الصداقة كلمة تحمل معاني كثيرة أجملها التضحية من أجل الآخر، فهى علاقة إنسانية قائمة على المشاعر النقية والصادقة، تجمع بين شخصين بينهما العديد من الصفات المشتركة التي يمكنهم سلك طريقهم منذ الصغر حتى الممات، سواء في الجانب المشرق والمضيئ من الحياة أو المظلم بها.

ويتزامن اليوم 30 يوليو اليوم العالمي للصداقة، الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2011، واضعة في اعتبارها أن الصداقة بين الشعوب والبلدان والثقافات والأفراد يمكن أن تصبح عاملًا ملهمًا لجهود السلام، ولإدراك أهميتها باعتبارها إِحدى المشاعر النبيلة في حياة البشر في جمِيع أنحاء العالم.

طرح "هُن" سؤالًا على الفتيات عن الصديقة التي لا يمكن الاستغناء عنها بمرور الوقت سواء الصديقة أوالأم أو القريبة، لترصد إجاباتٍ عدة.

على الحلوة والمرة سوا

علاقة صداقة قوية ربطت بين فتاتين نشأت معهن منذ الصغر حتى أصبحتا على دراية كاملة ببعضهن البعض حتى اصبحتا وكأنهن شخص واحد، وذكرت غرام، صاحبة الـ25عامًا، علاقتها بصديقتها التي اعتبرتها وكأنها جزء منها، "بدأت صداقتنا من 15سنة، مرينا بحاجات كتير منها الحزن والفرح، وكانت هى الوحيدة اللى قادرة تطبطب عليا وتخفف أوجاعي، كانت بمثابة الداعم والآمان، هى الشخص اللى بقدر اقسم فرحى وحزنى معاها."

وعن تأكدها من كونها التي تستحق لقب الصديقة الحقيقية ذكرت غرام، " تعرضت لحادث سير في إحدى السنوات، ولما غبت عن الوعي وفوقت لقيت في عينيها خوف الأم على بنتها وخدتني لبيتي وفضلت معايا طول اليوم لحد ما اتأكدت إني بقيت كويسة".

تعرضت غرام لمحنة شديدة ربما كانت لاتقوى على تحملها لتجد صديقتها مثال للعون وتحاول تبسيط الأمور مهما كانت كبيرة وصعبة، وذكرت غرام:" كانت معايا في أصعب أوقاتي ومحني وبطرق مختلفة قدرت تهون عليا، مبتنساش أى حاجة تخصني ، بإختصار الشخص اللي أقدر أكتفي بيه وأنا مطمنة".

رانيا وابنه عمتها صداقة من الرباط المتين

"تقدري تقولي إنها الوحيدة اللي اقدر أبكي قدامها".. عبارة لخصت بها رانيا.س"، صاحبة الـ27عامًا علاقتها بإبنه عمتها التي تعتبرها خير الأصدقاء، وذكرت: "إحنا متقاربين في السن، والوحيدة اللي بتقدر تفرحني وتفهم تقلبات مزاجي، بتهتم بأدق التفاصيل، وأتذكر موقف ليها هيفضل محفور في ذاكرتي يوم تعرضي لمحنة خلال الثانوية العامة مجبتش المجموع اللي كنت بحلم بيه وفضلت منعزلة عن الكل لفترة قدرت هى تخفف عني وتقنعني إن ربنا هيكرمني ومش هيضيع تعبي، وبالفعل ربنا قدر يغير الأحوال ودخلت الكلية اللى كنت عيزاها، بفضل دعاها وتشجيعها ليا."

