"أم رانيا ملكة الطعيمة عنوان التضحية".. كلمات يرددها أهالي منطقة كفر كامل بمحافظة السويس، عندما يتحدثون عن "أم رانيا" أشهر من ببيع الفول والطعمية، فبجانب أمانتها الشديدة في العمل، هي أيضًا صاحبة قصة كفاح يتحدث عنها أبناء المدينة عندما يستدعون سيرتها.

بعد صلاة الفجر يوميًا، تقف"أم رانيا" لبيع الطعمية الساخنة والفول، ويتسابق المواطنون للشراء منها، فهي أم لابنة واحدة، تركها زوجها منذ عشرين عامًا، وظلت طوال هذه السنوات ترفض الزواج وتعمل باجتهاد، حتى استطاعت تربية ابنتها، ورؤية أحفادها الاثنين.

إعجاب مواطني السويس بـ"أم رانيا"، جعلهم يسعون لخدمتها دائمًا، لكنها بكل عزة نفس ترفض أي نوع من المساعدة، مؤكدة أنها ظلت كل هذه السنوات تعمل كي لا تحتاج لأحد.

"أم رانيا" قالت لـ"الوطن"، إنها ظلت طوال 20 عامًا الماضية تعمل دون أن تحصل على يوم واحد إجازة، مشيرة إلى أنها تجهز معدات عملها ليلًا، لتبدأ عملها بعد صلاة الفجر حتي عصر اليوم التالي، كما أنها تعمل بمفردها وتعتمد على نفسها دائمًا.

وأضافت "ملكة الطعمية" كما تُقلب أيضًا، "ربنا رزقني بابنتي الوحيدة، وقررت أن أقوم بتربيتها، وأن أعمل من أجل أن تحصل على التعليم الكامل، ورفضت بالطبع الزواج طوال السنوات الماضية، لأنني قررت أن تكون ابنتي هي حياتي فقط، وهو ما حدث، حتي تزوجت وأنجبت طفلين، هم فرحة عمري كله، وعندما أنظر اليهما أشعر أن الله كفأني بهما".

وتابعت، "جيراني وزبائني طيبون للغاية، ويحبونني، لهذا يتحدثون عني بحب ويشجعوني على العمل"، مشيرة إلى زبائنها يأتون من أماكن متعددة بالمحافظة من أجل شراء الطعمية.

وتؤكد نور محمد، من جيران "ملكة الطعمية"، أن الجميع يحبون "أم رانيا"، فهي مثل رائع للتضحية، ولا يوجد مثلها كثيرون.