كتب: منى السداوي -
03:39 ص | الخميس 25 يوليو 2019
حتى وقت قريب كان يعتقد البعض أن الانتحار للأشخاص كبار السن، الذين مرت حياتهم بظروف صعبة لم يستطيعوا تخطيها، إلا أنه انتشرت في الأونة الأخيرة حالات انتحار الأطفال، وهذا ما شغل بال الكثير من الآباء خوفا على أطفالهم، خاصة أن المرحله العمرية التى تزيد فيها تلك الظاهرة هي من عمر 13 سنة وحتى 18 سنة، فنعرض عليك بعض الأمثلة عن تلك الحالات.
لم تجد فتاة صغيرة طلبت من أخيها الأصغر منها سنا مشاهدة إحدى أفلام الكارتون لكنه رفض، سوى شنق نفسها بـ "إشارب"، "انتحرت عشان أخوها مرضاش يقلبلها من على فيلم الكارتون".. بتلك الكلمات عبرت أم الفتاه عن وجعها، إثر موت فتاتها التي لم يتجاوز عمرها 17 عاما، بمحافظة المنيا.
أقدمت فتاة بنفس عمر السابقة بإحدى محافظات السعودية، بشنق نفسها بحبل ربطته حول عنقها في سلم يؤدي إلى سطح المنزل، حتى صعدت روحها إلى السماء، وبعد التحري عن سبب انتحارها، أعلنت النيابة أن الشكوك تدور حول لعبة "بابجي"، وبحسب حوار أحد أقاربها لصحيف عكاظ السعودية أوضح أن الأسرة كانت خارج المنزل أثناء الحادثة، لكنها بقت مع أختها الصغرى، إذ فوجئت باختفائها لفترة، وعند البحث عنها وجدتها منتحرة، وذلك على الرغم من عدم معاناتها من أي مرض نفسي، كما أنها لم تتعرض لأي عنف أسري يذكر.
أما من قام به أحد الطلاب، الذي لم يتجاوز 16 عاما، وهو تصوير لحظات انتحاره على الهواء وبثها على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، جاء كالصاعقه لكل أصدقائه وأقاربه حيث كانوا يتوقعون أنه يمازحهم، إلا أنهم فوجئوا بأنه يدخل رأسه في في حبل ثم ركل الكرسي الذي وقف عليه برجله حتى فارق الحياه أمامهم.
وقبل نشر هذا الفيديو كتب الطالب بوست على صفحته: "مش عايز حد يزعل من اللي هعمله..بجد أنا تعبت أوي والدنيا جاية عليا أوي.. وعيلتي مش حاسين بيا.. وحتى صحابي اللي معتبرهم زي إخواتي.. باعوني هوا أنا زعلتكم في حاجة.. دا أنا لو أطول أخدمكم بعنيا ورب الكون لاخدمكم.. عيلتي لسة مفكرين إن أنا لسة صغير .. وربنا حرام عليكم إنتو معندكوش إحساس.. أنا نفسي في حاجة واحدة بس ممكن دعوة منكم ممكن تخفف العذاب اللي هتعزبوا، كلها دقايق وتفرحوا، سلام عليكم الناس اللي صاحية يكلموو اللي نايمين تابعوا البث المباشر كواليس الموت".
أما بخصوص المشاكل الأسرية قامت إحدى الطالبات بمحافظة كفر الشيخ بتناول "حبة الغالة السامة" وذلك بعد انفصال والديها وبعد بحث النيابه تبين أن الطالبة التى لم تتجاوز 16 عاما تقيم عند جدتها منذ انفصال والديها، ما أدى إلى مرورها بظروف نفسية صعبة أدت إلى انتحارها.
وفسرت الدكتورة رحاب عوضي، أستاذ مساعد علم النفس السلوكي لـ "هن"، أسباب ظاهرة انتحار الأطفال والمراهقية، وأكدت أن التهديد هو أول ألاسباب التى تؤدي إلى ذلك، وأوضحت أنه على الأبوين اختيار الطريقة الصحيحة للتعامل مع أطفالهما، فقبل تهديدهم بالعقاب في حاله سقوطهم أو فشلهم، يجب عليهم أن يوضحوا لهم أنهم يحبوهم لكونهم أبنائهم وليس بسبب نجاح أو تفوق.
وأضافت أن دور الأم أنها تعلم أطفالها أنهم في حالة الفشل المحاولة للنجاح وتكرار التجربة حتى تنفيذ الهدف هي الطريقة الصحيحه للتعامل وليس الانسحاب، وأكدت أستاذ مساعد علم النفس أن من ضمن الأخطاء الشائعة، التى تقع فيها الأم، وتؤدي للانتحار هي مقارنة الطفل بأقرانه في نفس العمر، مؤكدة أن ذلك يعتبر سلاح هدم، وليس تحفيز.
ومن الأسباب الأخرى هي شعور الطفل بأنه غير مرغوب فيه سواء لجنسه، أو مصاريفه الحياتية أو العلمية.
