في أحد شوارع حلوان، حيث بيع مستلزمات الزواج وأيضًا فطائر شهر العسل والزفاف، يتزاحم المارة في شراء المنتجات والمخبوزات وتقديمها للعروسين.

مجيء معظم سكان المنطقة من مجتمعات ريفية وصعيدية سبب رواج التجارة، بحسب محمود شويتة، صاحب أحد المحال، الذي على كتب لافتة داخل محله "قسم خاص للعرائس": "بييجوا من الفيوم وقنا وسوهاج إلى حلوان، ونقلوا عاداتهم معهم إلى مقر إقامتهم الجديد، ومنها تجهيز العروسة فى ليلة زفافها بالفطائر، سواء لليلة الدخلة، أو لتهادي بها أهل زوجها والتباهي بها، من أجل ذلك خصصنا قسمًا للعرائس في المحل، وتوجد في أنحاء الشارع محلات أخرى تصنع فطير العرائس بمختلف أنواعه".

على بُعد خطوات من المحل الشهير، يبيع أحمد سيد فطائر العرائس أيضًا، ويرى أن زبائنه ليسوا من حدائق حلوان فقط، إنما من مختلف مناطق القاهرة والجيزة: "يتردد علينا زبائن من مناطق مختلفة، من وسط القاهرة، 15 مايو، وادي حوف، المعادي، البدرشين وما يجاورها من قرى، بعد أن ذاع صيتنا، فنحن لا نخبز الفطير الآلي أو حتى التقليدي، بل نعتمد على الطريقة الشعبية المتوارثة، فنستخدم الطاولة والسمن البلدي، لأننا نقدم الأكل لزبون فاهم وذوّاق، ولو أخطأنا أو كان منتجنا رديئاً سينصرف عنا فوراً".

"الرقاق والعيش السوري" يعرضه سمير عبدالسلام في محله بجانب "الفطير الفلاحي"، حيث تتفاوت أذواق الزبائن ما بين المخبوزات الشرقية والغربية: "أهالي المنطقة من طبقات اجتماعية متنوعة، لكن معظمهم من أبناء الطبقة الوسطى والشعبية، وحاولنا مراعاة ذلك في المنتجات المعروضة وكذلك الأسعار المطروحة، فهي رخيصة جداً مقارنة بالمعلنة في المحلات الشهيرة، بإمكان الزبون شراء فطيرة كبيرة بجنيهين فقط".

البيع بالجملة وليس بالقطعة في معظم محلات الفطائر بشارع العرائس، وفقاً لـ"عبدالسلام"، فالمواطنين يتوافدون عليهم من مختلف المناطق المجاورة، ويقطعون أحياناً مسافات طويلة لشراء كميات كمتطلبات للزفاف أو لمختلف الأغراض: "يقطعون مسافات طويلة، ويستقلون وسائل مواصلات مختلفة، لشراء 100 فطيرة، وأحياناً 200، كما يشتري البعض ما يكفي حفل الزفاف".