كتب: غادة شعبان -
06:15 م | الثلاثاء 06 أكتوبر 2020
كان اللقاء الأول الذي سطر قصة حب الزعيم الراحل أنور السادات وجيهان، عقب خروجه من السجن، حينما ذهب لزيارة صديقه الطيار حسن عزت، وهناك وقع نظره عليها، وكانت حينها فتاة في الخامسة عشر من عمرها، وكانوا يحتفلون بيوم ميلادها، حيث قضيا معا يوما كاملا.
ومن هنا كانت بداية لقصة حبهما رغم فارق السن الذي كان بينهما، فكان الحبيبان يستمتعان بالمشي على كورنيش النيل الذي كان بمثابة الرحلة الرومانسية بالنسبة لهما، وكانا يتسللان في الصباح الباكر حتى لا يراهما أحد.
وسطر التاريخ اليوم 6 أكتوبر، حدثين مهمين وفارقين في تاريخ الزوجين وتاريخ مصر كلها، أحدهما كان سعيداً والآخر مأساوياً، حيث تزامن اليوم نصر أكتوبر العظيم الذي حققه الجنود الأبطال في حرب 1973، والآخر ذكرى رحيل الزعيم محمد أنور السادات، الذي أُغتيل في نفس اليوم عام 1981.
ويُقدم "هُن" قصة الزعيم أنور السادات وجيهان، خلال السطور التالية.
لم يستطع الثنائى تجاهل مشاعر كل منهما تجاه الآخر، رغم محاولات "السادات" المستميتة في التحكم والسيطرة على مشاعره كونه مر بتجربة زواج سابقة، وقالت "جيهان" خلال استضافتها في برنامج" معكم" مع مني الشاذلي، "كان خايف يكرر التجربة تاني، وكان مقرر إنه هيفضل عازب، كان بيقولي أنا لسة ما اشتغلتش ولا عندي فلوس، كنت أرد عليه أقوله عمر الفلوس ما كانت بتشكل حاجة عندي، هتيجي الوظيفة في يوم من الأيام".
حاولت جيهان برفقه ابن عمتها حسن إقناع السادات بالكذب على أسرتها، ليؤكد لهم أنه شاب من طبقة غنية وميسورة الحال ولديه وظيفة مرموقة، إلا أنه رفض.\
وتقول "جيهان": "رسينا في النهاية على حل وسط وقلتله إذا اتسائلت أنت غني؟ قول أنا لا أملك شيئا كما تحب، وأنا عارفة إن والدي إنسان وبيقول أنا بشتري راجل".
كانت "جيهان" تكن في قلبها حبا كبيرا للسادات، وذكرت خلال استضافتها في أحد اللقاءات التلفزيونية: "أنا كنت بحبه أوي والحب أعمى، وحتى زوجته الأولى لو كان جالي وقالي أنا أخلي زوجتي الأولانية ماكنتش ها أقول له لأ أبدا".
كانت جيهان مبهورة بشخصية السادات وطلته، وذكرت: "كان صاحب شخصية قوية، حبيت فيه مصر ولم يخطر في بالي إني هحبه كده، كان هناك انجذاب بينا، كنت فتاة أحلامه وهو بطل حكايتي، قالي إنه حلم بيا وكون شكلي في خياله من قبل ما يشوفني في السجن".
لم يكن يحتفل السادات بيوم ميلاده طيله حياته قبل زواجه بجيهان، وكان الاحتفال الأول له حينما تزوجا، "كان بيحب يقضي عيد ميلاده في ميت أبو الكوم، في بلده، ونجبله تورتة عليها خريطة مصر والبحر الأحمر".
لم يقتصر احتفال جيهان بيوم ميلاد السادات وهو على قيد الحياة وحسب، بل ظلت الطقوس كما هى مع إجراء التعديلات عليها، "بعد وفاته بنروح نزور الضريح ونقرأ القرآن، ونرجع نتغدا كلنا كعائلة واحدة".
ظلت جيهان شريكة له في أهم خطوات حياته حتى خطوته الأخيرة فكانت تلازمه طوال الوقت، حتى حينما لفظ أنفاسه الأخيرة كانت معه وتراقب دماءه التي ملأت سجاد المنصة وكانت تستنشق أنفاسه التي خرجت في مستشفى القوات المسلحة.