رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة.. نماذج لنساء رفضن الاستسلام

كتب: إنجي الطوخي -

10:48 ص | الإثنين 25 نوفمبر 2019

اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة

تقتل الحياة أحلامها، وتوجه لها يوميًا ضربات قاسية، تستنفذ طاقتها، وتعرقل مسيرتها، فترتطم أرضًا وهي تحبس دموع الحزن، لتسأل عن جدوى الاستمرار في الطريق.

هي تحارب فقط لكونها أنثى، ليس لأنها تملك القدرة على الخلق والإبداع، ولا لأنها قادرة على الإنجاز أو على تغيير الواقع، فتارة يُستخدم ضدها عنف لفظي، وأخرى نفسي، وثالثة بدني، وأحياناً تمييز قائم على النوع الاجتماعي.

وتزامنًا مع اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة اختارت "الوطن" تقديم شهادات ممن صممن على النجاح واستكمال المشوار رغم الصعوبات.

مريم نعوم

مريم نعوم هي المدافعة عن الحقوق بالدراما صدفة أو قدر، تميّزت أعمالها بلمحة نسائية، تقدم بكل جرأة قضايا طالما سكت المجتمع عنها، بداية من طلاق المسيحيات، أو جرائم النساء وحالهن داخل السجون، وغيرها.

هي سيناريست ومؤلفة، رغم ولادتها فى الولايات المتحدة الأمريكية، إلا أنها تشرّبت الثقافة المصرية، مؤكدة أنها أخذت عهداً على نفسها بمواجهة أى موقف عنف نفسي أو بدني أو لفظي يمكن أن تتعرّض له بكل قوة.

تتذكر مريم أكثر موقف تعرّضت فيه لعنف واستطاعت التغلب عليه: "كأي فتاة مصرية واجهت تحرشاً في الطفولة، وخلال المراهقة، وحتى في بدايات الشباب، وهي مشكلة مجتمعنا يحتاج فعلاً إلى تغييرها، وإعادة النظر فيها، لأنها لا تؤذي المرأة جسدياً فقط، بل نفسياً، حتى لو كان مجرد عنف لفظي بالكلمات، ونتيجة قسوة تلك التجارب، تعلمت كيف أدافع عن نفسي، وأواجه الأمر بكل شجاعة، حتى أتخلص من تأثيره المرعب، فلا أشعر أنني ضحية، أو أشعر بالذنب، لعدم قدرتي على المواجهة".

ترى مريم، 42 عاماً، أنه يجب تعليم المرأة منذ الصغر ضرورة احترام جسدها ونفسيتها وعقلها، لكي تستطيع التصدي لأي محاولة عنف تجاهها: "كان سلاحي في مواجهة تلك المواقف، خصوصاً التحرش، هي ردود قاسية وحاسمة، ونجحت في ذلك".

فاطمة ناعوت

الاشتباك بالرأي كـ"مقاتلة"، فلا تتوقف معاركها الفكرية، أو تخشى الدخول في اشتباكات أدبية، هو حال الشاعرة فاطمة ناعوت، التي هجرت دراستها في مجال الهندسة المعمارية، من جامعة عين شمس، لتنشغل بالتعبير عن هموم الوطن، ولم تنسَ التعبير عن المرأة.

"للأسف، حينما تبدي المرأة اختلافاً في الفكر أو الرأي في المجتمع، سواء كانت شخصية عامة أو حتى عادية، يجرى استخدام العنف ضدها، من أجل الضغط عليها، ومحاولة إخضاعها، فلا يتم مناقشتها بالحجة أو الرد عليها بالدليل العقلي، بل يُتعمد في كثير الأحيان اللجوء إلى أساليب أخرى تعتبر غير شريفة، مثل اتهامها في شرفها، مثلما حدث معي من المؤيدين للإخوان المسلمين".

أقصى موقف مؤلم تعرّضت له لم تزل تعاني من تأثيراته النفسية حتى الآن، كان بسبب المعارضة التي أبدتها في كتاباتها أو لقاءاتها التليفزيونية ضد جماعة الإخوان المسلمين، حيث تعرّضت لتهديدات بالقتل والاغتصاب: "كان يصلني بشكل يومي رسائل تليفونية ومكتوبة تحمل تهديدات بالاغتصاب والقتل".

