تمتلئ محاكم الأسرة بالآلاف من النزاعات العائلية التي تنظر يوميا للفصل فيها، وقد تطول مدتها بسبب الثغرات القانونية الموجودة ببعض مواد التشريع، التي تجعل من محاكم الأسرة متاهة قانونية ضحيتها الأولى الأطفال، الذين يواجهون مشكلات نفسية واجتماعية تنعكس بالسلب عليهم طوال رحلة حياتهم.

"جوزي أول ما عرف إن أنا حامل في بنات قالي مش كفاية اللي أنتي جبتيها قبل كدا وضربني لحد ما جالي نزيف وروحت المستشفي قعدت 4 أيام والحمد لله الحمل متأثرش، مفكرش حتي يسأل عليا ولا يشوف حصلي ايه، رجعت البيت عند أهلى ورفض يدفعلي أي تكاليف أو مصاريف قالهم أنا مليش دعوة دي غلطتها وهي اللي تتحملها أنا مقولتلهاش عايز عيال ولا هخلف منها تاني"، كانت هذه أولى كلمات "نسمة.ص" صاحبة الـ 31 عاما أمام محكمة الأسرة بمدينة سمنود محافظة الغربية، بعد أن رفعت دعوى خلع ضد زوجها.

تقول نسمة لـ "الوطن" إنها تزوجت منذ 5 سنوات من أحد جيرانها ولم تكن على معرفة سابقة به وتم الزواج سريعا بعد شهرين من الخطوبة، وبعد سنة من زواجهما أنجبت طفلتها الأولى ووقتها ثار الزوج عليها ولم يحمل الطفلة: "أول ما عرف إن الحمل الأولاني في بنت كان مصمم إني أنزل الجنين بس أنا رفضت ووقفت في وشه وأما ولدت مرضاش يشيلها ولا يقرب منها قالي أنا مبحبش خلفة البنات، ومن يومها المشاكل بينا بقت بصفة مستمرة وكل شوية يضربني ويطردني".

تتابع صاحبة ال 31 عاما حديثها بأنها كانت تأخد وسيلة لمنع الحمل إلى أن إرادة الله أقوى من أى وسيلة، فبالرغم من تناولها الوسيلة إلى أنها حملت بعد 3 سنوات من إنجاب الطفلة الأولى، وعندما علمت بالحمل وأكدت الطبيبية بأنها حامل في توأم بنات تركها زوجها عند الطبيبة: "سابني عن الدكتورة ومشي وأما روحت البيت ضربني وقالي لازم تنزليهم مش كفاية واحدة، انتي بتضحكي عليا ومنعتي الوسيلة عشان تحملى وتحطيني قدام الأمر الواقع، العيال دي أنا مش هصرف عليهم وهتروحي تنزليهم، وقعد يضرب فيا لحد ما جالى نزيف وروحت المستشفى".