رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

صور.. "رنا" حاربت السرطان 3 مرات وصنعت من طفلتها "فاشونيستا": زي دور البرد ميوقفش الحياة

كتب: آية المليجى -

10:08 م | الإثنين 04 نوفمبر 2019

رنا وطفلتها الصغيرة

قبل 5 أعوام انطلقت رنا حسن في رحلتها إلى إنجلترا في زيارة معتادة لجدتها، حيث تقيم، أجواء طبيعية مرحة أحبتها الفتاة العشرينية عاشتها، لكن ثمة أعراض مزعجة انتابتها من وقت لآخر لم تشغل بالها في البداية، لكن تزايدت الآلام وتزايد معها شعور الدوخة، التي انتهت بزيارة لأحد الأطباء، الذي طلب منها إجراء التحاليل والأشعة التي كشفت عن حملها ورم خبيث في القولون والأمعاء، تجربة قاسية لم تتخيل "رنا" أن تعيشها 3 مرات متتالية.   

عادت الفتاة العشرينية، آنذاك، من رحتلها لتلتحق بأخرى مزعجة، وهي مازالت تعيش في أجواء الصدمة التي انتابتها بعدما اتضحت حقيقة إصابتها بالورم الخبيث، لكن المساندة التي تلقتها من أسرتها وخطيبها الذي سار معها مشوار علاجها، كانت الدعم الحقيقي لها الذي أعطها القدرة لمقاومة المرض اللعين، أجرت عملية استئصال الورم الخبيث وحصلت على جلسات العلاج الكيماوي الذي أضعف من قواها،، بحسب حديثها لـ"هن".

طيلة أشهر قطعت خلالها الفتاة العشرينية، آنذاك، رحلة علاجها المزعجة ودعت المرض الخبيث وهي منتصرة عليه، لم يقوى عليها، فالحب وحده كان سبب في مواصلة الحياة، تزوجت من حبيبها وبدأت معه حياتها الجديدة: "كان متفهم كل حاجة وكان داعم قوي ليا".

حياة مليئة بالحب عاشتها "رنا" مع زوجها داخل منزلها الجديد، ظلت الأمور على هذا النحو، حتى أتى معاد الفحص الدوري الذي اعتادت عليه بعدما انتصرت على المرض الخبيث، لكن نتيجة غير متوقعة حصلت عليها وسيطرت عليها مشاعر مختلطة، بعدما علمت بأن الورم الخبيث سكن مكانه من جديد وفي الوقت الذي أراد الله أن تحمل بين أحشائها جنينها: "السرطان رجعلي مرة تانية.. في الوقت اللي عرفت فيه إني حامل".

حالة من السكون والطمأنينة عاشتها "رنا" غير خائفة من محاربة المرض الخبيث من جديد، مصرة على استكمال حملها وإعطاء فرصة الحياة لجنينها، وسط أحاديث ونصائح من حولها بضرورة الإجهاض: "مكنتش خايفة.. والكل كان بيقولي نزلي الجنين عشان صحتك بس رفضت".

إصرار السيدة العشرينية على إبقاء حياة جنينها جعلها تعيش حالة الطوارئ التي فرضت عليها، فالورم يعيش بداخلها: "عشت الـ9 شهور في تعب محدش شافه.. مخدتش الكيماوي والإشعاعي وفضلت طول الوقت تعبانة.. الكل كان مستنى الجنين ينزل.. لكن هو فضل". 

أتت آلام المخاض وسط خوف وقلق، فالسيدة العشرينية وضعت طفلتها  في شهرها الثامن، لكن رحمة الله كانت أوسع خرجت الطفلة للحياة، ولفترة تجاوزت الشهر مكثت الأم في العناية المركزة بينما بقيت الرضيعة في الحضانة، فوزنها كان أقل من الحجم الطبيعي: "فضلنا حوالي شهر.. لغاية ما خرجت من العناية".

عادت "رنا" لمنزلها وعاشت إحساس الأمومة الذي حرمها منه فترة المرض التي قضتها في العناية المركزة، وبدأت السير في خطوات علاجها المؤجل وسط مراعاة طفلتها الصغيرة والاهتمام بها: "الحياة مبتفش.. والسرطان زي البرد له دوا وعلاج.. الناس بتتعامل مع الكانسر على أنه موت لكن مينفعش ياخد أكبر من حجمه".   

استئصلت الأم العشرينية القولون، للتخلص من المكان الحاضن للورم الخبيث، وحصلت على الجلسات الوقائية للحماية من العودة للمرض اللعين، الذي لا يحفظ العهود، وللمرة الثالثة اكتشفت "رنا" بأن المرض الخبيث لازال كائنًا: "بعد ما شليت القاولون اكتشفت أن الورم لسة موجود.. ودي المرة التالتة اللي بحارب فيها المرض". 

التعود على محاربة المرض الخبيث لم يجعل "رنا" تهمل رضيعتها، التي صنعت منها "فاشونسيستا" صغيرة، فهي الأم التي اعتادت تنسيق ملابس طفلتها وتصويرها بحركاتها العفوية لتشارك متابعيها بصور طفلتها، على إحدى مجموعات "فيس بوك" المهتمة بالأطفال: "little fashionistas" غير متوقعة بأن صغيرتها تجذب الأنظار إليها بملابسها وحركاتها الطفولية: "بصورها كل يوم ومرات أخويا بتساعدني.. ولازم يكون في صورة صباحية قبل ما تروح الحضانة.. بسبها تتحرك براحتها وباخد صورها العفوية وفي ناس كتير بتابعها على صفحتها".