رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

استمرت خطبتهما 15 عاما.. مريض كورونا يتزوج حبيبته قبل ساعات من وفاته

كتب: (وكالات) -

12:40 م | الأربعاء 22 أبريل 2020

مشهد لمريض بفيروس كورونا

قصة حب استثنائية، جمعت مريضا بقسم العناية بمرضى "كوفيد -19"، في مستشفى "برادفورد" الملكي في المملكة المتحدة، بخطيبته، كللت بالزواج قبل ساعات من رحيله عن عالمنا، بحسب ما سردها الطبيب جون رايت، نقلا عن "بي بي سي".

وقال "رايت"، الطبيب واختصاصي الأمراض المعدية، ورئيس معهد برادفورد للأبحاث الطبية: "عندما بدأت الممرضة المؤهلة حديثاً، صوفي براينت مايلز، عملها في النوبة الليلية بقسم مرضى كورونا، قيل لها أن الشاب الذي يعاني من عدة مشاكل صحية، بالإضافة إلى إصابته بعدوى الفيروس ليس من المتوقع أن يبقى على قيد الحياة، حيث أنه يتلقى الآن علاجاً لتسكين الآلام فقط".

وأضاف الطبيب، أنه كانت برفقته، امرأة مرتدية جميع معدات الوقاية الشخصية اللازمة؛ القفازتين والمئزر وقناع الوجه والقبعة، عرفوا أنها خطيبته وتمت خطبتهما منذ 15 عاماً، والتي كانت قد أخبرت موظفات المستشفى أنهما لم يقيما حفل زفاف لهما بسبب عدم توفر المال والوقت، "لقد عاندتهما الحياة باستمرار".

كان ذلك تعارضا مؤلما بين الحب والموت، لكنه ولّد شيئاً جميلاً جداً منه، فقد اتصلت الممرضة صوفي بقسيس المستشفى جو فيلدر، وسألته عما إذا كان بمقدوره تزويج الخطيبين على الفور.

وتسرد "صوفي" باقي القصة،: "قال جو إنه لا يستطيع القيام بذلك الآن بشكل قانوني، لكنه يستطيع أن يفعل شيئاً شبيهاً وقريباً مما يجري عادة في طقوس الزواج، وتكليلهما؛ فهما قادران على ترديد بعض الجمل ورائه مثل "قبلت بالزواج منه/منها" ، "ولن يفرقنا أي شيء سوى الموت" وما إلى ذلك.

كان كل شيء قابلا للتحقيق باستثناء أن المكان هو مستشفى بدلاً من كنيسة، بحسب الممرضة "صوفي"، قائلة "حضر القس، وقمنا بصنع خاتمين من رقائق القصدير، واتصلنا بابنة المريض أيضاً عبر الهاتف لكي تشاهد ذلك بالصوت والصورة.

لقد كانت خدمة رائعة حقاً، وكان جوا رائعاً، إذ قام بتوفير دفاتر بأسماء جميع التراتيل والصلوات التي نرددها.

كانت الخطيبة تتفهم تماماً حقيقة أنه يجب علينا جميعاً ارتداء ملابس الحماية كاملة، وكذلك سيتعين على المريض أيضاً ارتداء قناع الوجه، ورغم كل ذلك، كانا متحمسين بشكل مدهش لما كان يحدث.

كان العريس المريض على أهبة الاستعداد، بدا وكأنه يتعرق. قمنا بالتقاط صورة فوتوغرافية لهما بعد ذلك، بناء على رغبتهما. حاولنا جعل الأمر يبدو مثل حفل زفاف حقيقي بقدر المستطاع، وقدمنا لهما الكعكة أيضاً.

لقد كانت الخطيبة تعلم تماماً بأن تلك كانت الساعات الأخيرة من حياة خطيبها، وأعتقد أن ذلك كان آخر شيء شعرا بأنهما قادران على تحقيقه معاً، فعلى الأقل سيكون لديهما هذه الذكرى الأخيرة معاً.

ويضيف القسيس جو: "أظن أننا جميعاً كنا نبكي"، كان تقرير حالته الصحية يؤكد على أنه لن يعيش حتى الصباح، وأمامه ساعات معدودة، لذلك قمت بأداء خدمة وطقس الاحتفال بالالتزامات التي كانت تتشابه كثيراً مع خدمة الزفاف بالكنيسة.

وبذل المريض قصارى جهده لترديد الكلمات لكنه كان يعاني من صعوبة التنفس. كما بذلت شريكته قصارى جهدها لترديد الكلمات لكنها فعلت ذلك والدموع تنهمر على خديها، وكانت العائلة تبتسم وتبكي في نفس الوقت.

وكل هذا تم والجميع يرتدي معدات الوقاية الشخصية كاملة، كانت ليلة خيالية للغاية، فعلى الأقل، سيموت هذا المريض وهو يعلم أنه ردد كلمات الالتزام هذه لخطيبته، وستعرف عائلته أنه مات بعد أن فعلها.

كما أن شريكته كانت ممتنة جداً لكل ما جرى، فقد كانت فرصة لأن تكلل وتُسمع خطيبها كلمات الالتزام بميثاق الزواج أيضاً.