رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

فتيات يروين تجاربهن مع "الحب الأعمى": ذلّنا وكسرنا.. واستشاريون: إدمان لا إرادي

كتب: ندى سمير -

04:32 م | الخميس 29 أغسطس 2019

مرآة الحب عمياء

"مراية الحب عميا".. عبارة شهيرة رددها الأجداد، عن الأشخاص الذين يعميهم الحب عن عيوب الشريك، ومعظم من يقعون في شرك "الحب الأعمى" فتيات، رصدت "هنّ" معاناة بعضهنّ من الحب، وكيف خرجنّ من التجربة.

يارا بعد قصة حب مؤلمة: كنت مُغيبة

عاشت يارا مصطفى صاحبة الـ22 عاما، قصة حب مؤلمة، وصفت نفسها خلال هذه الفترة بأنّها كانت مغيّبة: "لم ألحظ عيوبه رغم أنّ المحيطين بي لفتوا نظري لها أكثر من مرة، كنت أرى أشياء تمر سريعا وأتغاضى عنها".

أكثر من 8 سنوات قضتها يارا في "حب أعمى"، خرجت منها بـ"صدمة" رفعت الغمامة عن عينيها: "شفت خيانته وأسلوبه الفجّ، والطريقة الوحشة اللي كان بيعاملني بيها، أنا أستحق أكون مع شخص أفضل، أستحق الاحترام والحب والتقدير، مش الإهانة وقلة الاهتمام والجفاء".

كريمة: كنت مكسوفة أوري وشي للناس

"مراية الحب بتخلينا نقبل بأقل من اللي إحنا نستحقه بكتير أوي".. هكذا بدأت كريمة عبدالغني (24 عاما) حديثها لـ"الوطن"، قائلة إنّها كانت ترى في حبيبها السابق فتى أحلامها، وأفضل شخص حظت به في حياتها، كانت تشعر معه بالسعادة والأمان، ولم تكن مستعدة للتنازل عن هذا الشعور بأي شكل من الأشكال.

"كل اللي حواليا حذروني، مفتكرش عمري حكيت لحد عنه وقالي كملي معاه، كله كان شايف إنّي كتير أوي عليه وإنّه ميستاهلنيش، كله كان شايف ده إلا أنا". قالت كريمة، موضحة أنّها كانت تعتقد أنّ منتقدي قصة حبها ليسوا عادلين في حكمهم، ولا يفهمونه كما تفهمه هي.

تفاجأت "كريمة" بحقيقته التي كانت تجهلها وتتجاهلها، بعد أن قرر تركها والبعد عنها بدون إبداء أي أسباب مقنعة، تركها ليذهب لأخرى، فضّلها عنها بعد علاقتهما، وبعد معارضتها للناس الذين كانوا ينتقدوه وينتقدوا علاقتهما، تقول كريمة، "كنت بسأل نفسي سؤال واحد، هو أنا كنت بالسوء ده عشان أستحق منه كل الألم ده، مكنتش عارفة أوري وشي للناس اللي انتقدوه، خلى شكلي وحش قدامهم وقدام نفسي"، لم تتخيل للحظة أن يكون هذا هو مصيرها في النهاية، كانت تعتقد أنها مميزة في حياته وأنه بالفعل أحبها كما كان يقول دائمًا.

ندى: مراية الحب ذلّتني

"قدّمت له الكثير وكانت مستعدة للأكثر، رغم أنّه لم يستحق هذا وبشهادة الجميع، لكني لم أر مساوئه، كنت مغيّبة تماما".. بهذه الكلمات بدأت ندى مصطفى (19 عاما) حديثها عن قصة حبها وعن مرآة الحب التي سحرتها.

تقول ندى إنّها كانت تتجاهل خيانته، وكانت تتألم في كل مرة يأتي أحد أصدقائها ليخبرها أنّه رأى حبيبها مع أخرى، فتخبره أنّها تعلم وأنّ شكوكه ليست في محلها وتدافع عنه: "كنت أخلق له الأعذار".

تضيف ندى، أنّ حبيبها تركها وذهب لأخرى، وأنّها توسلت إليه ألا يتركها لكنه لم يفعل: "مراية الحب مش بس عمتني دي ذلّتني، عمري ما كنت أتخيل إني أروح لحد وأقوله أنا محتجالك ويسيبني".

طبيب نفسي: هيمنة كيميائية من الحبيب على المتضررة

الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي، قال إنّ الإنسان الواقع في الحب، يفرز مخه هرمون "نورادرينالين" الذي يتسبب في رعشة بالأطراف وزيادة دقات القلب عند رؤية الحبيب أو سماع صوته أو التحدث إليه.

وشبّه "فرويز" لـ"هن"، هذه الحالة بـ"إدمان المخدرات": "الجميع يدرك مخاطر الإدمان ويعلم عواقبه، ومع ذلك هناك ينجذب بعض الأشخاص للمخدرات رغم مساوئها ومخاطرها، وكلما حذرهم أحد منها زاد تعلقهم بها أكثر".

وأوضح استشاري الطب النفسي أنّ هذه الحالة تُلقب علميًا بـ"إيروتومانيا" أو "هوس العشق"، وهي حالة لا إرادية لا يمكن لأحد السيطرة عليها أو التحكم بها، وهي عادةً ما تدفع الشخص لإغفال عيوب شريكه وقبوله كما هو فقط مقابل بقائه معه.

وتابع أنّ المجتمع المحيط بالمحب يجب أن يترك الشخص يخوض التجربة كاملة، وأن يتوقف عن محاولات منعه أو التأثير عليه: "كلما زاد الحديث مع الشخص المصاب بهوس العشق عن مساوئ محبوبه كلما شعر برغبة في الابتعاد والانعزال عن كل الناس والتقرب إلى حبيبه، وكلما زاد حبه وتعلقه به، لشعوره الدائم بأنّ المحيطين به لا يدركون مدى حبه للشخص، وأنّه يكون غير مدرك لما يحدث من حوله بسبب تأثير الحب الأعمى عليه".

استشاري علاقات أسرية: بيحاربوا رفضًا للفشل

واتفق استشاري العلاقات الأسرية، مروان الأحمدي، مع الطبيب جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، في معضلة "عمى مرآة الحب"

وأوضح الأحمدي، أن تأثير هذا العمى من الصعب السيطرة عليه، فالأمر يعتمد على أسلوب المجتمع المحيط بالفتاة عند نصحها، فإذا كانت طريقة النصح جيدة، أي أنها لا تحتوي على نبرة تسلط أو تحكم، فمن الممكن أن تعطي نتيجة إيجابية.

ولكن في المطلق، أفضل وسيلة يمكن اتباعها في مثل هذه الحالات هي ترك الفتاة تخوض التجربة كاملة، إذا أرادت ذلك، حتى بعد تقديم النصيحة، لتحصد هي بنفسها نتائج اختياراتها، إن كانت جيدة أم سيئة.

وأضاف استشاري العلاقات الأسرية، أنَّ الفتاة تدافع عن وضعها في هذه الحالة لسببين، أولهما: الحب، وهذا لأنها تدافع عن حبها الذي تجد معه الشعور بالارتياح والسعادة والأمان، والثاني رفض الفشل، فهي تحاول أن تصل بالعلاقة إلى بر الأمان، لتثبت لجميع من عارضها أنها كانت على حق منذ البداية، وأن اختيارها كان صائبًا.