الصديق وقت الضيق

"عمرها ما اتأخرت عني".. ربما لم تجد ندي.س، صاحبة الـ20عامًا وصفًا لصديقتها التي وجدت بها مثالًا لإكتمال مفاهيم الصداقة الحقيقية وتطبيقًا لمقولة الصديق وقت الضيق، حينما تعرضت لموقف قد يؤثر على حياتها العلمية أثناء اختبارات الكلية، وذكرت:"كان عندنا امتحان وفاضل عليه ساعات، وأنا مكنتش عارفة حاجة في المادة من كتر التوتر، وهى مكنتش لسة خلصت مذاكرة، ولما لقيتني محتاسة، كلمتني وقالتلي تعاليلي دلوقتي حالًا، وكنا وقت الفجر ولما روحتلها فضلت معايا وجمبي وتشرحلي المنهج وتجزأه وبفضل ربنا ثم فضلها قدرت اجيب امتياز في المادة".

تحولت علاقة ندي وصديقتها من الصداقة للأخوة التي ربطت بينهن، وذكرت:" الشخص اللي بقدر أكون على طبيعتي معاها ومرتاحة نفسيًا وجاهزة اظهر بأسوء حالاتي قدامها دون تعب أو مشقة، لإنها مش هتحكم عليا بسوء النية، كانت دائمًا معايا لو وقعت في مشكلة، عمرها ما اتأخرت عليا وبتيجي في الوقت المناسب في الحزن قبل الفرح".

أية وصديقتها صندوق أسرار بعضهن

تجد أية.م"، صاحبة الـ25عامًا في صديقتها ورفيقة دربها"أية.م"، التي اجتمعتا في نفس الاسم ونفس لصفات، مثالًا للصديقة التي تقف بجوار صديقتها والتي يمكن أن تلقي على عاتقها مايصيبها من الحزن والفرح، وذكرت:" اكتر حد بجري عليه لما بيكون في فرح أو مشكلة أو مصيبة أومخنوقة ومش عارفة اعمل ايه، فعلا بحس انها موجودة لما بقولها عاوزة اقابلك دلوقتي تقولي يلا نتقابل وترتب، ولا مش هتقدر نتقابل يبقى متسبنيش غير لما افك فعلا بتقف معايا في شدتي قبل فرحي".

حاولت الصديقة التخفيف عن صديقتها ومحاولة تحضير مفاجأة لها لإدخال على قلبها الفرح والسرور في الوقت الذي كان يسكن قلبها الحزن الشدي، وذكرت:" يوم عيد ميلادي كنت مقررة اقضيه لوحدى، لكن هي كلمتنى ليلة عيد ميلادي قالتلي مفيش الكلام دا جمعت صحابي وخرجنا سوا، وفي يوم كنت مخنوقة جدًا من الشغل وكنت ببكي، قولتلها هروح قالتلي والله ابدًا هنتقابل، بإختصار هى الشخص اللي اتجمع فيه الحنية والطيبة والجدعنة".

استشاري نفسي يحدد صفات الصديق

من جانبه قال الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، لـ"هن"، إن هناك 8 صفات يجب أن تتوفر في الصديق منها يجب أن يكون صريح ولا يجمل الحقائق والاكاذيب، بالإضافة لإمتلاكه القدرة على كتم الأسرار، والتحلى بالصدق والآمانة غير منافق وجدير بالثقة".

وتابع فرويز:" يجب أن يتحلى يتصف الصديق بالسند والدعم، وأن يصبح ضميرك المستيقظ دائما،  يكون بعونك في أشد الأزمات".

 وأضاف استشاري الطب النفسي أن للصداقة أهمية كبيرة في الحياة حيث إنها تساعد في التقليل من حدوث الأمراض النفسية وذلك لأنها تعمل على التنفيس عما بالنفس، والتخلص من الشعور بالوحدة.

تابع فرويز:"وجود الصديق في وقت الشدة يساعد في الشعور بالأمان، ويكون بمثابة الدعامة عند اتخاذ القرارات، وإعطاء الدعم والنصيحة".

واختتم: "الصداقة تعمل على الدعم الحيوي وإضفاء روح من المودة والحب والتعاون بين الصديقين وأسرتهما".