رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

17 سنة في خدمة أهل الزوج.. "شيماء" أمام المحكمة: طلقني غيابي واتجوز صاحبتي

كتب: بسمة عبدالستار -

01:12 م | الخميس 29 أغسطس 2019

محكمة الأسرة

داخل محكمة الأسرة سلمت أم طفلتها التي تبلغ من العمر 13 عاما لطليقها بهدوء، تحاول أن تخفي عجزها بدموع محبوسة في عينيها، خاصة بعدما طلبت الصغيرة الذهاب إلى والدها بمحض إرادتها للعيش مع أخواتها الذين بلغوا السن القانوني ويعيشون مع والدهم.

انتظرت الأم قدوم طليقها لأخذ ابنتها، التي بذلت الغالي والرخيص لرعايتها وتدبير شؤونها منذ ولادتها، وعند قدومه تسارعت الطفلة نحو والدها لتأخذه بالأحضان وسط اندهاش والدتها التي لم تودعها سوى بالتلويح لها بيدها، حسب رواية الأم لـ"هن".

ذهبت الطفلة إلى أبيها الذي لم يكن حتى يكلف نفسه عناء السؤال عنها طوال سنوات الماضية، لكن رغبتها في الذهاب إليه لتتمتع بالحياة التي بها بعض الرفاهية من وجهة نظرها لامتلاكه حديقة بالمنزل التي يعيش فيها عكس الأم التي تمتلك شقة بسيطة.

قبل إتمام الأم إجراءات تسليم طفلتها لطليقها، جلست "شيماء" في أحد أركان المحكمة وضعت رأسها على ركبتيها محاولة التماسك وعدم إظهار دموعها التي انذرفت من عينيها، رغما عنها لتمسحها بيديها، استعادت وضعها في الجلوس، لكن سكوتها كان هدوءً يسبق العاصفة، بدأت الكلام بصوت مرتعش حاصرته الدموع ليمر أمامها شريط حياتها الذي لم يخلُ أبدًا من الذل والإهانة من طليقها وحب عمرها علاوة على صلة القرابة بينهما.

أحيانًا لا تسير الرياح بما تشتهي السفن، وهو ما حدث مع "شيماء"، إذ لم تكن بداية زواجها سعيدة كما رسمتها مخيلتها، لكونها تعيش مع حبها الوحيد وابن خالها، فعاشت في بيت العائلة المملوك للزوج، ولم يمهلها القدر إلا ساعات محدودة ليريها عالمها الكئيب، فمن اليوم الثاني للزواج، أيقظتها حماتها وزوجة خالها باكرًا، لتنظيف البيت؛ تهيئة لقدوم الضيوف لتهنئتهم بالزواج.

لم يكن بمخيلة "شيماء" أن ما حدث، من الممكن أن ينغص عليها حياتها، مر الأسبوع الأول على زواجها وفارقها زوجها للذهاب إلى عمله الذي كان يتطلب البقاء فيه أسبوعين، من هنا أخذ تعامل حماتها معها طريقا مختلفا، فأصبحت تغلق الثلاجة حتى تمنعها من الوصول الطعام والشراب، أما أخوات زوجها فلم يكن أفضل حالًا من والدتهن، إذ كن يعبثن بأغراضها، وعندما تعترض، تبدأ رحلة الصياح التي كانت تستغرق ساعات.

بمرور الأيام كانت تزداد حدة المشكلات والأزمات، خاصةً أنها لم ترزق بأطفال طيلة ثلاثة أعوام من الزواج، لكن الثلاثة أعوام لم يمروا هباءا منثورا بل يحملون في طياتهم الكثير من الإهانات بعدم قدرتها علي الإنجاب، ليشاء القدر وتنجب "شيماء" طفلتها الأولى.

أنجبت "شيماء" وازدادت الإهانات يومًا بعد يوم، ولم تكن تريد الانفصال عن حبها؛ خوفًا على أولادها الذين يستطيع أهل بيت زوجها حرمانها منهم، بعدها بسنوات أنجبت ولدًا، لتهدأ عاصفة المشكلات، لكن زوجها طالبها بإنجاب ولد آخر، تقول شيماء: "قالي لو مخلفتيش ولد كمان هطلقك".

أنجبت "شيماء" الطفلة الأخيرة، وكان إنجابها كالقشة التي قسمت ظهر البعير، فخدعها زوجها بحجة زيارة أهلها -على غير عادته- ولكنه كان يخطط لزيارة أبدية لا رجعة فيها، فتركها حتى أتمت ولادتها، ثم حضر ليعيدها إلي بيته ولكن هذه المرة بإيهامها بتجديد المنزل لها، وبعد ولادتها ظلت معه يدا بيد حتى تجهيز البيت أكمل، ولكن ما حدث بعدها أنه تزوج صديقتها.

تقول "شيماء": "بعد أسبوع من توضيب البيت خلاني أزور أهلي مرة تانية وبعد كدة عرفت إنه طلقني غيابي، واتجوز صاحبتي وحرمني من البنت الكبيرة والولد، ورحت مصحة نفسية عشان أتعالج، وقعدت فيها 4 شهور، اتعرضت فيهم لأبشع ألم بسبب جلسات الكهرباء عشان أنسى جواز حب عمري من صحبتي".

عندما كبرت طفلة "شيماء"، طلبت الصغيرة الذهاب إلى والدها وفارقت الأم، تختمم حديثها بـ "حسبي الله ونعم الوكيل، اتجوز صاحبتي المقربة وطلقني غيابي وكانت كل حجته أنه عاوز يجيب ولد، واتجوزها وربنا رزقه ببنتين".