على رصيف أحد الشوارع المجاورة للمقابرة القديمة محافظة السويس، حيث تجلس عيدة جاد الكريم، السيدة الستينية، هربًا من عذاب زوجات أبنائها اللاتي يعاملنها بطريقة سيئة، لتختار العيش في الشارع أهون عليها من الجلوس برفقتهن.

"عيدة" صاحبة الـ67 عامًا اتخذت من الرصيف المجاور للمقابر القديمة بحي الأربعين في السويس، مقرًا لها بعد أن طردها أولادها من منازلهم مفضلة النوم في الشارع لترحم نفسها من العذاب الذي لاقته على يد زوجات أبنائها، ورغم محنتها إلا أنها قانعة بما حدث ليقينها أنه نعمة من الله: "أحمد الله على كل شىء عسى أن يكون ما حدث فضلاً ونعمة، ولا أطلب شيئاً من أحد ولكن أطلب من الله فقط".

"ولدت فى محافظة قنا ثم جئت مع زوجى إلى السويس وعمرى 17 عاماً فقط، وأنجبت ولدين وهما حالياً متزوجان ويقيمان فى منزل زوجى وعدد أولادهم 9" قالتها الأم، مؤكدة أنه بالرغم من أن لها نصيبًا فى الميراث الخاص بزوجها، لكنها لم تطلب منهم أى شىء: "أحن إلى رؤية أحفادى فى منزلهم للاطمئنان عليهم، لأنهم فى النهاية أحفادى لكنهم لا يقومون بزيارتى على الرصيف".

وأشارت "عيدة"، إلى أن مسؤولي المحافظة ومديرية التضامن زاروها لبحث حالتها واكتفوا بتفحص المكان الذى تنام فيه وذهبوا ولم يعودوا مرة أخرى.