رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

بعد 3 أشهر من المعاناة.. تحرك قضائي في ملف "مريم" ضحية عنف والدها

كتب: غادة شعبان -

08:48 م | الخميس 05 ديسمبر 2019

مريم البدري

بعد 3 أشهر، من المعاناة والعنف التي عاشتها الطفلة مريم البدري، صاحبة الـ15 عامًا، ضحية العنف الأسري والقسوة من أقرب الناس إليها، والدها، وهي القصة التي شغلت الكثيرين، بعد نشر شقيقتها التفاصيل على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، انتصر القضاء للشقيقتين نورهان ومريم، فلم تتعرض الطفلة للعنف بمفردها، فقد اعتدت السيدة سماح الغمراوي، الصديقة المقربة للأسرة على الشقيقة الكبرى، ما دفعها لتحرير قضية ضدها في 3 أكتوبر الماضي.

فقبل شهر مضى، أقر خط نجدة الطفل، عدم وجود اعتداءات وقعت على الطفلة، لكن القضاء أكد حق الطفلة وشقيقتها من خلال الحكم الذي صدر غيابيًا، كتحرك مبدئي من قبل محكمة السادات الجزئية بالمنوفية، بالحبس لمدة شهرين ضد سماح الغمراوي، المتهمة بالتعدي على شقيقتها الكبرى نورهان، وذكرت نورهان لـ"الوطن"،" السيدة سماح كانت تعدت عليا بالضرب لما حاولت أجيب حق مريم بعد السحل والضرب اللي كانت بتتعرضله، في واقعة كانت والدتي موجودة فيها".

استغاثات كثيرة ومناشدات حاولت من خلالها الشقيقة الكبرى لمريم، محاولة انتزاع شقيقتها الصغرى من منزل والدهما، حيث ناشدت وزارة الداخلية للتدخل لتنفيذ الحكم القضائي ضد السيدة المعتدية عليها ورفع ما أسمته بالظلم عنها المسلط من قبل والدها، خاصة مع إثبات واقعة التعدي بالضرب على شقيقتها.

قصة مريم البدري

"انقذوا مريم.. انجدوها.. نفسي ترجعلي كفاية البهدلة اللي شافتها"، كلمات حزينة تنم على انعدام الأمل، شاركتها نورهان البدري، الشقيقة الكبرى لمريم، التي وجدت في مواقع التواصل الاجتماعي وسيلة لسرد قصة شقيقتها وسيلة لتوصيل استغاثاتها، متابعة: "مريم مهددة بإنها تموت في أي لحظة، اتولدت لأب وأم شايفين إن ولادهم ملكية ليهم، كأنهم كرسي أو كنبة من حقهم يضربوهم ويهينوهم ومينفعش الطفل يعترض".

وتواصل "نورهان"، سرد قصة شقيقتها الصغرى، "مريم ضحكتها جميلة وبريئة محدش شافها أو عرفها غير وحبها معروفة بأن كل الأطفال اللي يعرفوها بيحبوها، بتحب التصوير، وبتشوف الجمال في كل حاجة"، عبارات وكلمات وصفت بها نورهان شقيقتها مريم، التي تحولت حياتها من الحيوية والنشاط إلى الحزن والظلام.

وذكرت الشقيقة الكبرى لـ"الوطن"، "يوم 12 سبتمبر الماضي، مريم فاض بيها من الإهانة والذل وكسرة النفس، راحت تطلب 5 جنيه مصروف من والدي، علشان تفطر لإنها عندها درس بدري تاني يوم، قالها مفيش مصروف، وراح حدفها بكتاب موجود جمبه في وشها".

لم يكتف الأب بما سببه لمريم إثر الكدمات التي تعرضت لها نتيجة ما لحق بها، بحسب ما ذكرت نورهان: "صرخت من الوجع راح قايم عليها، جابها من شعرها وفضل يخبط دماغها في الأرض، وبعدين حط دماغها تحت رجله، ويدوس عليها ويضربها في كل مكان في جسدها".

تسجيل صوتي لمريم أثناء استغاثتها بشقيقتها

كانت نورهان البدري، الشقيقة الكبري لمريم، شاركت بمقطع صوتي خلال اتصال هاتفي أجرته مع شقيقتها وهي تستنجد بها لمحاولة نجدتها من العنف والضرر النفسي الذي لحق بها، على يد والدها حينما طلبت منه مبلغ مالي يبلغ قيمته 5 جنيهات، كمصروف.

استجابة خط نجدة الطفل لشكوى نورهان

واستجاب خط النجدة بالمجلس القومي للأمومة والطفولة، لما نشره موقع "هُن"، عن قصة تعرض الطفلة مريم البدري، صاحبة الـ15 عامًا للعنف النفسي والجسدي من قبل والدها، البدري هاشم مصطفى، الذي نُشر منذ عدة أيام، بعنوان.. "مريم" ضحية عنف والدها "ضرب وسحل وإهانات".. وشقيقتها: انقذوها من الموت.

وحررت شقيقة مريم، نورهان البدري بلاغًا حمل رقم 1760، والذي تم مسبقًا تليفونيًا عبر الخط الساخن 1600، في 1 أكتوبر الماضي، فيما يخص الواقعة الأولى التي استدعت هروب الطفلة من منزلها لمحاولة تفادي الآلام النفسية والجسدية التي تتعرض لها من قبل والدها، وذلك في مطلع سبتمبر الماضي، والذي استمر لمدة 14 يوما، وانقطاع أخبارها وعجز شقيقتها عن الوصول لمكان تواجدها.

وروت نورهان البدري، الشقيقة الكبرى لمريم، تفاصيل تحرك نجدة الطفل لاستغاثتها بالجهات المعنية بسرعة إطلاق سراحها في أسرع وقت، وقالت: "لما حصل الواقعة التانية ومحاولته أخذها بالقوة من أحد مراكز الدروس الخصوصية، بمدينة الفسطاط المجاورة الثانية، وبدأ ضربها وسحلها من الدور الأول حتى حوالي 10 أمتار من الشارع، أمام الجميع، تم التحرك الفعلي من قبل نجدة الطفل، يوم الخميس، كلموا والدها وكلموني، ومقدروش يتواصلوا مع مريم".

وأضافت نورهان: "معنديش إثبات أو نفي إنهم قدروا يقابلوها ولا لأ، لانقطاع وسائل التواصل معها منذ 5 أيام، امبارح اتصلت بيا مديرة اللجنة الفرعية لنجدة الطفل، بمحافظة المنوفية، وخدت أقوالي عن الموضوع".

روت مديرة اللجنة الفرعية لنجدة الطفل، لنورهان، تفاصيل مكالمتها مع والدها: "قالتلي بالنص كدة بيقول إن مريم مريضة نفسية وبتتعالج علشان كدة بضربها بسبب سلوكياتها، فأنا قولتلها إنك مختصة في الموضوع وفاهمة لما شخص يكون مسؤول عن طفلة 15 سنة، يقول إنها مريضة نفسيًا في الأغلب مين المسؤول عن حالتها دي مش هو؟، ولما يبقى عارف إنها مريضة نفسيًا هل سيكون مؤهل لرعايتها".

وكان محتوى البلاغ، حسب ما قدمته نورهان، "هناك طفلة تتعرض للضرب المبرح بشكل متكرر، وهو ما أفضى بها لمغادرة منزل والدها، ومحاولة البحث عن مكان تواجدها وحاول أخذها بالقوة وضربها أمام الجميع".