من هنا بدأت البحث وراء مواقع التواصل الاجتماعي.

وقف أمامها عائق كلمة السر، ولكنها استطاعت أن تفتح تطبيق "واتساب" الخاص به على هاتفها، وتابعت محادثة بينه وبين من أسماها "خضر سواق"، وهو أكثر من يتصل به لأنه يقله لعمله ولم تشك لحظة فيه، "طبعا فهمت من الكلام أنه على علاقة بواحدة واجهته وبهدلت الدنيا قالي نزوة من ساعتها وأنا معايا كل أكونتاته، وبسمع كل مكالماته وبقى كويس".

التلصص أيضا أنقذ "سلمى حمودة" من فك الخيانة، فقط كانت يوما مستلقية جانب زوجها على الفراش فظنها نائمة، تقول سلمى، "كنت صاحية وشفته بيكلم واحدة على ماسنجر واكتشفت أنه لسه بيتعرف عليها"، ظلت تتابع الحديث، "قالها إنه متجوز بس فيه مشاكل مع مراته وهنا قررت أصحى وسألته إيه يا حبيبي مشاكلنا اللي هتحلهالك؟".

فوجئ الزوج برد فعل زوجته التي أرسلت صورهما سويا لتثبت للفتاة أنهما متفاهمان، "بوظت العلاقة وفضلت فترة طويلة جدا بفكر في الطلاق لولا أن هو قالي إن ده مش طبيعته وأول مرة وسامحيني ومش هتحصل تاني وأنا كنت حامل مش عايزة ابني يتربى بعيد عن أبوه، وفعلا متكررتش تاني وبقت عيني في وسط راسي منه".

"بلاوى" هو ملخص ما وجدته ناردين خالد، البالغة من العمر 25 عاما، على هاتف زوجها حينما شهدت مكالمة فيديو على تطبيق ماسنجر من فتاة لا تعرفها، "فتحت الكاميرا لقيت واحدة باين عليها مش محترمة نص هدومها مش لابساها وهو كان ف الحمام ومش عارفة دي بتتصل بيه ليه"، أغلقت الفتاة الخط بمجرد أن رأت ناردين التي تعمل في أحد البنوك.

لم تفصح "ناردين عما رأته وظلت تتابع زوجها وتتجسس على هاتفه ومكالماته، حتى اكتشفت أنه على علاقة بأكثر من سيدة في نفس الوقت، "واحدة بنت أقنعها أنه بيحبها وهيتجوزها، واحدة تانية متجوزة وبتخون جوزها معاه، وواحدة مش كويسة أصلا وبينهم علاقة محرمة، اتطلقت وحمدت ربنا أني مش مخلفة، بس بردو مش مصدقة إزاي يعمل كل ده".

الشك دفع "سهر السيد"، البالغة من العمر 34 عاما، إلى مراقبة زوجها، فهي بطبيعتها شخصية شكاكة ولا تثق في الناس بسهولة، تقول لـ"هن"، "كذا مرة يلاقيني ماسكة موبايله وميعملش حاجة ويسكت وأنا أقول مش هراقب ولا أتجسس تاني، وبرده بعمل كدة فحصل بينا مشاكل كبيرة جدا وكنت هطلق".

في كل مرة لا تجد "سهر"، ما يثير ريبتها فحاولت ترويض نفسها كي لا يخرب البيت، "قلت خلاص بجد كفاية كده طالما هو راجل نضيف وبيعاملني بما يرضي الله ليه أتجسس عليه كده".

أزهري: الإسلام نهى عن التجسس

من جهته أوضح أحمد مدكور، أحد علماء الأزهر، أن العلاقة بين الزوجين يجب أن تكون مبنية على الثقة، وإذا لم تتوفر الثقة يترتب على ذلك الخيانة، متابعًا: "الغيرة مطلوبة بين الزوجين لكن لا تصل إلى حد إسقاط الثقة بينهما، وعلى كلا الطرفين معاملة بعضهما بمودة ورحمة".

أكد "مدكور"، أن التجسس نهى عنه الإسلام سواء من الزوج أو الزوجة، مضيفًا أن الصراحة ومواجهة كل طرف الآخر أفضل كثيرا، لأن الإسلام ينهى عن التجسس، كما لا يجوز للزوجة أو الزوج الإفصاح عن المشكلات بينهما لأحد أفراد الأسرة.