رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

طفل يحارب الشيخوخة.. زين يلتقي وزيرة الهجرة ويحقق شغفه بـ"أولادنا"

كتب: دينا عبدالخالق وعبدالله مجدي -

09:04 م | الخميس 22 أكتوبر 2020

السفيرة نبيلة مكرم

حُرم من ملامح الطفولة، فوجهه أبيض ذو رأس كبيرة، تنتشر فيها التجاعيد والعروق الزرقاء، عيناه الواسعتان اللتان تجذبان الناظرين إليهما، تجعلاهم يظنون أنه شيخ كبير، لكنه لم يتجاوز العامين ونصف من عمره حتى الآن، أصيب بمرض نادر، لتخوض معه والدته رحلة جديدة من أجل إطالة عمره، بعدما عانت من تجربة سابقة مريرة لأجل إحضاره للعالم.

الطفل زين يبلغ من العمر عامين ونصف العام، ولد طبيعيًا وصحيحًا لا توجد به أي أعراض لأي مرض، حتى أتم ستة أشهر من عمره، بدأت والدته تلاحظ تغيرات في شكله، وبدأ وجهه ينكمش وشعره يتساقط، وبعد عرضه على الأطباء لم يستطع أحد تشخيص حالته سوى طبيب الأمراض الوراثية الذي أفاد بأن زين مصاب بمرض اسمه progeria أو الشيخوخة المبكرة، يصاب به شخص من كل 8 ملايين.

وجد زين هيثم البالغ من العمر 4 أعوام ضالته في عرض مسرحي بملتقى "أولادنا 2020" لفنون ذوي القدرات الخاصة، في دورته الرابعة هذا العام، تحت شعار "وحشتونا"، وقدم بالملتقى عرضا لـ"سبايدر مان"؛ بعدنا استجابت السفيرة نبيلة مكرم عبدالشهيد، وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج، له.

قبل عامين ونصف، استقبلت دينا عجمي، 34 عاما، التي انتقلت من الإسكندرية إلى القاهرة بعد زواجها، نجلها الثاني "زين" بعد معاناة شديدة من أجل الإنجاب، لتعيش 6 أشهر في سعادة بالغة لنجاح عملية الحقن وولادتها لطفل ذو ملامح جميلة، إلا أنه فجأة بدأت تظهر عليه علامات غريبة ليفقد شعره وتشيخ ملامحه تدريجيا، بصورة مرعبة للأسرة بأكملها، لتركض به بين المستشفيات وأطباء الأطفال، الذين لم يتمكنوا من تشخيصه، لتكتشف بعد بحث حقيقه مرضه.

زادت معاناتها مع المضايقات التي يتعرض لها "زين" مع الآخرين فبمجرد رؤيته يهرب منه الأطفال والأمهات، خوفا من نقل أي أمراض لأبنائهم، وتجنب العديدون له، والأسئلة التي لا تتوقف "يعني هرد أقولهم أيه،"، لتقضي قرابة عام ونصف في ضغوط نفسية شديدة.

في رمضان الماضي، بدأ الأمل يدب داخل الأم الثلاثينية: "زي ما يكون ربنا نزل في قلبي الرضا بجد لحالة زين، وإنه بيعوضني ببنتي الصغيرة"، لتفتش في جميع صفحات ومواقع الإنترنت عن حل لنجلها، الذي أصيب بذلك المرض من خلال طفرة جينية خلال فترة الحمل، حتى تمكنت من العثور على أحد المراكز الطبية الأمريكية التي تجري تجارب على دواء لإطالة عمر المصابين بالشيخوخة المبكرة وتأخير الإصابة بالسكتة القلبية والدماغية وتصلب الشرايين، وسرعان ما تواصلت معهم وتبادل التحاليل والأشعة الخاصة بـ"زين"، لتحمله معها ووالده إلى الولايات المتحدة، بتكلفة تامة من المركز.

رفض شديد لاقته الأم من أصدقائها وعائلتها لموافقتها إعطاء نجلها دواء مازال تحت التجربة، بعدما أكد لها المركز الأمريكي أنه لن يتحمل مسئولية أي أعراض جانبية للدواء، لتقرر خوض تلك التجربة مجددا، "قولت يمكن يكون مختلف والموضوع يجيب معاه مفعول كويس ويعيش لحد 21 سنة زي اللي أخدوا الدوا"، وبالفعل بدأ في تناوله قبل شهرين، بينما بدأت "دينا" في التواصل مع مركز هولندي آخر لبحث علاج مرض "الشيخوخة المبكرة".

بجانب بحثها عن العلاج، خاضت "دينا" رحلة أخرى مع نجلها والآخرين الغرباء، في محاولة منها لمنحه الثقة بنفسه، قائلة: "هو سنه صغير جدا ومش فاهم عنده أيه أو الناس بتجري منه لية، بدأت اتكلم مع الناس علشان تحبه وتعرفه، وأحسسه أنه مميز"، وهو ما نجحت فيه بالفعل خلال تلك الفترة بتغيير ملابسه ليلقى طفل البهجة  ترحيبا من الجميع بالشارع وعبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي.

صعوبة كبيرة خاضتها "دينا" من أجل إنجاب ابنها الثاني الذي زيّن حياتها، ورحلة أخرى صعبة في اكتشاف مرضه واتخاذ قرار بالغ من أجله، لكنها بين كل ذلك مازال تحمل خوف من إدراك "زين" وتساؤله عن اختلافه ومرضه النادر، لذلك قررت أن تجمع جميع المقالات والأبحاث والفيديوهات الإيجابية الخاصة بحالته من أجله، حتى يتمكن مستقبلا من قرائتها وتوليد الأمل داخله أيضًا.