رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

"أخبئ أحزاني خلف الكمامة".. طبيبة إيطالية تروي لـ"الوطن" يومياتها مع كورونا

كتب: محمد علي حسن -

05:49 ص | الأربعاء 25 مارس 2020

أطباء يشعرون بالتعب بسبب العمل طوال اليوم

"لم أعد أحتمل ما أراه من أوجاع المصابين بفيروس كورونا المستجد، هذا الوباء يدفعنا اليوم لفراق المقربين لدينا، ونعيش على أمل مساعدتنا لأن نكون في حال أفضل غدا، ونقترب من الآخرين في الأيام أو الشهور القادمة، لا أعلم ماذا أقول لكن، هذا الوباء يخطف أحبائنا"، حسب حديث الطبيبة الإيطالية ماتيا زنين، إخصائية الرعاية المركزة في مستشفى آستي.

وأعلن رئيس الجهاز المسؤول عن جمع بيانات فيروس كورونا في إيطاليا، الثلاثاء، أن عدد حالات الإصابة هناك قد يكون أعلى عشر مرات من الحصيلة الرسمية البالغة نحو 64 ألف حالة.

تقضي الطبيبة الإيطالية يومها بالكامل في المستشفى، وتصف مدى قلقها على عائلتها التي تتركها في المنزل، وبالرغم من بعض الصعوبات التي تمر بها خلال عملها في المستشفى، لاسيما بعد انتشار فيروس كورونا المستجد في بلادها، إلا أنها لا تتأخر لحظة عند طلبها لمساعدة أحد المصابين بالفيروس الذي تحول إلى وباء في شتى أنحاء إيطاليا.

وكشفت أحدث البيانات وفاة 6077 شخصا بالفيروس خلال شهر تقريبا، مما يعني أن إيطاليا البلد الأكثر تضررا من المرض في العالم، حيث اقترب عدد المتوفين بها من جراء الإصابة بالفيروس من مثلي العدد في الصين التي ظهر بها المرض في نهاية العام الماضي.

لكن فحوص الكشف عن الإصابة تقتصر عادة على من يذهبون للمستشفيات طلبا للعلاج، مما يعني أن آلاف الحالات لا تكتشف.

توضح ماتيا أنها تعمل منذ ما يقرب من تسعة أيام متصلة في المستشفى، على مدار الساعة نظرا لأن المستشفى يعاني من نقص في عدد المتخصصين، لذا تم التواصل مع الأطباء الذين تخرجوا مؤخرا من الجامعة للعمل في المستشفى وبالتالي لا تستطيع تركهم بمفردهم، فواجبها يحتم عليها التواجد معهم دائما.

تقول الطبيبة الإيطالية: "أرى نظرات القلق في أعين المصابين، و لا أنكر قلقي أيضا، لكن أظهر مدى قوتي أمامهم وأبعث فيهم الأمل، دعني أقول لك أمامهم فقط، في النهاية أنا بشر ولدي عائلة، ويعمل تحت إشرافي أطباء في مقتبل أعمارهم وممرضات، لذا أدعو طوال الوقت أن يمنحني الله تلك القوة التي تجعلني أتغلب على أي قلق أو تخوف".

وتختتم ماتيا حديثها لـ"الوطن": "لم يعد هناك أي روح أو ابتسامة اعتدت عليها في المستشفى، حتى الأطفال الذين كانوا يأتون لزيارة أقاربهم قبل ظهور الفيروس يبعثون المحبة والبراءة، لكن الآن لا توجد زيارات للمرضى، نحاول أن نصبح أفضل ونجعل ملامحنا الحزينة تختبئ خلف الكمامة الطبية".