تصادف تحديد موعد عقد قرانهما بالتزامن مع انطلاق التشغيل التجريبي للموقع الإلكتروني للخدمات الحكومية في محافظة بورسعيد، والذي يعد بمثابة تحقيق حلم التحول الرقمي كأول بوابة حكومية للخدمات الحكومية في جمهورية مصر العربية، فأصبحا أول عروسين يتزوجان بنظام "المأذون الإلكتروني" في المحافظة بعد افتتاح أول مركز توثيق إلكتروني ضمن ميكنة الإدارات الحكومية هناك.

"منة الله محمد منصور" 24 عاما، و"محمد الغرباوي" 26 عاما، أول عروسين يتم عقد قرانهما بنظام الزواج الإلكتروني في بورسعيد ضمن النظام الجديد لميكنة الإدارات الحكومية في المحافظة، وسط حالة تعجب واسعة منهما ومن أسرتيهما وأصدقائهما، فحسب قول العريس، كانت التجربة جديدة على الجميع ولم يسمع عنها أحد من قبل.

العريس: المأذون بلغني الصبح يوم كتب الكتاب وقولتله بلاش تجرب فيا

في صباح الخميس الماضي الموافق 1 من أغسطس، أجرى العريس "محمد الغرباوي" مكالمة هاتفية للمأذون الدكتور محمد أنور مهنا، لتأكيد الموعد عليه في المكان المحدد بقرية الفيروز السياحية بمنطقة بورفوؤاد، وإذا به فوجئ بأن المأذون يخبره بانطلاق نظام جديد لتوثيق عقود الزواج يعرف بـ"المأذون الإلكتروني" ضمن اتجاه الحكومة لميكنة المحافظة كلها، وحسب وصف العريس في حديثه لـ"الوطن" تخوف في البداية لعدم سماعه عن الموضوع من قبل.

واستكمل العريس الذي يعمل في مجال خدمة العملاء في إحدى توكيلات الملاحة: "خوفت وقولتله بلاش تجربه فيا وخلينا بالقسيمة العادية رد قالي متقلقش"، وفي لحظة جلوس العروسين أمام طاولة عقد القران استعدادا للإمضاء فوجئ الجميع بأن المأذون جاء معه جهاز "لاب توب" مزودا بكاميرا وبصمة الأصبع ويطلب من العروسين ضبط هيئة الجلوس في واجهة الكاميرا لالتقاط صورة قسيمة الزواج لهما، وسط علامات استغراب واضحة على وجوه الأهل والمعازيم،"أنا والعروسة كنا بنضحك ومش فاهمين إيه اللي بيحصل والكل واقف حواليا مستغرب"، حسب تعبيره.

وبعد الانتهاء من التصوير طالبهما بوضع اصبعيهما على جهاز البصمة، معلنا بعدها إتمام مراسم عقد القران بحضور ممثلين عن المحافظة لحضور عقد القران الأول من نوعه ضمن منظمة التحول الرقمي الجديد للمحافظة.

العروسة منة: اتفاجئت بالمأذون بيطلع لاب توب وكاميرا ومكنتش فاهمة أي حاجة

"اتفاجئت أول ما قعدت على الترابيزة المأذون بيطلع لاب توب وكاميرا ومكنتش فاهمة أي حاجة"، بدأت العروس منة الله، التي تعمل معلمة رياض أطفال ببورفؤاد، حديثها لـ"الوطن" بهذه الكلمات التي نقلت خلالها مشاعر الفرحة لكونها أول حالة زواج بهذا النظام وإحساس المفاجأة لغرابة طريقة عقد القران.

لم تكن "منة" على دراية سابقة بهذا النظام الإلكتروني ولم تسمع عنه من قبل، وبعد انتهاء مراسم عقد القران بدأت تستوعب الفكرة وحسب تعبيرها،"نمت وصحيت تاني يوم لقيت مصر كلها بتتكلم عننا وأنا مكنتش أعرف حاجة عن النظام الجديد ده".