سحر الموجي

مواجهة وتمرد بـ"الأدب" تُجيد فن الحكايات، وتلاوة القصص، بلا انقطاع، كأنها "شهرزاد" العصر الحديث، هي سحر الموجي، المرأة التي جمعت بين الدراسة الأكاديمية والممارسة العملية لفن الأدب والشعر.

لم تقتصر على عملها كأستاذة في الأدب الإنجليزي بكلية الآداب بجامعة القاهرة، بل سعت إلى تطعيم عملها الأكاديمي بالغوص في فن الرواية والقصة القصيرة من خلال 6 أعمال، كان آخرها "مسك التل".

تدرك الموجي أن المرأة المصرية تعاني من العنف بكل موجاته النفسية والبدنية، وتعرّضت لإحدى هذه الموجات عندما كانت صغيرة، وكانت هناك محاولات من البيئة المحيطة، لإيقاف تقدمها ودفعها إلى الصورة النمطية للمرأة، وهي الزواج بعد التخرّج: "كدت أن أتعرض لذلك العنف، بأن يكون هناك سقف لأحلامي ونضوجي، وفهم العالم من حولي، لكننى رفضت".

يبدو الرسوخ والثبات واضحاً في صوت الموجي، وهي تتحدث عن مقاومة ذلك النمط من العنف، بكل الطرق، مرة بفن الرواية وأخرى بالقصة القصيرة التي تتحدث عن مشكلات المرأة المجتمعية، وثالثة بورش تساعد على تمكين المرأة، ومواجهة العنف الاجتماعي: "أدركت أن هناك أفقاً آخر وتصوراً آخر للحياة، واستطعت اكتشاف نفسي كامرأة حرة، بعيداً عن التشكيل الثقافي الذي كاد يُحد سقف أحلامي".

دينا عصمت

منذ عامها الأول في كلية الإعلام جامعة القاهرة، وضح للعيان بوادر موهبتها الإعلامية، وقدراتها اللبقة في إجراء الحوارات.

دينا عصمت، مذيعة قناة "dmc"، ظهرت لأول مرة على شاشة التليفزيون، وهي في سن الـ 18، كمذيعة على قناة "البغدادية"، ثم انتقلت إلى قناة "الساعة"، ومنذ تلك اللحظة، لم يتوقف سعيها الدؤوب.

تروي دينا أكثر موقف عنف نفسي تعرّضت له، حينما كانت تمارس رياضة "الكاراتيه"، واستطاعت الحصول على بطولة الجمهورية فيها، ومع ذلك كان بعض معارف عائلتها يرون أن ما تفعله بلا فائدة، والرياضة لا تتلائم مع طبيعتها كأنثى.

وبعد فترة، ومع وصولها إلى بطولة الجمهورية، كان يجرى تخويف والدتها، من أن استمرارها بتلك اللعبة، قد يعوق قدرتها على الزواج: "لم أعر الأمر اهتماماً، وحالياً أنا متزوجة، ولدي طفلان".

نهاد أبوالقمصان

ثائرة على التمييز سخّرت دراستها في كلية الحقوق بجامعة القاهرة، لنشر الوعي بالحقوق القانونية والسياسية للمرأة المصرية، هي الناشطة الحقوقية نهاد أبوالقمصان، التي اشتُهرت بالدفاع عن قضايا تمكين المرأة، سواء بالكتابة أو تقديم البرامج التليفزيونية، أو حتى تأسيس المركز المصري لحقوق المرأة الذي ترأسه حالياً.

"كان مدرساً، وربانا أنا وشقيقاتي البنات على ألا نسمح لأي شخص مهما كان، بأن يقلل من شأننا كنساء أو فتيات، أو أن يخبرنا بما يجب فعله وما لا يجب، بل إننا أشخاص نتمتع بالأهلية الكاملة، لنا قناعاتنا وأفكارنا التي يجب على الجميع احترامها".

