"جميع منتجاتنا بالسمن البلدي، وتحدي إحنا مش بنكدب، واتأكد بنفسك"، عبارة كتبتها "أم محمد"، 50 عاما، على لافتة ورقية، تجذب بها عيون المارة، على فرشتها بشارع سوق الحضرة القبلية، وسط الإسكندرية، تنادي على الزبون بصوت مرتفع وهي تتوسط 10 أوان كبيرة بها أصناف الكعك السادة والمحشو بالعجوة والملبن والبسكويت.

الست أم محمد تبيع الكيلوجرام الواحد بـ35 جنيها، حتى يصل الأمر في بعض الأوقات إلى الدخول في تحدي مع الزبائن التي لم تصدق أن تلك العجائن مصنوعة من السمن البلدي وتباع بذلك السعر في حين يصل السعر في السوق إلى 100 جنيها.

يساعدها في إعداد أنواع الكعك البلدي العجمية والمسكر، والبسكويت، والقرص المحشية العجوة والملبن، و"بيتي فور والغريبة"، ابنها الأكبر "محمد"، بدءا من العجن والحشو ورش السكر حتى الرص في تلك الأواني الحديدية الكبيرة الحجم لتسع الواحدة منها نحو 40 كيلوجرام، ليرافقها في عملية البيع.

"أنا اتعودت أفرش لرصيف ده كل سنة في آواخر أيام شهر رمضان لاستقبال عيد الفطر"، تقول "أم محمد"، مؤكدة أنها تعمل بتلك المهنة قرابة الـ30 عاما، وتفترش على فترتين الأولى في الصباح الباكر وحتى قرب موعد الإفطار، ثم تعود مرة أخرى مع أداء صلاة العشاء، وحتى الـ12 صباحًا.

بالرغم من غلاء الأسعار وارتفاع أسعار الدقيق والسكر والحلوى، التي تستخدمها في تزيين العجائن، إلا أنها تبقي على السعر القديم في بيع الكيلوجرام، وهو 35 جنيها، وتضيف لـ"الوطن": "أنا ست مشهورة ببتاعة الغلابة، وبساعد العمال لأني بحب أعمل الحاجة من صنع إيدي، وفي محلات مشهورة بتيجي تاخد مننا وتبيعه بميات وبستنونا من العيد للعيد"، موضحة أنها تسعى إلى تدشين ماركة لكعك العيد يحمل اسمها لتجوب به المحافظات.

وعن إعداد كميات الكعك، تقول إنه يساعدها عدد من العمال، لتبدأ عملية صنع عجائن عيد الفطر بعد تناول وجبة السحور وحتى وقت الشروق، وتقول: "السعر مناسب للجميع والناس العادية بتيجي تاخد بالكميات، وإحنا بالسعر ده مش بنخسر، لإننا بنبيع بكميات".