رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

ضربوها حتى الموت.. قصة طفلة باكستانية دفعت حياتها ثمنا بسبب بغبغاء

كتب: آية أشرف -

01:50 م | السبت 06 يونيو 2020

تعذيب زهرة شاه في باكستان

تعد عمالة الأطفال آفة تؤرق العالم أجمع وتضرب بقوانين الرحمة والإنسانية عرض الحائط، فالبعض يستغل الظروف المادية والاجتماعية للحصول على خدمات الصغار مقابل أموال زهيدة، ولا يتوقف الأمر عند ذلك فحسب حيث يتعرض الأطفال لوصلات من التعذيب تصل للموت.

ومؤخرا شهدت باكستان، بخاصة حي راوالبيندي واقعة باتت هي حديث العالم، بعدما توفيت طفلة لم تتعد الـ 8 سنوات على يد أصحاب منزل تخدمه، بسبب هروب "بغبغاوات" باهظة الثمن.

فلم تدرك الطفلة زهرة شاه، التي ذهبت لخدمة الزوجين حسن وأم كلثوم وابنهما الصغير مجانا، حيث كانت الخدمة مقابل التكفل بتعليمها، أن رحلتها القاسية ستنتهي بالموت، بعدما تعرضت للضرب المبرح من قبل الزوجين بسبب تحريرها البغبغاوات من القفص.

وبحسب موقع thenational جاءت الفتاة من مظفر جاره وهي منطقة في جنوب البنجاب، على بعد 580 كيلومترا من العاصمة إسلام أباد.

وجرى توظيف زهرة بالفعل قبل أربعة أشهر كعاملة منزلية، مقابل "الطعام" والتعليم، ومنذ أيام عدة لفظت "الطفلة" أنفاسها الأخيرة بعدما تعرضت للتعذيب من قبل أصحاب العمل.

لم يفكر الجناة لحظة أن الطفلة لا تدرك ما فعلته عدما فتحت القفص، ليبرحوها ضربا على وجهها وأعضائها التناسلية، حيث ظلت تنزف ولم يستطيع أحد إنقاذها.

وحاول أصحاب العمل الهروب من المسائلة، ليقررا نقل الطفلة إلى المستشفى، ولكن الأطباء اكتشفوا علامات التعذيب، واعترف أحد شهود العيان بما جرى.

وقالت الشرطة إنها تلقت معلومات تفيد أن زهرة، ماتت متأثرة بجراحها بعد تلقي العلاج في مستشفى بيجوم أختار روخسانا التذكاري بالمدينة.

وقال ضابط الشرطة مختار أحمد ، الذي حقق في القضية، لصحيفة ذا ناشيونال "لقد اعتقلنا الزوجين واعترفا بجريمتهما وجرى إرسالهما رهن الحبس الاحتياطي لمدة أربعة أيام".

كيف دافع الحقوقيون عن الطفلة

لم يقف رجال الدولة والحقوقيون مكتوفي الأيدي أمام ما حدث، فكتبت وزيرة حقوق الإنسان الباكستانية شيرين مازاري على "تويتر" أن وزارتها على اتصال بالشرطة وتتابع القضية واقترحت إصلاحات لقوانين العمل المحلية.

وقال أروما شاهزاد ، الأمين العام لاتحاد عاملات المنازل، لصحيفة ذا ناشيونال: "لا تزال أعداد كبيرة من عاملات المنازل في البنجاب غير مسجلة لأداء عمل بدون أجر وتعذيب الأطفال حتى الموت".

وقال أسامة مالك، محامي العمل وحقوق الطفل في إسلام آباد، إن باكستان صدقت على اتفاقيات منظمة العمل الدولية بشأن عمل الأطفال وهناك قوانين محلية سُنت في جميع المقاطعات والأقاليم، لكن الأمر يشير بشكل فاضح إلى أن عمالة الأطفال لا تزال منتشرة ، حيث يعمل العديد من الأطفال في الزراعة والعمل المنزلي".

الطفلة نور المصرية.. تعذبت بسبب علبة حلوى

ربما قضية زهرة شاه تعيد إلى الأذهان، قضية شيماء أحمد سعد الشهيرة بـ"نور" الطفلة التي كانت تبُلغ من العمر 9 سنوات، وتعرضت لتعذيب مبرح على يد أسرة منذ عامين كانت تخدمهم بالساحل الشمالي، بسبب تناولها علبة حلوى.

استطاعت الطفلة الهرب حينها، وأدلت للشرطة بما تعرضت له من تعذيب من قبل صاحبة العمل، والتي تفننت في نزع ملابسها وربطها بالمقعد وضربها. وجرى تحرير محضر حينها حمل رقم 491 لسنة 2018 جنح مارينا، بقسم شرطة مارينا العلمين، بالواقعة، وتم إبداع الطفلة بدار رعاية.

دور منظمة العمل الدولية في إنهاء عمالة الأطفال

وتحرص منظمة العمل الدولية على التوعية بخطورة عمالة الأطفال للقضاء على تلك الظاهرة، عن طريق طرح  قضية محددة للنقاش الجماعي، والتي حددتها هذا العام في "حماية الأطفال من العمل حتى أوقات الصراعات والكوارث".

وأوضحت منظمة العمل الدولية، أنه يوجد ما يزيد على 1.5 مليار فرد في بلدان متضررة من الصراعات وأعمال العنف، وتشهد ضعفًا وهشاشة في هياكلها البنيوية، إضافة إلى تضرر 200 مليون فرد من الكوارث في كل عام، ثلث تلك الأعداد من الأطفال، حيث يعيش نحو 168 مليون طفل من المنخرطين في سوق العمل في مناطق متضررة بالنزاعات والكوارث.

"القضاء على عمل الأطفال" أحد أبرز الأهداف التي حددتها منظمة العمل الدولية لنفسها منذ نشأتها عام 1919، واعتمدت المنظمة على تحديد معايير عمل معينة تجسد مفهوم الحد الأدنى لسن العمل.

وخلال الأعوام التالية على نشأة المنظمة، أُدرج مبدأ ربط معايير الحد الأدنى للسن بالدراسة كجزء لا يتجزأ من التقليد المتبع في منظمة العمل الدولية في وضع المعايير في هذا المجال، حيث نصت الاتفاقية رقم 138 على أن الحد الأدنى لسن القبول في العمل يجب ألا يقل عن سن الانتهاء من التعليم الإلزامي.

وبحسب الاتفاقية، حددت المنظمة الفئات التي يحظر عمل الأطفال من خلالها، وهي توظيف الأطفال جبرا لاستخدامهم في النزاعات المسلحة وأعمال الدعارة والأعمال الإباحية والأنشطة غير المشروعة، والعمل الذي يؤديه طفل دون الحد الأدنى للسن المحدد لهذا النوع من العمل، والأعمال التي من شأنها إعاقة تعليم الطفل ونموه التام، إضافة إلى الأعمال التي تهدد الصحة الجسدية والفكرية والمعنوية.

وخلال السنوات الماضية، كثفت منظمة العمل الدولية جهودها للقضاء على عمل الأطفال، وتعهدت بإنهاء تلك الأزمة خلال السنوات القليلة المقبلة بما يتفق مع الاتفاقيات المقررة سلفًا، عن طريق اتخاذ تدابير ملائمة ومحددة زمنيًا.