ثورة صغيرة صنعتها نهاد في "مدرسة الوراق الابتدائية"، فخلال دراستها في الصف السادس الابتدائي، رفض المدرسون تعيين شرطة مدرسية من الفتيات، بحجة أنها مقتصرة على الرجال، لكن ابنة الـ12 عاماً ردّت ودافعت عن بنات جنسها بقوة: "كان المدرسون يوجّهون لنا نحن الطالبات سؤالاً استنكارياً وهو عمرك شفتي بنت أو ست ظابط؟، وكنت أرد أنه حتى لو كانت هذه الوظيفة غير موجودة، فعلينا أن نصنعها، وقتها كان هناك 6 فصول مخصّصة للصف السادس الابتدائي، كنت أعقد اجتماعات مع الفتيات في تلك الفصول للمطالبة بتغيير ذلك البند، ثم نذهب للمدرسين يومياً، ولمدير المدرسة، حتى نجحت، وبالفعل صارت هناك شرطة مدرسية من الفتيات".

رانيا يحيى

في يدي "فلوت" أطلقوا عليها "فراشة الفلوت"، بسبب براعتها في تقديم أرق الألحان من خلال الآلة الموسيقية الساحرة، لكن الدكتورة رانيا يحيى، رأت أن دورها المجتمعي أكبر من حدود أوركسترا دار الأوبرا المصرية، فانطلقت في نشر الوعي وتقديم الدعم للمرأة المصرية من خلال عضويتها بالمجلس القومي للمرأة.

ترى رانيا أن الكثير من الفتيات والسيدات المنتميات إلى الطبقات البسيطة، ما زلن يعانين من سيطرة الخوف والرهبة على قلوبهن، من جراء العنف الذكوري الممارس ضدهن.

أكثر موقف تتذكره كان به تمييز قائم على النوع الاجتماعي، كان خلال حملات أجراها المجلس القومي للمرأة، من أجل القضاء على عادة ختان الإناث في عدة قرى في الجيزة: "في البداية عندما كنا نجتمع بنساء كل قرية، من أجل توعيتهن بخطورة ممارسة تلك العادة على بناتهن، كن ينظرن إلىّ بنوع من الشك، وكان هذا بالنسبة لي تمييزاً".

آية مدني

نجاح رياضي رغم التهميش، مبدأها في الحياة أنه لا توجد حدود لقدرات المرأة، هي آية مدني، التي فازت ببطولة العالم في "الخماسي الحديث" مرتين عامي 2006 و2008، فلم ترضَ أن تتوقف مسيرتها عند حد الفوز بالبطولات، بل جمعت بين خمسة مناصب مختلفة، فهي مدرس مساعد بالأكاديمية البحرية للعلوم والتكنولوجيا، وعضو مجلس إدارة نادي الشمس، ورئيس لجنة اللاعبين بالاتحاد الدولي للخماسي، وعضو لجنة اللاعبين باللجنة الأولمبية الدولية، إضافة إلى كونها سفيرة بمنظمة السلام والرياضة.

"واجهت وما زلت أواجه، فكرة سيطرة النظرة الذكورية على الوسط الرياضي، ومحاولة تهميش دور المرأة، وعدم إعطائها الفرصة الكاملة لتحقق التغيير المطلوب"، كلمات آية، 31 عاماً، التي واجهت جزءاً من التمييز ضدها بلعبتي جهاز السلاح والجمباز في نادي الشمس: "طورت آلية العمل في المجالين من خلال توفير طرق للتدريب حديثة ومنع الدروس التخصصية التي تضر اللاعبين وترهق الأهالي مادياً".

تشرح آية، التي تعمل في المجال الرياضي منذ أكثر من 20 عاماً، أن فكرة الشللية أكثر ما آلمها، وكذلك التمييز القائم على النوع الاجتماعي، فلا تتوافر لها الفرصة مثل كثير من زملائها الرجال، الذين يجتمعون على المقاهي ليلاً، ويبدأون في تكوين شبكة علاقات، تسهل عليهم إدارة أعمالهم، واستبعاد أي عنصر نسائي على هواهم: "نجحت بدون الحاجة لكل ذلك".