رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

اختلاف الفتيات حول "السالمونيلا" بين "لذيذة" و"مستفزة".. والطب النفسي: نتاج مجتمع مريض

كتب: روان مسعد -

02:22 م | السبت 04 يناير 2020

أغنية السالمونيلا

بعد دقائق قليلة من انطلاقها، كانت أغنية "السالمونيلا"، للمطرب تميم يونس، هي الأكثر تداولا ومشاهدة بين أغاني 2020، وخلال أيام أصبحت الأغنية هي الأكثر جدلا، بين من يصف الأغنية بأنها تشجع على العنف ضد المرأة والتحرش، وبين من يصفها بأنها مجرد شكل من أشكال الفنون الجديد، وزادت حالة الجدل حول الأغنية بين الفتيات اللاتي انقسمن بين رافضات لها بشكل قطعي، ومن يعتبرونها "لذيذة".

سارة: الأغنية لذيذة والجدل زايد عن الحد

"سمعتها كتير جدا من أول يوم نزلت فيه"، هكذا لفتت نظر سارة محمد، أغنية "السالمونيلا"، إلا أنها عندما رأت حالة الجدل حولها بين الرافضين لها والمؤيدين، بدأت تفكر في كلماتها، "هي فعلا كلماتها تقيلة أوي وبتشتم بس عادي أغنية لذيذة محستش أنها أهانت المرأة في حاجة".

وعن حالة الجدل الدائرة، تقول سارة محمد، 21 عاما، إنها زائدة عن الحد، وأحيانا ما يتسبب نجاح أغنية ما في خلق تلك الحالة التي ستنتهي قريبا.

ندى: البنات لازم تقول ألف لأ

أبدت ندى سالم، استيائها من تلك الأغنية، وما خلفته من حالة الجدل، "المفروض منساهمش في نشرها أصلا، يعني إيه "عشان تبقي تقولي لا"، ده عقاب يعني ولا بنبرر التحرش ولا إيه بالظبط"، وأضافت الفتاة العشرينية، أنها منذ سمعتها أول مرة وهي تشعر بأنها غير لائقة.

وأضافت، "ندى" التي تعمل في مجال التسويق، "حطيت نفسي مكان البنت لو ولد جه كلمني في مكان عام أكيد هقول لأ، المفروض يدعي عليا واتقبل ده؟، طيب أنا هقول لأ وألف لأ، ويا ريت كمان البنات كلها تتفاعل مع أنهم مينفعش يقولوا آه، ولو شعروا أنه تحرش يقولوا ألف لأ من غير جدال".

ووصفت "ندى" الأغنية بأنها "مستفزة"، لكل أنثى تحافظ على كرامتها وتقول لأ إذا رغبت في ذلك، مؤكدة على أن الرجال أحيانا ما يضعون أنفسهم في مكان "الآمر الناهي، يأمر ويطاع"، وأكملت، "وده غلط لازم كلنا نحارب ده، احنا زينا زيهم".

نورا: اللي عايزة تقول لأ بتقول

قالت نورا أمجد، إنها أعجبت بكلمات الأغنية، بلحنها المميز، وطريقة غناء المطرب، ولكنها لم تشعر في أول مرة سمعتها أنها يمكن أن تهين المرأة، إلا عندما أثير حولها هذا الجدل، حينها شعرت بأنها كان يجب أن تراجع نفسها، "هي أغنية زي أي أغنية، بس يمكن فعلا تكون بتقدم رسالة الناس مش واخدة بالها منها".

وتضيف الفتاة البالغة من العمر 25 عاما، "الولد فعلا بيبقى عايز البنت تقوله حاضر ونعم وبس، ومش لازم تزعق ولا صوتها يعلى ويكون ليها رأي، لا هو كن فيكون، وبردو في شباب مش كدة"، وأكملت في تصريحاتها، "الأغنية ممكن بتعبر عن مجموعة من الشباب بس مينفعش نعمم ونقول إنها بترسخ للمفهوم ده، وفي نفس الوقت اللي عايزة تقول لأ بتقول ومظنش بيحصلها حاجة، ولو في رسالة من ورا الأغنية البنات واعية ومش هتاخد بيها".

الطب النفسي: الأغنية نتاج مجتمع مريض فيه الذكر نصف إله والأنثى عبدة ناقصة

من جهته دون الطبيب محمد طه، عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، تحليله لأغنية "السالمونيلا"، وقال في منشوره الذي تفاعل معه عدد كبير من متابعيه، وقال عن الأغنية، "كل ده نتيجة إننا فى مجتمع بيوصل لكل ذكر إنه نصف إله، كامل العقل والدين، يأمر فيطاع، لو نام غضبان على مراته، تبات الملايكة تلعنها لغاية الصبح، كل ده نتيجة أننا فى بيوت بيوصّل معظمها لكل أنثى إنها عبدة ناقصة وخادمة مطيعة مش من حقها تخرج ولا تدخل ولا تشتغل ولا تلبس ولا تسافر ولا تتجوز ولا تتطلق ولا تتحرك ولا تتنفس إلا بإذن سيدها وولى أمرها، ولو قالت (لأ) تبقى ناشز تستحق العقاب ولو بالضرب".

وأكمل في منشوره، "كل ده نتيجة أننا فى ثقافة بتفرق بين الرجل والمرأة بشكل أقرب ما يكون إلى العنصرية، كل ده نتيجة الرسايل المتوارثة من أيام الجاهلية الأولى بوأد البنات أحياء، بس هما كانوا بيوئدوهم جسديا بوضوح وصراحة ومباشرة، لكننا بنوئدهم نفسيا ومعنويا باسم تربية مشوهة وعادات مريضة، كل ده نتيجة عقلية جماعية مريضة ترى أن الأنثى عار، وحريتها خطر، وأنوثتها فضيحة يجب سترها أو التخلص منها، أو حتى إيذاءها والانتقام منها".