في إحدى قرى الريف المصري، الذي يتسم بالطابع المحافظ نسبيا عن صخب المدينة وعنفها، ووسط الأرض التي تخرج الخير للناس من الزروع والثمار، لم يكن أحد يتخيل أن يقدم أحداث في سن صغيرة على جريمة بشعة تتجاوز كل حدود الإنسانية في حق طفل معاق.

استيقظ أهالي قرية طناح مركز المنصورة بمحافظة الدقهلية، على فيديو تداولوه في المقاهي ومجالس السمر، يظهر فيه 6 أطفال أكبرهم سنا لا يتجاوز الـ 15 عاما، وهم يغتصبون طفلا يعاني من التأخر، ويذيقونه ألوانا من العذاب بسبب فتاة من نفس القرية.

بداية الواقعة حدثت عندما انتشر مقطع فيديو لفتاة وهي في وضع مخل مع 6 أطفال (حصل "هن" على أسمائهم ونسخة من الفيديو)، وبطريق الصدفة، شاهد المجني عليه المقطع على أحد المقاهي، وعرف أن الفتاة هي جارته، فأخبرها بأنه شاهدها، لتثور الفتاة وتخبر الجناة، فيقررون أن يصوروه في نفس الوضع، حتى لا يفشي سرهم.

ووفقًا لروايات شهود العيان بالقرية، فإن الجناة لم يكتفوا بحفل الاغتصاب والتعذيب، الذي لا يخطر على بال أشهر مجرمي العالم أو مخرجي أفلام الرعب، بل اصطحبوا الفتاة معهم لتقف وتصور الاعتداء على المجني عليه بهاتفها المحمول، وبعد أيام من الواقعة انتشر مقطع الفيديو الآخر، وعلى إثره تحركت على الفور الجهات الأمنية ومنها مركز المنصورة التابع لها القرية، والتي ألقت القبض على الفتاة والفاعل الرئيسي، وجارٍ البحث عن باقي الجناة، وتحويل القضية رقم 10306 لسنة 2019 إداري مركز المنصورة إلى نيابة العامة لتولي التحقيق، حسبما ورد في تحريات أجهزة الأمن.

وقال مصدر بالقضية رفض الإفصاح عن اسمه، لـ"هُن"، إنه بتوقيع الكشف الطبي على المجني عليه تبين أنه يعاني من تأخر عقلي شديد "أبكم مابيتكلمش" وأن جميع الجناة والمجني عليه قُصر.

وأكد المصدر، أنه تم القبض على طفل واحد تم حبسه في البداية 4 أيام على ذمة التحقيق وبعد عرضه على المحكمة حصل على 15 يوم أخرى وجارٍ ضبط وإحضار المشاركين معه في الجريمة.

من جهته، قال "أ.ع" أحد أهالي القرية، إن هناك محاولات للتصالح، بدفع مبالغ مالية تتخطى ملايين الجنيهات، كون الجناة ينتمون لعائلات ميسورة الحال.

وأكد عوض لـ "هن" أن القرية بأكملها متعاطفة مع الطفل الضحية، وتساعد الجهات الأمنية بالمعلومات حتى يتمكنوا من القبض على باقي الجناة، لافتًا إلى أن الطفل تم التحفظ عليه لتوقيع الكشف الطبي عليه لثبوت الواقعة.