رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

بعد 10 سنوات زواج اكتشف أن أبناءه الثلاثة ليسوا من صلبه: أهلها عارفين

كتب: يسرا محمود -

08:27 ص | السبت 12 سبتمبر 2020

طفل خفى ملامحه

الصدمة لا تبرح قلبه الدامي المتألم من شعوره بخيانة زوجته له مع عشيقها، لمدة تجاوزت الـ10 سنوات، مستغلة سفره الدائم خارج القاهرة، ليكتشف بالصدفة أن أبنائه الثلاثة ليسوا من صلبه، بادئاً رحلة طويلة في أروقة المحاكم بحثاً عن حقه.

محمد: رسائل مجهولة المصدر كشفت خيانة زوجتي

"بعافر بقالي سنتين كاملين في المحاكم علشان أجيب حقي".. بتلك الكلمات بدأ محمد هادي حديثه لـ"الوطن"، راويا تفاصيل اكتشافه أركان "جريمة الشرف"، والتي بدأت بتلقيه رسائل من شخص مجهول، يخبره بعلاقة سرية بين زوجته وجارها، "الرسايل زادت بعد 6 شهور من قرار رجوعي من الغربة في أبريل 2018".

الزوج الثلاثيني تحقق من تفاصيل الرسائل، ليكتشف من الجيران أن زوجته ترددت مع جارها عدة مرات على منزلي الزوجية القديم والجديد، "في البيت الأول قالت عليه خال أمها بعد ما الجيران قفشوهم مع بعض.. وفي المكان التاني قالت عليه قريبها".

"هادي": الطب الشرعي أثبت عدم نسب الأطفال لي

الشك حول خيانة زوجته له بدأ يتحول إلى يقين، ليتوجه إلى محام لاستشارته في الأمر، والذي عرض عليه إجراء تحليل الجينات "دي إن آي" للطفل الثاني والثالث اللذين لم يتخطيا الـ8 سنوات للتأكد من نسبهما له.

خطة مُحكمة وضعها الأب لإجراء التحاليل في أحد المعامل الطبية الخاصة، التي تبعد عدة أمتار عن محل سكنه، "قررت أخدهم في 3 مواصلات علشان أشتت تركيزهم"، حتى وصلوا إلى وجهتهم لإجراء سحب دم وسط بكاء الطفلين، بينما يحاول "محمد" تهدأتهما، مؤكداً أن ما يحدث مجرد إجراء بسيط للاطمئنان على صحتهما، وبعدها اشترى لهما حلوى وألعاب، ثم ذهبوا إلى منزل والد الزوجة.

لم يأت فجر اليوم التالي، حتى أرسل جد الأبناء رسالة غامضة إلى زوج ابنته يخبره فيها بانتظار نتيجة تحاليل الجينات، "وساعتها اتصدمت، أنا مقولتش اسم التحاليل قدام الأطفال، وهما أصلا معدوش الـ8 سنين علشان يفهموا يعني أيه (دي إن آي)"، ما جعله يعلم بأن الجد على علم بسلوك ابنته مع عشيقها.

زوج السيدة المتهمة بالخيانة: "كان بيتقالي إحنا بنحسدها عليك"

بعد 14 يوما من إجراء التحاليل، ظهرت النتائج التي تثبت أن الطفلين ليسا من صُلبه، ليجري بعدها تحليل الابنة الكبرى ذات الـ11 سنة، التي حملت فيها بعد أسابيع قليلة من الزواج، "وكنت مستبعد إنها متبقاش ضنايا، ومتوقع إن الخيانة حصلت بسبب سفري المستمر خلال السنين الأخيرة بس"، حتى ظهرت النتائج الطبية حاملة معها صدمة كبرى للأب.

حالة من الألم والشعور بغفلة سيطرا عليه، متذكرا قصة حبه "الوهمية" مع زوجته، التي تعرف عليها خلال عمله في أحد متاجر "شرايط الكايست" بالشارع الذي تسكن به في منطقة شبرا، ليتقدم لها عقب إنهاء دراسته بكلية الآداب قسم وثائقي في جامعة طنطا، وسط فرحة عارمة بين أفراد أسرتها، "كان بيتقالي إحنا بنحسدها عليك، هى الوحيدة اللي خدت اللي بتحبه في بنات العيلة". 

لم يترك "محمد" نفسه أسيرا للذكريات، مسترجعا تغير تعامل زوجته معه منذ عودته من الغُربة، وطلبها الطلاق باستمرار دون سبب، "تصرفاتها كانت غريبة عموما.. مرة حرقت البنت الصغيرة في جسمها علشان مبتسمعش كلامها"، فضلا عن اختفاء الأموال من المنزل، من بينها استحواذها على 5 آلاف جنيه، بالإضافة إلى سرقة 3 هواتف محمول وذهب، للإنفاق على عشيقها.

أفكار انتحارية وانتقامية تَملكت الشاب المكلوم، إلا أنه تراجع عن ذلك، لاجئا إلى القانون للحصول على حقه واسترجاع "شرفه"، رافعاً قضية برقم 38590، يتهم خلاله زوجته بـ"الزنا"، وقضية آخرى في محكمة الأسرة لرفع اسمه من الأوراق الشخصية الخاصة بأطفاله الثلاث، مستبعدا تطليقها قبل الحصول على حقه القانوني منها، حتى لا يتعرض للاتهام بالتشهير.

ندبة نفسية جديدة واجهها الأب بعد رفض محكمة الأسرة دعوته، انطلاقا من مبدأ "الطفل للفراش وللعائل الحجر"، ما يُضعف موقفه، بالرغم من وجود أوراق رسمية من معمل تحاليل خاص والطب الشرعي تثبتان أنه ليس أب هولاء الأطفال.

"محمد": نفسي أوصل للنائب العام

طوال فترة المداولات القضائية، امتنعت الزوجة المتهمة بالخيانة بالدفاع عن نفسها، بالتزامن مع رفعها قضية خلع بعد علمها بحصولها على أوراق رسمية تثبت نسب أبنائه، حتى أُصدر حكم تاريخ 22/9/2019 بـ3 سنوات سجن وكفالة 20 ألف جنيه، ما تسبب في اختفائها تماما عن الأنظار، دون تطبيق الحكم ضدها، "حقي مجاش، وأنا حياتي أدمرت وأعصابي تعبانة، ونفسي أوصل للنائب العام ويتبنى قضيتي، أنا واقف عاجز وشرفي أِنتهك لسنين".

بالرغم من تألمه لأفعال زوجته، إلا أنه يحب الأطفال الثلاثة، ومشفق عليهم من نظرات المجتمع لما فعلته والدتهم به، "بس مكنش قدامي غير إني أطالب بحقي بطريقة قانونية"، متمنيًا الحصول على حقه قبل أن يفقد عقله من كثرة الحزن والألم.