رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

زوجة الشهيد مقدم أحمد المنيري: جزء من روحي سُلب.. وأولاده من الأوائل

كتب: هبة وهدان -

07:52 ص | الأربعاء 28 أغسطس 2019

الشهيد أحمد المنيري وهو يتوسط طفليه دارين ومصطفي

"لسه بدعي لأحمد وببعت له رسائل وبحكي له حاجات كأنه موجود"، بهذه الكلمات استرجعت إسلام منذر مصطفى، زوجة الشهيد أحمد المنيري، ذكرياتها عن الشهيد الذي استشهد عام 2016، بعدما اختلت الطائرة المتواجد بها بمنطقة سكنية عقب تعطلها وقام بإسقاطها في إحدى المناطق الزراعية بأبو حماد، حفاظًا على أرواح المواطنين المدنيين.

رغم مرور 3 سنوات على غياب الشهيد، إلا أن زوجته ما زالت تتذكر آخر مكالمة هاتفية دارت بينهما والتي ظلت لساعات طويلة وكأنها كانت مكالمة الوداع والتي انتهت في العاشرة والنصف مساءً من يوم الأحد حتى استيقظت في اليوم التالي على خبر الاستشهاد.

تقول إسلام، ان زوجها خلال المكالمة ظل فترة طويلة يحثها على أن تأخذ بالها من طفليهما التوأم دارين ومصطفى وأن تراعهما وكأنه موجود.

لم تكن تتوقع زوجة الشهيد المنيري، أن الرعاية التي كان يمنحها في الفترة الأخيرة كانت علامة إلهية بأنه سيغادر الدنيا، فحرص لأول مرة منذ التحاقه بسلاح الطيران بالقوات المسلحة أن يقضي إجازة العيد بالكامل بصحبة أولاده وزوجته فظل 5 أيام احتفل خلالها بعيد ميلاد زوجته وعيد زواجهما والعيد كذلك: "أحمد كان بيحب شغله جدا وكان بياخد يوم أو اثنين بالكثير".

بعد انقضاء الإجازة وفي يوم العودة  للخدمة شعرت "إسلام" أن الشهيد يفعل أشياء لم يفعلها من قبل وهي الوقوف على السرير حاملًا أطفاله النيام ليقبلهم ويحتضنهم حتى أن الطفلين بكيًا رغم صغر سنهما في هذا التوقيت "أحمد في سنة استشهاده خرجنا كتير وأول مرة يفسحنا بالشكل ده إحنا كنا نسافر مرة او اتنين في السنة لكن السنة دي محرمناش من حاجة".

حلم الاستشهاد كان دائما ما يراود "المنيري" فعلمت زوجته من أسرته أن الشهيد قبل زواجهما أنه كان دائما يدعو في صلاته أن ينال الاستشهاد، كما علمت من زملائه أنه خلال الإفطار في رمضان كان يدعو بصوت عالٍ ويناجي ربه أن يتشهد: "لما كانوا بيقولوا له حرام عليك كان يقولهم هاتوا لي موتة أحسن من كده".

ما زالت زوجة الشهيد حتى الآن تستيقظ كل صباح لتعد فنجان القهوة الذي كانت تعده للشهيد منذ زواجهما في 2005، وتقف في المطبخ تنتظر دخولها عليه ليمسك الملعقة ويقلب في الطعام كما اعتادت عليه: "لما كنت أسيح زبدة كان أحسن واحد يساعدني حقيقي كنت بستخدمه وبستغل حبه للتقليب في الأكل على النار".

وتستكمل: "أنا مفتقدة أحمد صديقي قبل جوزي كان يقعد على الكرسي في المطبخ يحكيلي ويسمع مني، أنا دلوقت معنديش حد تاني أحكيله".

الشهامة والجدعنة كانا أبرز الصفات التي تميز بها الشهيد "المنيري" حتى مع زوجته التي لم تنجب أطفالا رغم مرور 5 سنوات على زواجهما، فكانت دائما تطلب منه أن تذهب للطبيب إلا أنه كان يرفض ذلك ويرفض الزواج مرة أخرى: "لما كنت بروح من وراه للدكتور وارجع حزينة كان بياخدني يخرجني ويفسحني عمره ما حسسني إن في مشكلة بالعكس كان بيقولي إحنا عايشين أحلى أيام حياتنا".

إطلاق اسم الشهيد على أحد ميادين العبور والمقابل لمنزل الأسرة، كان بمثابة الدعم الذي أثلج قلوب الزوجة وطفليها، بالإضافة لدعوتهما الدائمة من قبل الرئيس عبدالفتاح السيسي للتواجد في المناسبات كالأعياد والافطار وغيرها: "أول عيد الرئيس دعا فيه أولاد الشهداء منسناش حقيقي قبلها كانت الأعياد كلها شبه بعضها لكن الأولاد في اليوم ده قالولي أول مرة نعرف يعني إيه عيد ويومها دارين ومصطفى شكروا الرئيس".

مسيرة الشهيد مع أولاده "دارين ومصطفي" استكملتها زوجته ورفضت أن تلتحق بأي وظيفة لتقوم بدور الأم والأب في آن واحد: "الحمد لله دارين ومصطفى طلعوا الأوائل على المدرسة في الترم الأول والترم التاني مصطفى الأول ودارين قلت درجتين.. لازم أحمد وهو في قبره يفتخر بيا وبأولاده".

"خدوا بالكم من أجوازكم ولازم تدعموهم وتساندوهم لأن دورك ما يقلش عن دور زوجك انت زيك زيه في جهاد مستمر، خففي عنه وما تضغطيش عليه وحاولي تسعديه وتشبعي منه"، كانت تلك الرسالة التي وجهتها "إسلام" لزوجات الضباط والعساكر والجنود المقاتلين في أرض الفيروز سيناء.

لم تعد تشعر بحلو الحياة زوجة الشهيد منذ وفاته التي تتزامن ذكراها في منتصف الشهر المقبل، إذ أنه لم تعد للحياة معنى وكأن جزءا غاليا من روحها قد سلب منها وكل ما تتمناه أن تنال الاستشهاد لتلحق بزوجها الشهيد.