رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

شقيقة الشهيد مصطفى عثمان: طلب نقله لكمين استشهاده "كان نفسه يربي ابنه"

كتب: هبة وهدان -

05:35 ص | الأحد 25 أغسطس 2019

الشهيد مصطفى عثمان وشقيقته

"كل عيد وأنت عيدي"، "صباح الجمال يا جميل"، "أنت سَكني وسكينتي، مسكني وساكني ،سُكوني وسُكوتي، سِري وسَريرتي و سُروري، سَكرتي وسُكرتي وسر سعادتي".. كانت تلك بعض الرسائل التي ما زالت ترسلها مي عثمان إلى شقيقها الشهيد الملازم أول مصطفى عثمان، من قوات الأمن المركزي، والذي ارتقى قبل شهرين.

ظل الشهيد مصطفى عثمان، في ذاكرة شقيقته، كما هو الحال بالنسبة إلى مصر التي قدمت بعد ارتقائه، كل سبل الدعم لأسرته، كنوع من رد الجميل، فوضعت اسمه وسط ميدان الحمامة بمحافظة أسيوط، مسقط رأسه، كذلك خلدت اسمه فرفعته على إحدى المدارس الإعدادية في مركز ملوي مسقط رأس الأسرة.

"مي" شقيقة الشهيد تحكي لـ"الوطن" كواليس علاقة الفقيد بوالديه، وأنهما كانا أهم شيء بالنسبة له، على الرغم من ظروف عمله القاسية: "الحقيقة إنه نعم الابن، ونعم الأخ، ونعم الزوج، ونعم الأب".

أثنت "مي" على الدور الكبير الذي لعبته وزارة الداخلية، إنسانيا، مع أهالي الشهداء، والتي وصفتها بالمحترمة: "الدعم الأروع على الإطلاق، هو رحلة الحج اللي وفرتها وزارة الداخلية للوالد والوالدة، ده فرق نفسيا، الحمد لله ربنا أكرم والدة الشهيد قبل كده، وكان حجها للشهيد".

كون شقيقة الشهيد هي الكبرى وهو الثالث بين إخوته، كانت تتعامل معه كأنه ابنها، وليس شقيقها، رغم أن فارق السن بينهما ليس كبيرا، وهو على الرغم من صغر سنه، كان يسعى في قضاء حوائج من حوله من أصدقاء وأقارب، ودومًا يكرر مقولة واحدة وهي: "عيش راجل، يموت جسمك، يعيش اسمك".

غياب الشهيد بجسده لم يمنع صفحته على موقع التواصل الاجتماعي من توقف النشاط بها، بل أراد من حوله أن يظل اسمه يتردد في كل وقت وحين، ولذلك يدير تلك الصفحة أكثر من شخصية، بداية من الأقارب والأصدقاء.

شائعات البعض على مواقع التواصل الاجتماعي، بأن من يخدم في سيناء ليس لهم وسطاء، ولذلك يرسلون إلى هناك، نفته "مي" قائلة: "الالتحاق بكلية الشرطة رغبة الشهيد أولا وأخيرًا، أسوة بوالدي، الشهيد مصطفى شديد التعلق بوالدي، الذي رفض أي توسط له، لكن رب الخير لا يأتي إلا بالخير".

لم يكن الشهيد مصطفى يخدم في سيناء، بل حسب شقيقة الشهيد كان يعمل في مكافحة الإرهاب بالأمن المركزي بمحافظة أسيوط، إلا انه كان دائم التردد على سيناء نحو 3 أو 4 مرات في العام الواحد.

اللحظات الأخيرة، حسب شقيقة الشهيد، قضاها برفقة النقيب عمر طارق، وأن أسرة الشهيد أثُلج قلبها بعد معرفتها أن الشهيد أخذ بثأره من الإرهابي الذي كان يحمل الحزام الناسف، بأن أطلق عليه رصاصة قبل استشهاده.

وأكملت "منى"، أنه قبل استشهاد أخيها مصطفى بيوم واحد، كانت الأسرة تتلقى واجب العزاء في خالته بمحافظة الدقهلية، وهناك علمت الأسرة بخبر استشهاده، إلا أنه قبل ارتقائه بساعات، اتصل بالأسرة للاطمئنان عليها، لكن بسبب حزنها على شقيقة والدتها، لم يلتفت أحد للهاتف: "تواصل معه ابني الصغير، وعند سماعي للمكالمة بعد استشهاده، وجدت كل ما طلبه الشهيد من ابني الصغير، أن يبلغني وزوجي وأخيه الأكبر، السلام".

وتواصل: "أتذكر في آخر رمضان قبل سفره بأيام، سألته عن مكان خدمته في سيناء، رد أنه كان في كمين الفواخرية، وبعد كده تم تغييره لكمين الصفا في الرفاعي بناء على رغبته، لعلمه ان كمين الصفا كان هايوصل فيه ضابط أحدث منه، وكان دفعة 2017، ولمعرفة الشهيد أن كمين الصفا هو الأخطر مقارنة بكمين الفواخرية، طالب بتواجده فيه، لينفذ قضاء الله".

لم يوصِ الشهيد، أهله، سوى بطفلِهِ، فكان يريد أن يظل بجواره ليكبر في كنفه، إلا أن إرادة الله سبقت.

يذكر أن الملازم أول مصطفى محمد عثمان، من قوة قطاع الأمن المركزي بالعريش، استشهد في الساعات الأولى من صباح 26 يونيو 2019، في أثناء تصديه وجنود من قوات الأمن، لهجوم إرهابي في المدينة بـ"الحزام ناسف"، قبل أن يفجر الانتحاري نفسه في القوات والمدنيين.