رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

صحة

نوبات اكتئاب واضطرابات في النوم.. فتيات تروين رحلتهن مع "فيبروميال

كتب: أسماء نبيل -

04:47 م | السبت 01 يونيو 2019

أميرة أثناء فترة مرضها

عانى ومازال يعاني منه العديد من النساء المتزوجة منهن وغير المتزوجة،  "الفيبروميالجيا" أو "مرض الألم العضلي الليفي" ، ذلك المرض الذي أصاب العديد من الفتيات في الآونة الأخيرة دون الوصول الدقيق لتشخيصه من قبل العديد من الأطباء،  حيث تظهر أعراض المرض من خلال آلام شديدة في عدة مناطق مختلفة من العظام،  مع اضطرابات في النوم والذاكرة مصحوبة بنوبات اكتئاب متكررة،  مما يحمل العديد من الأطباء على تشخيصها كمرض نفسي.

تروي "أميرة جمال" صاحبة الـ 26 عاماً لـ "الوطن" أن أعراض المرض لديها بدأت منذ ما يقارب من عام ونصف،  حيث كانت تشعر بآلام شديدة أسفل الظهر وشخصت من قبل طبيبين أنها تعاني من انزلاق غضروفي،  وتلقت على إثره العديد من الأدوية وجلسات العلاج الطبيعي ولكن دون جدوى،  فأخذت تتطور حالتها شيئا فشيء وتشعر بآلام في الرقبة وجميع عظامها،  وتضاعفت الآلام الطبيعية لديها عن أي وقت آخر.

حتى إن قرر لها أحد الأطباء بعد ما أجرت جميع التحاليل والأشعة لكل الأمراض و بعد ما احتار في تشخيص حالتها هو الآخر،  فلم يكن لديه حل سوى علاج مضاد للاكتئاب،  الأمر الذي أدى لظهور أعراض أخرى عليها كفقدان جزئي للذاكرة والأرق بالإضافة إلى تفكيرها للانتحار.

وظلت على هذا الحال إلا أن استطاع طبيب تشخيص حالتها بـ "الفيبروميالجيا" ولكن كان العلاج بالأعشاب هو ما له الدور في تحسن ملحوظ لحالتها،  حيث اتبعت نظام غذائي معين مع ممارسة الرياضة بانتظام يوم

ياً ساعد على تحسن حالتها بشكل كبير ومازالت مستمرة عليه.

فيما تعبر "رؤى مصطفى" أن أعراض المرض ظهرت لديها من خلال رعشة في الجسم مع زيادة في ضربات القلب بشكل سريع يومياً في نفس المعاد،  مما سبب لها توتر كل ما تتكرر لديها هذه الحالة،  إلى أن ذهب لطبيب وشخصها بأنها "فيبروميالجيا" تلقت على بعدها دواء مضاد للاكتئاب بحسب ما قرر لها الطبيب،  شعرت بعده بتحسن في حالتها واستطاعت العمل وممارسة الرياضة بشكل أفضل،  ولكنها لم تستطيع أن تتخذ قرارات حاسمة في حياتها بسبب تأثير الدواء الذي يجعلها في حالة من اللامبالاة وعدم الشعور بالضيق والمشكلات كأي شخص طبيعي،  مما جعلها تتجه لإحدى المعالجات النفسية والتي نصحتها بعدم الاستمرار في هذا الدواء مرة أخرى،  لأن الدواء ليس هو الحل لمشكلتها وليس من الطبيعي أن تستمر عليه طوال حياتها كما أخبرها الطبيب. بحسب ما أوضحته لـ "الوطن"

وبالفعل بدأت رؤى في تقليل جرعة الدواء شيئاً فشيء وشعرت بأنها أفضل بكثير مما كانت عليه،  وإن عادت إليها نفس الأعراض فتحاول ألا تعير لها اهتماماً حتى لا تتضاعف معها الحالة مرة ثانية،  لأن أولا وأخيرا فالأمر يتطور معها فور شعورها بالتوتر والضغط،  لاسيما أنها لا تستطيع أخذ المزيد من الأدوية بسبب حملها تلك الفترة.

أما ندى حجاج 24 عاماً  فكانت تعاني من مرض مناعي نادر صعب تشخيصه في البداية،  تلقت على إثره العديد من جلسات الكيماوي والأدوية والكورتيزون قرابة 3 أعوام مما جعل إصابتها بالفبيروميالجيا بمثابة تأثير جانبي لما تعرضت له من ضغوطات وتوتر وسوء حالتها النفسية بسبب مرضها،  بحسب ما أخبرها الطبيب،  حيث كانت تشعر بصعوبة بالغة في الحركة مع الشعور المضاعف بأي ألم قد يبدو طبيعياً لأي شخص آخر،   معبرة لـ "الوطن" " مكنتش بستحمل أي حاجة حتى لو حد جه ضربني ضربة خفيفة كدة أو لمسني مكنتش بستحمل الوجع" مع زيادة في الإجهاد والإرهاق دون سبب واضح،  والشعور بنوبات اكتئاب مكررة،  مع وجود اضطرابات في ذاكرتها قصيرة المدى.

وتستكمل ندى أنها قامت بالعديد من الفحوصات وعمل التحاليل لكن لم يظهر فيها أي شيء سلبي، مما حمل الطبيب على إخبارها بأنها أعراض "فيبروميالجيا" بعد عمل الفحوصات اللازمة لها والتي تتلخص في الضغط على الكدمات الظاهرة بالجسم عند الإصابة بها،  وقرر الطبيب لندى أن 20 % من علاجها هي الأدوية المضادة للاكتئاب والتي جاءت معها بنتيجة عكسية حيث زودت لديها نوبات الاكتئاب بطريقة أكبر،   و 80 % من العلاج هو الالتزام بأسلوب حياة معين يتلخص في ممارسة الرياضة،  والنوم مبكراً مع الالتزام بالغذاء الصحي والبعد عن التوتر والضغوطات.

