الحياة تبدأ بعد الستين، جملة يتداولها العديد من الأشخاص، قد تمر مرور الكرام على البعض، وقد يستفيد منها البعض الآخر، فالوصول للمعاش، لم يكن بالضرورة يعني انتهاء الحياة الاجتماعية، أو الترفيهية، بل أحيانًا يكون بداية جديدة لأصحابه. 

سنوات كثيرة قضتها، سحر محمد وزوجها، منشغلين بين العمل وتربية الأبناء، لم يستطيعا الاستمتاع بحياتهما، إلا عقب خروج الزوج على المعاش، ليقضيا أوقاتهما في ممارسة أنشطة مشتركة تضيف لسجل ذكرياتهما مواقف لا تنسى. 

"ماكناش بنروح غير مطروح والساحل كل سنة للمصيف، ومعانا أولادنا، ووقت جوزى ماكانش بيسمح أننا نطلع رحلات في أي وقت، لكن لما طلع على المعاش، الموضوع اتغير، وكمان الولاد كبروا وبقوا يعتمدوا على نفسهم".

هكذا تحدثت السيدة، صاحبة الـ57 عاماً، التي تعمل مهندسة كيميائية، في معهد بحوث البترول، معبرة عن سعادتها أثناء أولى رحلاتها مع زوجها، حيث شعرت أنها تحررت من كل المسؤوليات التي كانت تعيق استمتاعها بالخروجات، معلنة تكرار الرحلات مع زوجها إلى أماكن مختلفة، قائلة: "رُحنا الأقصر وأسوان والإسكندرية ومرسى علم، إحنا عيلة بنحب الحياة والفُسح، لكن فكرة أن يبقى معاك أولادك فى الرحلة بتفضل حاسس تجاههم بمسؤولية، ومربوط بيهم".

ترتيب الرحلات من مسؤولية الزوج هشام أحمد، الذى كان يعمل مدير أحد مكاتب السياحة، بمتابعة العروض داخل النادى الرياضى المشترك فيه، لاختيار الأماكن التى تشتهر بوجود مناظر طبيعية: "ناويين نروح سينا الفترة اللى جاية بعد الخروج على المعاش بقى فيه وقت نعوض فيه اللى عدّى من عمرنا ونعيش حياتنا ونعمل ذكريات حلوة".