رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

هي

بعد 46 سنة زواج.. مسنة تطلب الخلع: جوزي وبناتي ضربوني وطردوني عشان كلمة حق

كتب: يسرا البسيونى -

06:38 م | الخميس 24 أكتوبر 2019

عفاف تطلب الخلع بعد 46 سنة زواج:

تعد دعاوى الخلع والطلاق بمحاكم الأسرة، من القضايا الشائكة والحساسة التي يشهدها مجتمعنا في الوقت الحالي، فلم تعد أسبابها، إلى جانب النفقة، كما كانت في السابق، بل تطورت لتصبح لأسباب غير معلومة في بعض الأحيان، وأخرى وسط تبريرات تبدو غريبة.

"جوزي طردني في الشارع، واستولى على كل اللي حيلتي، محلات هنا وف دمياط، وتحويشه عمري، كنت بصرف عليه وع البيت والأولاد، وبشتغل ليل نهار عشان أجيب لأولادي كل اللي محتاجينه، وفي الآخر كان مصيري الشارع، حتى عيالي مطمرش فيهم تعبي ولا سهري عليهم".. كانت هذه أولى كلمات "الحاجة عفاف" داخل أروقة محكمة الأسرة في مصر الجديدة، والتي روتها والدموع تملأ عينيها، وتمنعها عزة نفسها من انهيارها بالبكاء.

وقالت صاحبة الـ 66 عاما في حديثها لـ"الوطن"، إنها أقامت دعوى خلع ضد زوجها بعد إهانته لها، وتعديه عليها بالضرب هو وبناتها الاثنين، وطردوها خارج منزلها، إلا أن الشقة كانت مسجلة باسمها، فتمكنت منها وعادت إليها: "كنت بشتغل معلمة في الكويت 10 سنين، وعمري ما قولت له أنت الراجل ولازم تشيل المسؤولية، بالعكس، كنت بقول هوا بيشتغل على قد ما يقدر وبيدفع ف البيت اللي يقدر عليه، وأنا بكمل، الست بنت الأصول تساعد جوزها وتشيل البيت".

وأضافت "عملت المحلات عشان لما نرجع مصر يبقى فيه مصدر دخل تاني يعوض فرق الدخل في الكويت، بقى يشتغل معايا يوم آه و20 لا، وكنت عامله ليه توكيل رسمي عام، وسنين عايشين على كده".

وأشارت "عفاف" في حديثها إلى أنها تحملت زوجها وظروفه، ولم تجرحه أو تهينه بكلمة، حتى أمام أهله، دائما ما كانت ترفع من شأنه، وتعلي مكانته وتتفاخر بما يفعله لها ولأولادهم، ولم تكن تتصور يوما أن أولادها التي تعبت عليهم وأضاعت زهور شبابها في خدمتهم، والعمل على راحتهم، يلقوا بها في الشارع "كل اللي يسألني من أهلي، أكبر فيه، وأقول طبعا مكفي بيته وزيادة، ويشوفوني في أي مناسبة أجيب هدايا وأعمل الواجب، وأقول الحمد لله ربنا موسعها علينا، ولازم أسعدهم، ودا خلَّى أهلي وقفوا ضدي، وازاي بعد اللي كنتي بتقوليه عليه، تطلبي الخلع في السن ده، أقولهم أنا كنت بكبره قدامكم، وهما مش مصدقين، ومحدش منهم وقف جنبي ولا ساعدني".

وأوضحت أنها تنتظر متجمد نفقة كانت رفعتها بين الخلع الأول الذي تنازلت عنه سابقا، وبين الخلع الثاني الذي حكم لها فيه بالتطليق خلعا: "أنا خلعت جوزي وعاملة متجمد، والقاضي أجلها لتاني مرة، كان عايز حكم الاستئناف، أنا خلاص عايزة فلوس أصرف منها، وجارتي بتدفع لي الغاز، والتانية بتدفع الكهرباء، ييجي عليا وقت مش معايا أجيب أكل، وباكل عيش حاف".

