رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

معاناة الفقراء للزواج لجلب "الشقة والأجهزة والفستان": "الأسعار مولعة وبنلجأ للمساعدات"

كتب: رؤي ممدوح -

10:11 ص | الأربعاء 19 يونيو 2019

صورة تعبيرية

رغم محاولات العروسين ترشيد تكاليف الزواج، في الشبكة وحفل الزفاف والأثاث وغيرهم، ينتهي ببدء حياة زوجية مُثقلة بـ"الديون".. "أقل جهاز بيعدي 100 ألف جنيه..ده لو على القد بس".. "فساتين بتوصل لـ18 ألف جنيه لو هتشتري، و6 آلاف للإيجار".. وغيرهما من المصروفات الباهظة يرويها شاب وشابة قبل إتمام ارتباطهما.

منة الله المصري، فتاة في مقتبل العشرينات، تستعد للزواج وبدء حياة جديدة مع شريك العمر، جهزت نفسها قبل سنة من زفافها، وصُدمت بأسعار الأجهزة الكهربائية، تقول: "الحاجة غالية جداً وزادت تقريباً ثلاثة أضعاف"، كما فوجئت بأسعار الأطقم البسيطة التي تحتاجها في المطبخ، فعلى سبيل المثال طاقم التوزيع بـ500 جنيه، مكون من 6 قطع فقط، وصينية "الملامين" بـ150 جنيهاً، و"الجاروف" بـ30، و"ملاية" الأطفال بـ350 جنيهاً:"حاجات صغيرة وأرقامها كبيرة".

اشترت"منة" ثلاجة بـ10 آلاف جنيه، وبوتاجاز بـ5 آلاف، وغسالة بالمثل، وفريزر بـ7 آلاف، وشاشة تليفزيون بـ8، ومكنسة بـ1500 جنيه، "كبة" بـ1900 وغيرها، من الأشياء التي تردد سعرها بحسرة من غلائها الشديد، رغم استغنائها عن أشياء عديدة مثل أطقم"الجاتو والعشاء والبيركس والجرانيت"، و15 طقم "كاسات".

تضيف:"الحاجة مولعة، وأقل جهاز بيعدي 100 ألف جنيه، ده لو هنجيب على القد بس"، مشيرة إلى أنها ساهمت في شراء بعض الأشياء، بجانب مساعدات والدتها بعد رحيل أبيها منذ سنوات، وتكلفت المفروشات مثل"الفوط والمفارش القطيفة والكوفيرتات والدفايات" 15 ألف جنيه".

يلتقط خطيبها "محمد حسين" الكلام، ويعمل مهندساً زراعياً، معبراً عن استيائه من التكاليف الكبيرة التي تقع على عاتقه، والطلبات التي لا تقتصر على توفير الشقة وتجهيزاتها، فهناك قاعة الزفاف، ويقول:"أقل قاعة دلوقت بـ20 ألف جنيه وبتوصل لـ40 ألف، وأكتر كمان".

ولفت حسين إلى أنه أقام حفل خطبته قبل شهرين، واضطر لاستئجار قاعة بـ11 ألف جنيه، قائلاً:"كانت عادية مش حاجة هاي قوي، ودي من 3 أو 4 سنين كانت بأربعة آلاف بس"، مشيراًَ إلى أن بدلة الزواج تتعدى الثلاثة آلاف جنيه، أما الفستان فحدث ولا حرج: "فيه فساتين بتوصل لـ18 ألف جنيه لو هتشتري، و6 آلاف للإيجار، وهو ما يصفه"محمد" بأنه غلاء مبالغ فيه".

واختتم حديثه، قائلًا:"ليس باليد حيلة سوى الخضوع لما يفرضه الواقع، تسلم وظيفته في أحد البنوك بعد تخرجه في كلية التجارة، وأخذ قرار الخطبة قبل شهرين، فبدأ في التجهيزات والسؤال عن الأسعار، ولم يتوقع سماع هذه الأرقام، يقول:"الأجهزة الكهربائية أقل حاجة 45 ألف جنيه، ولازم أشتريها دلوقتي قبل ما تغلى بعد شهر"، ساعده والده في شراء شقة بـ400 ألف في منطقة فيصل: "مش في مكان هاي، ولسه تشطيباتها هتدخل في 80 ألف كمان"، يعد على أصابع يده ما يحتاجه لإتمام زيجته، فيشكر ربه على وجود والده بجانبه.

وأضاف:"لو أي شاب اعتمد على نفسه مش هيتجوز ولا بعد 100 سنة"، اختار أن يستعين بالمتوسط في حدود إمكانياته".

 ويستطرد:"اللي على القد معدي كتير أووي"، قرر شراء"عفش" عمولة للتوفير: "أوضة النوم عمولة بـ35 ألف جنيه، ولو جاهزة بـ50 ألفا".

يحكي أن أقل أثاث لن يقل عن 120 ألفاً، وأن لو أي شاب مهما كان راتبه لن يستطع شراء الأثاث فقط: "لو الشاب بيقبض 5 آلاف في الشهر، يعني في السنة 60 ألف، غير مصاريفه، فمش هيقدر يجيب حاجة"، يقول إن العبء على الشباب أكبر من الشابات، لأن الأخيرة تعتمد على أهلها: "البنت أبوها موجود، لكن فيه شباب كتير أهله مش بتساعده، أنا جبت شبكة بسيطة بـ20 ألف جنيه، مع إن المبلغ ده من 10 سنين كان يجيب حاجة محترمة"، يشكو من صعوبة الوضع الحالي على الشباب، وعزوف الكثير منهم عن الزواج بسبب تكاليفه. يضيف: "وصلنا لمرحلة إن الحرام بقى أرخص من الحلال، احنا بننهار ونسبة الطلاق زادت بسبب الفلوس".

تجربة مشابهة يعيشها "عبدالله" الذي اقترب حفل زفافه، حيث اعتمد على الجمعيات وراتبه لشراء أساسيات حياته الجديدة، واكتفى بشقة إيجار جديد، ووضع ميزانية 40 ألفاً ثمن غرفة نوم وأطفال وسفرة وأنتريه، يقول: "مش لازم نجيب أحسن حاجة"، سنوات وهو يدخر النقود، حتى لا يفقد خطيبته التي ساعدته كثيراً في التجهيزات، وهونت عليه أعباء الزواج، يضيف: "أهل العروسة ليهم دور كبير، قالولي اعمل على قد اللي معاك وبعدين كملوا سوا"، يسير على قدر استطاعته ومع ذلك التكلفة لم تكن ضئيلة بالنسبة له، يستطرد: "ماشيين على قدنا هنعمل إيه"، وضع للفرح ميزانية 20 ألفاً، وبعد رحلة بحث طويلة عن أسعار مناسبة للقاعات: "الأسعار عمالة تغلى وكل شوية الدنيا بتصعب أكتر".