رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

اشتغلت مدرسة وألفت كتب.. "نرمين" تتحدى العظام الزجاجية: صممت أثبت نفسي

كتب: آية المليجى -

08:23 ص | الإثنين 09 ديسمبر 2019

نرمين السطالي

كانت طفلة صغيرة لا تدرك سوى اللهو مع قريناتها حينما بدأت علامات التقوس تظهر على ساقيها بشكل واضح، وباتت العملية الجراحية هي الحل الذي وضعه طبيب أصابه الخطأ في إجرائها، لتتدهور حالة نرمين السطالي، وتخوض رحلتها بين المستشفيات لإجراء العديد من العمليات حتى تم تشخيصها بالعظام الزجاجية، مرض ألزمها اللجوء للكرسي المتحرك حفاظًا على عظامها، لكن التحدي والإصرار كان رفيقها في تحقيق ذاتها فالتحقت بعمل أحبته واستوحت ممن حولها قصص واقعية دونتها في مؤلفات.

من عمر الخامسة حتى عامها الـ17، كانت الجولة التي قطعتها "نرمين" برفقة والديها للتشخيص السليم لحالة عظامها التي أصابها الوهن في وقت مبكر، أجرت العديد من العمليات الجراحية دون فائدة، حتى استقر الأطباء بأنها مصابة بالعظام الزجاجية، وهو ما يصيب عظامها بالكسر في حال اصطدامها: "إيدي ممكن تتكسر لو اتخبطت في حاجة.. بقى عندي هشاشة عظام مزمنة".

حالة "نرمين" لم توقفها عن مسيرتها التعليمية لكنها كانت العائق أمام ما أرادت الالتحاق به، دراسة الطب كان حلم يراودها لكن وقت دراستها للثانوية العامة تزامن مع إجرائها للعمليات الجراحية، فالتحقت بالشعبة الأدبي، ومن ثم أحبت دراسة التربية النوعية نجحت في اجتياز اختبار القدرات ليقابلها عميد الكلية بالاعتذار لدخولها الكلية: "كان نفسي أدخل كلية التربية النوعية.. لكن عميد الكلية اعتذرلي وقتها وقالي مش هينفع أدخلها عشان ظروف مرضي".

التحقت الفتاة الثلاثينية وقتها بكلية الخدمة الاجتماعية، حاولت الحصول على درجة الماجستير لكنها لم تتمكن بسبب مرضها الذي ضعف من قدرتها على الحركة: "اتكسرت تاني وقتها.. ومقدرتش أكمل بعد ما خدت التمهيدي"، ورغم ضعف الحالة الصحية لم يكن اليأس طريقها إذ قررت الالتحاق بإحدى المدارس للعمل كمدرسة أخصائية اجتماعية، وهو ما نجحت فيه: "اشتغلت بـ5% المخصصة لذوي الاحتياجات.. وكنت بروح الشغل بالعربية المخصصة للمعاقين".

حالة من الألفة جمعت بين "نرمين" وطلابها في المدرسة التي عملت بها، فكانت تستمع من خلالهم عن العديد من قصص ومواقفهم اليومية: "كانوا الطلاب دايمًا بيجولي وبنتكلم وبحل مشاكلهم" وفي الوقت ذاته كان المرض تزايد لديها، حتى ألزمها استخدام الكرسي المتحرك: "بقيت أقعد على الكرسي المتحرك من 5 سنوات".

ومن خلال المواقف اليومية استوحت العديد من الأفكار التي جعلتها تدونها في أولى المؤلفات بعنوان "سيكولوجية العنف": "كنت صممت أعمل حاجة.. واتجهت للتأليف وعملت أول كتاب عن القصص والظواهر للشباب.. وبعد كدا عملت كتابي التاني كان بيتكلم عن قصص الأطفال اللي اتعرضوا للخطف وجرائم للعنف ضد الستات". 

عادة ما تجد "نرمين" الدعم من أسرتها، في مساعدتها على الحركة بالإضافة إلى رفع روحها المعنوية: "أسرتي دايمًا بيدعموني نفسيًا وبدنيًا خاصة أمي وأختي الصغيرة.. بيساعدوني أني أقعد على الكرسي"، حاولت الفتاة الثلاثينية رد الجميل لأسرتها، فنشرت قصتها عبر جروب Travel Secrets club حينما أقامت مسابقة للسفر إلى مدينة دهب: "فزتي أنا وأختي.. حاولت أردلهم الجميل".