نظافة المنزل واحدة من أهم أولويات ربات البيوت، فهو بمثابة عنوان لنظافتهن الشخصية، وتحرص السيدات على البحث عن أحدث أساليب التنظيف، مثلما تبحث عن أحدث أنواع الكريمات، وطُرق العناية بالجسم والبشرة. فتعطير منزلها، وترتيبه أمر هام أيضًا. 

الأمر جذب عدد من السيدات، لتدشين مجموعة خاصة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" تحت اسم "بيت مُسلم"، من أجل توجيه نصائح للسيدات، إلا أن سرعان ما انقلب محتوى "الجروب" لمادة ساخرة على "السوشيال ميديا" من البعض، بسبب التعنت الشديد مثلما وصفته بعض الرواد، في أساليب التنظيف، غير المعتادة. 

بيمسحوا المكرونة بالقطنة والنجف بالوايبس.. جولة في جروب "بيت مسلم"

داخل الجروب الذي يضم من يزيد على 25 ألف سيدة وفتاة، تنشر العضوات، طُرقا مختلفة للتنظيف منه ما هو معتاد وطبيعي، ومنتشر بين الكثير من ربات المنازل، ومنه ما جذب الانتباه، حتى بات البعض يتداوله خارج "الجروب" للنقد أو السخرية. 

مؤخرًا نشرت إحدى الرواد، جدولا يوميا للتنظيف، الذي ينقسم لجدول أسبوعي وشهري، ويضم تنظيف وغسل الجدران بشكل أسبوعي، مع غسل وتنظيف محتويات النيش، فضلا عن تنظيف السجاجيد، والـ"كفرات" الخاصة بها. الأمر الذي وجده البعض جدولًا ممتاز، في حين وجده البعض الآخر مُرهقًا بشكل كبير. 

وجذب سؤال إحدى السيدات الأنظار خلاله، بعدما سألت عن طريقة لتنظيف المكرونة قبل طهيها الأمر الذي وجده البعض غريبًا وغير معتاد، إلا أن إجابة إحدى العضوات كانت الأكثر غرابة، بعدما نصحتها بمسحها من الداخل باستخدام أعواد "الودانة". 

كما تنصح بعض السيدات، ذويهن بتنظيف مازورة الستارة من الداخل، وتنظيف النجف والبوتجازات باستخدام المناديل المُبللة، التي تستخدمها الفتيات بشكل عام في تنظيف الوجه. 

دول عاوزين ستات عندها صحة 

تحدثت "ندى. م" 26 عاما، متزوجة منذ 3 سنوات، قائلة: "الواحدة النضافة عندها شيء أساسي، لكن اللي بشوفوا من كتير من عضوات الجروب، عاوز حد عنده صحة زيادة عن اللزوم، كل حاجة بيدققوا فيها، وكل حاجة بيعيدوا تدويرها،  محدش عنده الطاقة يعمل كل النصايح دي، ويمشي على جدول تنضيف". وقالت: "مين فيه صحة يغسل الحيطان كل أسبوع، دي بتتعمل من العيد للعيد". 

أما "أسماء. ع" حديثة الزواج قالت: "أنا مش متخيلة أعمل كل التفاصيل دي في يوم واحد، دول اليوم عندهم 30 ساعة مثلا، هجيب منين وقت، أمسح المكرونة، ولا أنضف ماسورة من جوة". 

وتابعت: "ده كدة وأنا بطولي، أومال لو عندهم أولاد ومذاكرة وتربية، الموضوع فعلًا أوفر". 

بينما ترى "أمل" 32 عام، أن هدف المجموعة تبادل نصائح للتنظيف، ونشر الخبرة، قائلة: "محدش بيجبر حد على حاجة، مجرد بنقول تجربة عادي، والموضوع مش هدة حيل أوي لو نظمنا وقتنا، خصوصا أن النضافة مستاهلة فعلًا". 

استشاري نفسي: "دول مش طبيعين"

الدكتورة هالة حماد استشاري الطب النفسي ترى أن الحد الزائد عن الطبيعي تحول إلى وسواس قهري: "طبعًا النضافة الزيادة ممكن تتحول لوسواس، يتبعه قلق نفسي وخوف زيادة، وده بيكون وسواس تجاه حاجات كتير من أهمها النضافة، وليه عدة أمثلة زي الأشخاص اللي بتغسل الصابون، ولا بينضفوا أكتر من مرة ويشموا أي حاجة يشتروها".

وتابعت لـ "هُن": "لكن مريض وسواس النضافة بيبقى عارف إنه موسوس من حاجات غير منطقية، فبيتلاشى الكلام عنها، أو النقاش فيها حتى".

وأضافت: "أما عن ستات الجروب اللي من النوعية دي، أكيد دي حاجة مش طبيعية، واحتمال يكونوا بيهزروا، لأن دي أمور مش معتادة ولا طبيعية، ومش دي الأمور اللي ممكن تتناقش، لأن حتى لو واحدة فيهم موسوسة وبتعمل ده، الطبيعي إنها مش هتاخد اراء حد".