يبدو كأنه طفل لا يتعدى عمره أصابع اليد الواحدة رغم بلوغه الـ12 عامًا، لكن مرض وراثي صاحبه منذ ولادته ميزه عن باقي أقرانه، جعل فمه دون أسنان وقليل من الشعر يزين رأسه، ليتعرض عبدالغفار حسن، لمضايقات من زملائه بالمدرسة، تحفر داخله آثارا نفسية سيئة، لكنه سرعان ما يواجهها بابتسامة تمحو ما أصابه غير مبالٍ بانتقادات من حوله.

عبدالغفار حسن، هو ثمرة زواج الأقارب، الذي جعله يعاني من اضطراب في الجينات، أفقده جميع أسنانه، فتروي شقيقته الكبرى آية حسن، في حديثها لـ"هن"، المعاناة التي يعشيها شقيقها الصغير، فقبل 12 عامًا استقبلته أسرتها التي استبشرت خيرًا بمجيئه، فكان في حالة طبيعية لم يبدُ عليه أي أعراض غير مألوفة، لكن شيئًا غريبًا بدأت الأم تلاحظه، حينما أصبحت أسنانه تنمو أسفل اللثة.

اصطحبت الأم رضيعها في جولة بين المراكز الطبية في محافظة الوادي الجديد، حيث مدينتهم، لكن بلا فائدة من تشخيص صحيح لحالته، فاستكملت رحلتها بين المحافظات الأقرب إليها فسافرت إلى أسيوط ثم القاهرة، دون أن تهتدي إلى علاج نهائي، سوى أنها أجرت عملية جراحية لاستخراج أسنانه الصغيرة من أسفل اللثة، لكن النتيجة لم تدم طويلًا: "عمل عملية جراحية عشان نطلع سنانه اللي تحت اللثة.. طلعت شوية وبعدين وقعت كلها.  

"تركيب طقم أسنان" أمر لجأت إليه الأسرة في التعامل مع طفلها، لمساعدته في تناول الممنوع عنه، لكنه لم يطق استخدامه، فالحل هو زراعة الأسنان، لكنها العملية المكلفة للأسرة: "مقدرش يستخدم طقم الأسنان.. الحل الوحيد أنه يعمل زراعة أسنان ودا أمر مكلف جدًا".

مضايقات كثيرة تحمل بداخلها التنمر يواجهها الصغير من زملائه في المدرسة: "ساعات كتير في ناس بتضايقه ويقولوا له يا أقرع.. أو ممكن الأسئلة تبقى رخمة زي ليه معندوش سنان"، يتلقى "عبدالغفار" الدعم من أسرته التي تحضنته وتشجعه على حفظ القرآن الكريم والرضا بما قسمه الله له: "أخويا حافظ أجزاء كتير من القرآن.. هو طفل طبيعي ومتفوق في دراسته".

مكانة خاصة يمتلكها عبدالغفار بقلب شقيقته الكبرى فهو بمثابة طفلها المدلل، فعبر إحدى مسابقات جروب "Travel secrets club" على "فيس بوك" للمشاركة بأفضل الصور، نشرت "آية" صورتها مع شقيقها أثناء تكريمه من إداره مدرسته بعدما تمكن من حفظ أجزاء من القرآن الكريم، حاملة بداخلها الأمل للفوز بالمسابقة: "نفسي يكسب المسابقة دي عشان أفرحه.. ونفسي يسافر يعمل العملية عشان يكون طبيعي".