حل الظلام معلنًا عن مساء يوم جديد، كالعادة حمل حقيبته الرياضية واتجه نحو ناديه بالشرقية، حيث رياضته كرة السرعة، ارتدى ملابسه وانخرط بين صفوف زملائه لممارسة التمارين البدنية، دقائق قليلة من الجري وتمارين الضغط وسقط اللاعب الصغير عمر عبدالعظيم، على الأرض مفارقًا الحياة في المكان الذي أحبه.

قبل أكثر من 9 أعوام، انضم "عمر" إلى صفوف فريق مدرب كرة السرعة حازم ياسر، بنادي الرواد الرياضي ومنطقة العاشر من رمضان بمحافظة الشرقية، يكبر أمام عينيه ويزداد قوة وتألقًا في رياضته المفضلة، إذ حصد بطولة الجمهورية 3 مرات متتالية: "بيلعب معايا من أكتر من 9 سنوات.. وخد بطولات جمهورية وكان مرشح أنه يلعب في المنتخب".

الأخلاق الحميدة كانت السمة الأساسية المصاحبة لـ"عمر"، فهو حافظ للقرآن الكريم بأكمله: "عمر من عيلة محترمة جدًا.. وكان حافظ القرآن كله"، كما أنه عرف عنه الطبع الهادئ غير مثير للمشاكل: "كان في حاله يتمرن ويمشي.. ويهزر شوية مع صحابه.. عمره ما عمل مشكلة مع حد". 

يتذكر "ياسر" آخر تمرين للطفل الراحل الذي حصد خلاله أرقاما جيدة: "كان بيلعب آخر تمرينة معايا.. وكان جايب رقم كويس جدًا".

أما عن الوفاة، فأوضح "ياسر" أن اللاعب "عمر" يذهب في البداية لممارسة التمارين البدنية قبل كرة السرعة، فهو أمر طبيع، فوقتها كان يتواجد في "التراك"، وفجأة علت أصوات الصراخ حين سقط "عمر" على الأرض: "فجأة وقع على أرض كان في التراك وقتها".

تصادف وقتها وجود طبيب، هرول إليه مسرعًا للحاق به، لينصح بالذهاب فورًا إلى المستشفى: "هو كان مات وقتها.. وقالي وإحنا في الطريق إنه توفي.. وكان نتيجة توقف في عضلة القلب فجأة".

ونشر النادي المنتمي إليه الطفل عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، ناعياً الطفل ومعبراً عن حالة الحزن التي انتابت النادي، فكتب: "ينعى مجلس الإدارة برئاسة الدكتور أبو الحجاج عبد الغني والمدير التنفيذي وجميع العاملين بالنادي وفاة اللاعب عمر عبد العظيم محمد، قضاء وقدر، بعد الانتهاء من تدريبات فتنس كرة السرعة أمس، سائلين المولى عز وجل أن يدخله فسيح جناته ويلهم أهله الصبر والسلوان، ويعلن النادى الحداد لمدة 3 أيام".