سونيا عبدالعظيم عارف الطبيبة التي سقطت ضمن ضحايا فيروس كورونا المستجد، ذاع صيتها فهي شهيدة جديدة ضمن شهداء "الجيش الأبيض"، الذين رحلوا أثناء معركتهم في محاربة فيروس (كوفيد 19) القاتل، لكن المشهد غير الإنساني الذي ارتبط بدفنها في قرية "شبرا البهو"، موطنها، كان السبب الأكثر في معرفة اسمها.

فعبر مواقع التواصل الاجتماعي انتشرت صور لتجمع العشرات من قرية "شبرا البهو" لرفضهم دفن الطبيبة الشهيدة، التي توفيت في مستشفى العزل بالإسماعيلية، مرددين هتافات "الكورونا لا"، "الطبيبة لا"، متجهمرين أمام سيارة الإسعاف لمنع دخولها المقابر، ظنا منهم بأن جثمانها سينقل العدوى إليهم.

طيلة ساعات استمرت أزمة دفن الطبيبة الراحلة في قريتها "شبرا البهو" بمحافظة الدقهلية، لتتدخل الأجهزة الأمنية لتهدئة الأهالي والمساعدة في دفن جثمان "سونيا عبدالعظيم".

تداول صور تجمع العشرات لرفض جثمان "سونيا" تسبب في حالة من الغضب بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين وصفوا ما حدث بأنه "ضد الإنسانية"، لكن مواقف مختلفة كانت بمثابة "رد اعتبار" لضحية فيروس كورونا المميت.

النائب العام يتدخل ويحقق مع الجناه

انتشار مقاطع فيديو بما فعله قرية "شبرا البهو" استدعت تدخل المستشار حمادة الصاوي النائب العام المصري، لفتح تحقيق عاجل في الواقعة، كما أنه جرى القبض على 23 متهما، ليشرف النائب العام على التحقيقات بنفسه، ويأمر بحبسهم لمدة 15 يوما على ذمة التحقيقات التي تجري معهم.

مدرسة تحمل اسم شهيدة كورونا

وأعلن الدكتور أيمن مختار محافظ الدقهلية، تغيير اسم مدرسة "شبرا البهو الابتدائية" إلى "مدرسة الدكتورة سونيا عبدالعظيم الابتدائية"، تخليدا لاسم الطبيبة الراحلة مدى الحياة، الأمر الذي وصفه بـ"أقل واجب يتم تقديمه لها".

ونُفذ القرار، اليوم، بواسطة مدير المدرسة، محمد السيد القط، الذي علق لافتة تحمل اسم الدكتورة سونيا عبدالعظيم عارف على المدرسة.

قصيدة في رثاء الدكتورة سونيا

تعاطف الكثيرين مع ما حدث مع الطبيبة الراحلة، إذ رثها الفنان صلاح عبدالله، بقصيدة جديدة تحمل اسم "يا قلب أمها"، ونشرها عبر حسابه على انستجرام.

وجاء كلمات القصيدة: "كانت بنت شطورة.. نفسها تطلع دكتورة باجتهادها وعملها.. عرفت تحقق حلمها.. اللي هي حبته.. وهو برضة حبها.. لكن يا قلب أمها.. حسرة عليها لأنها لسة معرفتش إن الحلم ده كان السبب في اللي حصل يوم دفنها".