واستطردت "بقفل على نفسي بابي، وفصلت الكهرباء والغاز عشان الفواتير، مع إن جيراني بيدفعوا لي، لكن مش عايزة أكون تقيلة على حد، معيش حد واقف معايا غير ابني اللي اتطرد من المحلات بسبب وقفته معايا، وإنه عارف إن أبوه ظالمني وخد كل شقايا، ابني بالعافية مكفي بيته بعد ما اتطرد، وبيجيبلي حاجات بسيطة، اللي بيقدر عليه، لأن مراته كمان قلبت عليه، عشان كانت عايزاه يسيبني ويفضل مع أبوه عشان الفلوس".

وعقب التقاط أنفاسها، قالت إن المشكلة بدأت عندما تشاجرت ابنتها الكبرى مع زوجها، وتدخلت الأم وشهدت بالحق، ووقفت في صف زوج ابنتها، وواجهت الابنة بغلطها، وطالبتها برد المال إلى زوجها، لأنه حقه".

وواصلت: ووقتها، الابنة كانت قد تركت منزلها وأولادها وعادت إلى مصر، كنوع من الضغط على الزوج، كي يسجل بيتهم باسمها: "بنتي زعلت مني، وزعقت، وقالتلي أنتى معايا ولا معاه؟، قلتلها أنا مع الحق، وطبعا أبوها مش موافق إن فيه فلوس مع بنته وتروح تديها لجوزها، وبعدها بوقت اتفتح الموضوع تاني، وكانت أختها التانية ابتدت تعمل زيها، وأنا بقولها حرام عليكي شقاه وتعبه، وهوا مش مخليكي محتاجه حاجة، بلاش الطمع، ومدخل أولاده أحسن مدارس".

السيدة الستينية، أوضحت المفاجأة التي حلت بها "فجأة لقيت جوزي بيتخانق معايا، وشتمني وضربني، والبنات مسكوني وضربوني هما كمان، وبعدها طردوني من البيت، وجوزي طردني من المحلات، وأخدها كلها بتوكيل رسمي كنت عملاه ليه، وزوَّر في كل حاجة، لكن الحمد لله قدرت أرجع بيتي، لأن أصلا الشقه بتاعتي".

وأكملت الحاجة عفاف أنها في ذلك الوقت رفعت دعوى خلع ضد زوجها، عندما تطاول عليها بالكلام هو وبناتها، وطردوها من المنزل، وتعدوا عليها بالضرب، إلا أنهم اعتذروا لها بعدها، وتنازلت عنها، وكانت رفعت النفقة، في الوقت بين التنازل عن الخلع الأول والثاني، وعندما عاود الزوج التعدي عليها بالضرب، رفعت دعوى الخل الثانية، احتراما لنفسها وسنها، ووقتها أقدم الزوج على رفع دعوى سب وقذف ضدها، إلا أنه تمت تبرئتها غيابيا، وبعدها تقدم بشكوى ضدها، تتضمن إيصالات أمانة عليها إمضاء مزور، وتمكن من أخذ حكم فيها دون علمها، بعد أن دفع رشاوى لتحقيق ذلك.

"عمل قضايا بإيصالات أمانة، وخد حكم وأنا معرفش، وجه ينفذ الحبس، الحمد لله جيراني اتصلوا بيا ونبهوني، وأما مشيوا طلعت البيت، وبقيت قاعدة في الضلمة، ومن غير أي صوت، عشان محدش يعرف إني في البيت وييجي تاني يقبض عليا، والحمد لله طلعت براءة منها، بعد ما أثْبَتّ إن الإمضاء مزور، زي ما فيه أزواج مفتريين، فيه ستات مفتريين، بناتى منهم".. قالت الحاجة عفاف، تلك الكلمات، والدموع تملأ عينيها.

ونوهت إلى أن قرارها بالخلع في هذا السن، جاء من باب الحفاظ على ماء الوجه، وكونها لا تستطيع العيش مع من يهينها ويتعدى عليها بالضرب في سنها هذا، التي تحتاج فيه إلى مزيد من الحنان والرعاية "مش هقول غير حسبي الله ونعم الوكيل فيهم، وبكره يتعمل فيهم اللي عملوه فيا، وذُلِّي وأنا في السن ده، بعد ما ضيعت عمري عليهم".