رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

والدة أصغر أسيرة فلسطينية لـ"هن": "الاحتلال اعتقل ابنتي ظلما بتهمة طعن جندي"

كتب: آية المليجى -

09:26 م | الأربعاء 17 أبريل 2019

والدة أصغر أسيرة فلسطينية لـ

كان يوم دراسي هادئ حلمت بانتهائه للعودة إلى منزلها من جديد، ترتمي في حضن والدتها وتلهو مع شقيقاتها وتجهز منزلهما لاستقبال عام ميلادي جديد.

أحلام طفولية ظلت تدير برأسها، استفاقت منها على هجمات الاحتلال الإسرائيلي العشوائية التي يشنها على سكان بيت المقدس، ففي طريق عودتها للمنزل وقعت الطالبة منار الشويكي، في قبضة الاحتلال إذ فتش حقيبتها المدرسية، قيد يداها وساقها إلى مركز التحقيق، لتصبح "منار" أصغر أسيرة فلسطينية، تقبع داخل معتقل هشارون. 

واقع مظلم عاشته منار الشويكي حينما جلست أمام المحقق، كان عمرها آنذاك لم يتعدى الـ15 عاما، سكن الخوف ملامح وجهها، فالمشهد غير مؤلف عليها لكنه أصبح حقيقة مزعجة إذا وجهت إليها تهمة محاولة طعن جندي، لم تدري بماذا تجيب على فعل زائف لم ترتكبه بعد. 

حياة بسيطة عاشتها "منار" قبل أن يحاكمها الاحتلال بست سنوات ظالمة تقضيها داخل معتقل هشارون، حيث كانت مثل قريناتها من الفتيات، تنتهي من واجباتها المدرسية وتظل تلعب مع أبناء الجيران.

وبحسب حياة الشويكي، والدة الأسيرة المقدسية، في حديثها لـ"هن"، التي ذكرت كلمات قاسية تسمعها من ابنتها الأسيرة كلما أتاحت لها فرصة زيارتها داخل المعتقل "تفضل تقولي ماما أنا زهقت وبدي أطلع، يعني هقعد هنا أعمل ايه". 

رغم الحياة المسالمة التي اتسمت بها أسرة الشويكي، مثل أغلبية سكان مدينة القدس المحتلة خوفًا من تعرضهم لظلم الاحتلال أو اعتقال أطفالهم، لكنهم لم يسلموا أيضًا من آذاهم بعدما اعتقلت "منار" "نتوقع أي شئ من الاحتلال فنحن سكان القدس نعاني من ظلم الاحتلال وقسوته حتى نترك الأرض لكننا صامدين". 

بقاء "منار" داخل معتقل هشارون منذ 3 أعوام جعلها تستقبل أسيرات أخريات تعرفت عليهم وصاحبتهم، كانت أخرهم المناضلة عهد التميمي حيث نشأت بينهم صداقة قوية، استمعت والدتها إلى تفاصيلها حينما زارت "عهد" عقب خروجها من المعتقل التي استشعرت بأنها ترى ابنتها "منار" أمامها "كانوا بياكلوا في نفس الطبق، وعهد فضلت تقول بأن منار مازالت طفلة صغيرة تطالع النجوم وتحدثها، وظلت تتمنى خروج منار للحرية حتى تلتقي بها مرة أخرى". 

ومنذ فترة قريبة انتقلت "منار" إلى معتقل "دامون"، إذا كان حكم الاحتلال بنقل الأسيرات من "هشارون" إلى آخر، لكن ظروف قاسية واجهتها الصغيرة حينما انتقلت إلى المعتقل الجديد، حيث افتقدت أساسيات الحياة الكريمة فلا كهرباء تنير الغرف الخانقة، التي سكنتها الفئران، لتتخذ الأسيرات قرارهن بالإضراب عن الطعام.

تجربة مريرة ستظل تعيشها حياة الشويكي، والدة الأسيرة المقدسية، حيث تنتظر 3 أعوام أخرى حتى تعاود ابنتها لحضنها من جديد "السجن صعب لكنه يعلم.. ومنار أصبحت أكبر من عمرها" لكنها تأمل في وقوع صفقة تبادل أسرى تفرج عن ابنتها وباقي الأسيرات "الفرج قريب".

يوم الأسير الفلسطيني، مناسبة باتت تجهز لها الأم المقدسية مع شقيقات "منار" اللاتي وقفن اليوم، في المدرسة يتحدثن عن معاناة شقيقتهن وسط عشرات الطلاب من أبناء أعمارهن "الله يوفقهم ويساعدهم بالإفراج.. ليكملوا حياتهم ويرجعوا لمكانهم الطبيعي بين أهلهم ومدارسهم".