رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

كواليس وذكريات ترويها ابنة حسن نصر الله منذ الطفولة وحتى اختباء والدها

كتب: روان مسعد -

04:32 م | السبت 11 مايو 2019

حسن نصر الله

تحدثت زينب حسن نصر الله، عن علاقتها بأبيها وكيف أثرت حياته على علاقاته الأسرية، وذلك منذ حرب يوليو 2006.

التغيرات التي طرأت على حياة زينب البالغة من العمر 33 عاما، وأسرتها جاءت بسبب الخطر الإسرائيلي، فقد تغير المشهد تماما بعد حرب 2006، وقالت إنها كانت تلتقي والدها على الغداء أو العشاء في بيت العائلة براحة تامة، "فالراسخ في الذهن والمحفور في القلب صور جميلة"، وكانت تحضر معه مجالس أبي عبد الله الحسين، وذلك حسبما جاء في حديث لها نقله موقع "روسيا اليوم".

ووصفت الابنة حياة والدها بأنها لم تكن سجنا، ولا تحت الأرض بعد الحرب، فكل احتياجاته متوفرة، وحياته كانت طبيعية إلا فيما يتعلق بحرية التنقلات، واللقاءات التي تخضع للإجراءات الأمنية.

غالبت الدموع ابنته الوحيدة وهي تسترجع ذكريات الطفولة، "كنت أبلغ من العمر 10 سنوات، لكن غيابه المتكرر كان يسبب لي ألما، وكثرة اجتماعاته وانشغاله حيث كنت شديدة التعلق به"، متابعة  "أنا أفتخر بكوني ابنة فلان.. هو مصدر عزي ومكانتي التي قد لا أكون أهلا لها، وهو كان يطيل البعد عنا".

حسن نصر الله كان بالنسبة لابنته بمثابة الأب والقائد، فكل ما يطلبه منها يعد التزاما بالنسبة لها عليها أن تسمع الكلام، وكانت تبعد كذلك عن كل ما يزعجه، مؤكدة "هو القدوة والنموذج"، فهي تعلم مسبقا ما يضايقه، فلا تجرأ على فعله، حتى لو كان طبيعيا لأي إنسان.

تحدثت زينب كذلك عن الأشياء التي تعلمتها من والدها، وعن تأثيره فيها، فكان الدرس الأكبر هو التواضع ووصفته قائلة، "هو إنسان متواضع جدا وعنده من الحياء الكثير، فمع كل العظمة التي يتمتع بها، انظروا إلى حيائه وبساطة حياته"، مؤكدة أن هذا أشد ما تحبه في والدها، وتعتقد كذلك أنها الصفة التي يعشقها الناس فيه، ويتحدثون عنها دوما، ويتحدثون عن إحساسه بالآخرين.

أنكرت زينب أن تكون مستمتعة بمال أبيها، أو تعيش في رفاهية ورغد كونها ابنة حسن نصر الله الذي ساهم في تغيير ملامح منطقة الشرق الأوسط، مؤكدة أنها تعيش من عمل زوجها، "نحن أبناء طبقة متوسطة ونحمد الله الذي جنبنا الفقر".

لم يسقط شقيقها هادي من حديثها، فقد تذكرته قبل استشهاده في عملية ضد القوات الإسرائيلية، مؤكدة أنه كانت تجمعه علاقة خاصة بأمه وأبيه، ولم يرد أن يعكر صفوهما أي شيء، بالإضافة لكونه محبا ومتواضعا، وخدوما، ولكنها على الرغم من ذلك لا تتذكر الكثير فقد كانت ابنة الـ12 عاما وقت استشهاده.

وأضافت أنها تتذكر الهدية التي أحضرها لها بينما كانت صغيرة وهي عبارة عن مرآة زجاجية تصدر موسيقى، لا زالت تحتفظ بها، ونجت من القصف على منزلهم خلال حرب تموز.

وعن كواليس الهدية تقول زينب، إنه أحضرها لها بعد بدء عمله في المقاومة حيث غاب لفترة طويلة، ولدى عودته قفزت تقبله فأعطاها هديتها.

وتكمل حديثها عن تفاصيل يوم استشهاد شقيقها، قائلة، "كنت في المطبخ أساعد أمي في غسل الثياب، وبدأت الأخوات المقربات بالتوافد إلى المنزل"، ثم تحدثت معها إحدى الأخوات عن الصبر والإيمان قبل أن تخبرها بنبأ استشهاد هادي كنوع من التمهيد لها.

 

لكنها فوجئت أن والدتها كانت على استعداد لتلقي الصدمة، فقطع الاتصال بالمجموعة التي كان هادي جزءا منها يعني الأسر أو الشهادة، وأكملت "لم تقم أمي بأي ردة فعل حتى إنني لم أر دمعتها أمام الناس"، فكان الحرص على ألا يكون الحزن أمام الناس، بل يحزن الجميع في خلوته.

وتعود بحديثها مرة أخرى عن والدها أمين عام حزب الله، وتبرز الحنان والمحبة، "هو جد محب، عندما نراه، فإن أطفالي وأبناء إخوتي جميعهم يتنافسون على الجلوس بجانبه"، ويأخذ أحد الأطفال في حضنه والآخر على ركبته، ويصدرون الضوضاء، لتشتد المنافسة بين من سيجلس بجانبه.

على الرغم من كل ذلك، لا يتذمر الجد أبدا، بل يطلب ترك الأطفال يفعلون ما يريدون حتى لو زاد صخبهم. وتؤكد زينب حرص والدها على أن يكونوا سعداء ومرتاحين، وتضيف أنه بالنسبة للأحفاد الكبار، فإن الجد يتابع شؤونهم، وفي كثير من الأحيان يكون رأيه هو كلمة الفصل بالنسبة لهم حيث يناقش معهم الأشياء ويشاورونه كثيرًا في حياتهم.

وتختتم زينب حديثها مؤكدة أن أبيها يفتقد بالطبع أفراد عائلته، وهو يحب أن يراهم ويقضي وقتًا أطول معهم، ولكنه مع ذلك يتكيف مع الوضع الراهن، ويتفهمه أفراد الأسرة جميعا، وعليهم أن يتقبلوا الموقف كما هو، لأنه واجب عيني بحسب زينب.

وتؤكد ابنة حسن نصر الله، أن رؤية أبيها ليست سهلة، حيث يرونه بضعة مرات فقط كل عام، وتضيف، "خاصة وأنني ابنته ولديّ علاقة خاصة به، مجرد وجوده بيننا وبهذا القدر من العطاء فهذه نعمة لا تقدر. إنه لا ينتمي إلينا فحسب بل للأمة الإسلامية كلها".