رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

صحة

فوبيا الفتيات

كتب: ندى سمير -

07:03 ص | الخميس 25 يوليو 2019

فوبيا السيدات

الفوبيا هو مرض نفسي يعاني منه الكثير، وهو يصيب النساء كذلك، ولكن ربما ما تعاني منه النساء مختلف قليلا عن الرجال، حالة من الخوف والزعر غير العقلاني يختلف في شدته، ورغم ذلك تبقى "فوبيا البنات" أشيائًا مألوفة بالنسبة للكثيرين، لكنها تظل مخيفة بالنسبة لهن، ويسرد التقرير التالي قصص الفتيات مع الخوف المرضي من أشياء تبدو بسيطة، ويحللها الطبيب النفسي.

ميرنا.. والخوف الهستيري من الدم

ميرنا محمد، فتاة تبلغ من العمر 21 عام، تعاني من فوبيا "الدم"، تظهر عليها أعراض هذه الفوبيا عند استنشاقها لرائحته وعند رؤيتها له رؤيا العين، تشعر وكأن الارض لم تعد ثابته من تحتها، تفقد السيطرة على أعصابها وإذا لم تتحرك بسرعة لتبتعد عن المكان قد تفقد وعيها على الفور.

لم تكن تعاني ميرنا من هذه الفوبيا قبل أن ترى ابن عمتها مصاب في رأسه إصابة بالغه وتسيل دمائه على الأرض نصب أعينها: "من ساعة الحادثة دي وأنا مش قادرة أشوف دم ولا أشم ريحته أبدًا".

القطط بمثابة أشباح بالنسبة لـ"عصماء"

"لما بكون في مكان عام وفيه قطط بيبقى عندي استعداد أعمل أي حاجه حتى لو هتؤذيني بس القطط دي ماتقربش مني"، هذا ما قالته عصماء، الفتاة العشرينية، عن فوبيا "القطط"، بدأ الأمر منذ 6 سنوات تقريبًا، أصبحت تخاف عصماء من القطط خوفًا شديدًا غير مبرر، باتت عندما ترى أي قطه في أي مكان متواجدة به تصاب بالهلع وتصبح ردود أفعالها غريبة غير متوقعة بالنسبة لمن حولها وبالنسبة لها أيضا، أي أنها في هذه الحالة تتصرف بدون أدنى تفكير كل ما يدور ببالها في هذا الوقت هو أنها تريد الابتعاد عن القطط بأي شكل من الاشكال.

"سمعت كتير جملة (مالك دي قطه !) من ناس، بس أنا ماببقاش فاهمه فين المعلومة ؟ طيب ما أنا عارفه أنها قطه وبرضه خايفه منها".

مي.. السباحة تعد أكبر مخاوفها

أما عن مي عبد العليم، ذات ال22 عام، التي تعاني من فوبيا "المياه"، لم تكتشف مي أنها تعاني من هذه الفوبيا قبل أن تلتحق بكلية التربية الرياضية ويصبح نزولها المياه أمرًا إجباريًا، نظرًا لأن السباحة تعد مادة أساسية في كليتها، أصيبت مي بهذه الفوبيا لأنها سمعت كثيرا عن أناس ماتوا غرقًا: "دايما عندي إحساس أني هنزل المياه مش هطلع".

ولكن استطاعت مي مؤخرا التغلب على مخاوفها بمساعدة أصدقائها، لم يرحل الخوف عنها تماما ولكنه على الأقل أصبح أخف من ذي قبل.

شياطين الظلام تلاحق "سلسبيل"

فوبيا "الضلمه" يعد أكثر ما يؤرق سلسبيل أحمد، البالغة من العمر 18 عام، حيث أنها تصاب بالهلع إذا غطى الظلام المكان الذي تتواجد به وخاصة إذا كانت بمفردها، يصور لها عقلها أنها ترى أشباحا وشياطينا أو ربما أشياء أخرى، أغلب الأحيان تستعين بقراءة القرآن لتهدئة نفسها ولكن الخوف يظل كامنًا بداخلها إلى أن يتلاشى الظلام ويعود النور مرة أخرى.

طبيب نفسي: "الفوبيا خوف غير معلوم سببه"

أوضح استشاري الطب النفسي، محمد دسوقي، أن الفوبيا تعد خوف من شئ لاشعوري غير معلوم يظل هائمًا داخل الشخص، حتى يصادف شئ مادي ويرتبط به ارتباطًا كليًا، أي أن الخوف من القطط، الماء، الدم، وغيره.. يعد في الأصل خوفًا من شئ آخر.

بمعنى أن الخوف كان في الأصل كامن داخل الشخص ولكنه تم تنشيطه عند وجود عوامل معينه مثل القطط، فكنتيجة لهذه الحالة يرتبط الخوف الهستيري بداخلنا بالقطط اوتوماتيكيًا، ولكننا لو نظرنا للأمر جيدا فسنجد أنه ليس له أي علاقة بالقطط في الأساس لكن هو وصل طبيعي للأمور في اللاوعي داخل عقل المريض ويعد مجرد تبرير للخوف.

حيث أن كل أنواع الخوف بداخلنا تبحث عن تجسيم خارجي لتخرج للنور لا أكثر ولا أقل.

علاج الفوبيا

أهم خطوة في علاج الفوبيا هي معرفة سببها الأصلي، ولأن الفوبيا في الأساس تعد اضطرابًا من اضطرابات القلق يستخدم في علاجها بعض العقاقير التي تعالج هذا الاضطراب.

كما أضاف "دسوقي" في حديثه لـ"الوطن" أن بالإضافة لما سبق فهناك نوعين من العلاج لمرض الفوبيا:

النوع الأول

هو "الغمر" أو "إعادة المشهد"، ويحدث عن طريق تعريض المريض للقطط مثلا إذا كان يخاف منهم، وهذا يعد مجرد كسر لحاجز الخوف بداخله.

النوع الثاني

هو "تقليل الحساسية"، وهو عن طريق وضع المريض في ظروف مشابهه للظروف التي أصابته بالفوبيا، وهذا يحدث عن طريق تهيئة الجو العام للمريض أثناء تنويمه تنويمًا مغناطيسيًا حيث يصبح بإمكاننا الوصول بشكل أسرع لمحتويات اللاشعور، في هذه العملية يحدث تفريغ لكل طاقة الخوف الكامنة بداخل المريض ويقلل حساسيته تجاه ما يخافه أيًا كان.

ووضح "دسوقي" أن التعافي من الفوبيا بشكل نهائي لا يمكن أن يتم في بضعة أيام ولا يمتد إلى سنوات، أي أنه بين هذا وذاك.

كما فسر "فوبيا الظلام" في حالة "سلسبيل"، بأنها ليست فوبيا من الظلام في الأصل، بل هي عبارة عن ارتباط الظلام بعملية تنشيط لصور مرعبة داخل مخ الإنسان، تجعله يتخيل أشكالًا غريبة عند حلول الظلام، أي أن ما تراه في هذا الوقت ليس أمام عينيها بل هو داخل عقلها.