رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

موضة وجمال

في اليوم العالمي للأب.. قصة "شيماء" من مراعاة والديها المسنيّن لعضوية "يونيسيف"

كتب: سما سعيد -

11:34 م | الأحد 21 يونيو 2020

شيماء الشرقاوي

قصة قد تكتب في روايات، أو رباعيات، لكم الإنسانيات والمشاعر المتضاربة المليئة بها، وفق ما روته شيماء الشرقاوي صاحبة الـ39 عامًا، والتي تعمل مهندسة مدنية.

تسترجع المهندسة المدنية في حديثها لـ"هن"، ذكريات مرت عليها سنوات طويلة، حيث كانت الابنة الوحيدة لأبوين، بحثا لسنوات عن الإنجاب، طارقين في ذلك أبواب الأطباء، إلى أن رزقهما الله إياها، فكانت عند عمر السنة ابنة لأباء على وشك الوصول لسن الشيخوخة، حسبما ذكرت.

وبما أنها الابنة الوحيدة التي جاءت بعد صبر، فقد كان من المفترض أن تحظى بقدر كبير من الرفاهية أو "الدلع" كأقرنها، ولكن كان للأم رأي آخر، إذ كانت قاسية بعض الشيء رغم حنانها على كل من حولها.

قد يكون ذلك خوفًا على "شيماء" أو رغبة منها في تربيتها بشكل مختلف، فلا أحد يعلم ذلك، لكن إرادة الله جعلت حب وحنان الدنيا كلها في قلب الأب، فكان السند والظهر والحبيب ونور العين، كما أطلقت عليه.

ووصلت العلاقة بين شيماء وبين والدتها إلى مرحلة الغيرة على "الأب" من شيماء والتى كانت الطفلة المدللة لأبيها، إلى أن جاء يوم لم يكن في الحسبان، فأصيبت الأم بجلطة منعتها من الكلام أو الحركة لمدة 17 عامًا.

نعم الرقم صحيح، 17 عامًا، وشابة في مقتبل العمر تراعي والدتها المريضة ووالدها المسن، زاد الحمل ولكنها لم تشتك يوما أو تنهرهما.. فقط الصبر كان مفتاح لباب الأمل بالنسبة لها، الى أن رزقها الله بزوج قبل جميع ظروفها الصعبة منها قبل السهلة.

 عروس وأم وزوجة في نفس الوقت ترعى والديها وسط ذهاب وإياب من المستشفيات، فضلًا عن ولادتها لـ3 أبناء وسط تلك الظروف، كل ذلك يمثل حملًا لا يتحمله جبل، لكنها صمدت وصبرت بمعاونة زوجها الذي أصيب بإنزلاق غضروفي نتيجة حمل والدتها ومساعدتها بابتسامة راضية مليئة بالحب لزوجته أم أولاده.

رفضت شيماء ايداع والديها في أحد دور المسنين، بل قطعت علاقتها بأي شخص يقترح عليها هذا الاقتراح، رغم أنها في حاجة للراحة والتركيز في تربية أولادها، لكنها أصرت هي وزوجها.

 توفي والدها دون أن يشتكي، راضً عن ابنته الوحيدة، وداعيًا لها بكل الخير في الدنيا والآخرة، ثم لحقت به والدتها بعد 3 سنوات في عام 2017، وشعرت "شيماء" وقتها أن الحياة فارغة مثل الصحراء، لكن سرعان ما جاء رد الله عليها وكأنها لم ترى تعبًا في حياتها قط: "لاقيت ربنا بيقولي خدي بقى ثمن الصبر، مع إنى كنت أحيانا بقوله يارب أنا مش عاوزة الثواب ده، لكن لقيت نفسي بانجز في 3 سنوات فقط اللي يتعمل في 20 سنة".

 

وبتشجيع من زوجها، استأنفت "شيماء" أعمالها، بل وافتتحت معهدًا خاصًا بالدراسات الاستراتيجية بأقل التكاليف، وحصلت على عدة مناصب، حتى وصلت لـ15 منصبًا في عدة مجالات خاصة، منها عضو لجنة السلامة في نقابة المهندسين، وعضو المجلس الوطني للتدريب والتعليم المصري.

 

كما أصبحت "شيماء" سفيرًا للمناعة المجتمعية بجامعة محمد بن راشد بالإمارات، وحصلت على عضوية منظمة الصحة العالمية واليونيسيف.

واختتمت قائلة: "زوج ربنا يبارك فيه وأولاد مثل الزهور، ونجاح مكنتش اتخيله في عملي، الصبر حلو وأخرته نصرة بس صدقوني، التفاصيل فيها وجع كتير وفرح أكتر".