وبالفعل كانت هي طريقة العلاج الأفضل من غيرها بحسب ما عبرت ندى،  وشعرت بتحسن ملحوظ عندما التزمت بالتعليمات التي أوصى الطبيب بها فضلا عن تناول الأدوية المضادة للاكتئاب.

  "حكيم" : "اليوجا والتأمل جزء من علاج المرض.. "محمود" : الفيبروميالجيا لا تستدعي القلق أو الشعور بالخطر

ويؤكد الدكتور عادل محمود أستاذ و رئيس قسم الروماتيزم بطب عين شمس،  إن "الفيبروميالجيا" مرض يصاب به البنات والسيدات بصورة أكبر من الرجال،  في متوسط العمر بين "20 – 25 وحتى 50" عاماً.

وأوضح أستاذ الروماتيزم لـ "الوطن" أن أسبابه غير معروفة حتى الآن،  لافتا إلى أنه ليس مرض مناعي ولكن يحدث من بسبب خلل في التوصيلات الموجودة في الأعصاب والمسئولة عن توصيل الإحساس الألم،  فيؤدي هذا الخلل لشعور السيدة أو الفتاة بالألم بصورة مبالغ فيها أو حتى أنها تشعر به من أشياء لا تسببه من الأساس كالسلام باليد أو ما شبه.

وأضاف أن الألم الذي تسببه "الفبيروميالجيا" يصيب جميع أجزاء الجسم والجهاز الحركي كالمفاصل والعضلات والعظام،  مشيرا إلى أن الألم يصاحبه اضطراب في النوم وصداع مع إحساس بالسخونة خارج من الجسم وضيق في النفس مع العشور بألم في القاولون في كثير من الحالات.

أما عن الفحوصات،  فيوضح الدكتور أنه يتطلب من المريضة عمل جميع الفحوصات للتأكد من عدم وجود أسباب للأعراض التي تشعر بها،  مؤكدا على أنه لا يوجد تحاليل أو أشعة بعينها لدقة تشخص "الفيبروميالجيا" بشكل صريح،  فهو يشخص بالاستبعاد أي استبعاد إصابتها بأي شيء آخر.

وذكر محمود أن للفيبروميالجيا أنواع،  فهناك نوع أولي وهو أن المريضة فقط لديها فيبروميالجيا دون أي أمراض أخرى،  وهناك نوع ثانوي،  وهو أن تكون المريضة تعاني من أي مرض آخر مصاحباً لها مثل "الروماتويد والذئبة الحمراء وأمراض الغدة الدرقية والتهابات الكبد وفيروس سي"

أما عن العلاج،  فيوضح رئيس قسم الروماتيزم أن علاج هذا المرض ليس مسكنات على الإطلاق،  وإنما يتطلب أن تتفهم المريضة حالتها في المقام الأول، موضحا أن هذا المرض ليس بحالة خطيرة أو مشكلة تستدعي القلق،  وأضاف أن الأدوية التي يقرها الأطباء في مثل هذه الحالات تكون مضادة للاكتئاب أحيانا،  وذلك لأنها تساعد على ضبط بعض المواد الموجودة في الأعصاب المسئولة عن الخلل في الشعور بالألم،  ليس لأنها مريضة اكتئاب أو أنها تحتاج لطبيب نفسي،  لكنها تؤخذ بجرعات معينة،   وأضاف أن ممارسة تمارين العضلات، مع انشغال وقت الفراغ وعدم التفكير بكثرة،   تعتبر أهم توصيات الطبيب للمريضة.

فيما أكد أن العلاج بالأعشاب ليس من التوصيات العالمية للمرض،   وإنما صرحت منظمة الأغذية والأدوية الأمريكية بأن للمرض 3 أنواع أدوية للعلاج من المرض فقط ترتبط أكثر بالأعصاب والجهاز العصبي.

وأوضح أن المرض يصاب بها بنسبة أكبر السيدات والبنات التي تعاني من مشكلة ما في حياتها تسبب لها ضغط وتوتر أغلب الوقت.

وأوصى الدكتور أن المريض إذا شعر بالألم من منطقة واحدة فعليه التوجه لطبيب عظام،  بينما إذا شعر به في أماكن متناثرة فعليه التوجه لطبيب أمراض روماتيزمية.

 

وفي السياق ذاته،  أوضحت الدكتورة ميرفت حكيم استشاري الروماتيزم،  أن جزء من علاج "الفيبروميالجيا" يكون من خلال اليوجا والتأمل،  حيث ترجمته العربية هو "الالتهاب العضلي التوتري" ويرتبط بالأمراض العصبية. لافتة إلى أنه إذا تحسنت نفسية المريضة في المقام الأول فستشعر بتحسن وتعافي ملحوظ من المرض.

وأضافت استشاري الروماتيزم لـ "الوطن" أن الأدوية التي تُقرر للحالة يكون معظمها مهدئات و مرخية للعضلات،  لافتة إلى أن المرض قديما كان لا يشخص من الأساس بينما الآن فأصبح سهل تشخيصه وله توصيات عالمية موثقة. 

وأكدت أنه لابد من عمل الفحوصات اللازمة التي تنفي وجود أي أمراض أخرى،  مما يحتم نتيجة وجود "فيبروميالجيا" مضيفة أن نقص فيتامين "د" يمكنه أن يكون سبباً في الإصابة بالمرض.

 

الكلمات الدالة