رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

"الكلام ليكي يا جارة".. البنات على "فيس بوك" كيد النساء في أبهى صوره

كتب: روان مسعد -

04:57 م | الثلاثاء 09 أبريل 2019

تلقيح فيسبوك

غرامة قدرها 50 ألف جنيه إسترليني، دفعتها سيدة بريطانية جراء الكتابة على صفحتها الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، تنتقد زوجها الإماراتي، وتواجه عقوبة السجن، إذ كتبت بعد طلاقها منه بعد زواجه من أخرى: "آمل أن تذهب تحت الأرض يا غبي، اللعنة عليك، لقد تركتني لهذا الحصان، لقد تزوجت من حصان أحمق"، مشيرة إلى زوجته الثانية.

الكتابة على "فيس بوك" في الموضوعات المختلفة هي "سلو الفتيات"، فهي تسمع كلمة ما من صديقتها، التي لا تقدر على مواجهتها، فتذهب مباشرة إلى منصتها الشخصية على موقع "فيس بوك"، وتبدأ في وصلة من "السباب" والكلام على صديقتها أو المدير أو حبيبها، فهو ساحة حرة تستطيع الكلام فيها دون دليل يؤكده، وتستطيع فيه التحدث بطلاقة، دون الدخول في مهاترات.

نهى أحمد.. فيس بوك وسيلة الحديث عن صديقاتها

نهى أحمد، أصبحت محترفة في هذا الفن من الحديث مع صديقاتها أمام الجميع دون مواجهتهن، أصبح كل ما في القلب من غصة يُقال أمام الجميع، تقول ريم، "في البداية زعلت منها ومن طريقتها جدا، وقاطعتها أسبوع بسبب أنها بتشتمني على فيس بوك"، مشاكلها أصبحت حديثا لكل الأصدقاء المشتركين بينهما، وأصبحت نهى معروفة بتلك الحكايات، التي تشتم فيها صديقاتها عبر منصات التواصل الاجتماعي وخاصة "فيس بوك".

بمرور الوقت ألفت صديقاتها الأمر، تقول ريم خالد، "خلاص اتعودت عليها كدة، والمثل بيقول خد صاحبك على عيبه، وده عيبها للأسف"، لم تعد الأمور بين الصديقتين كما كانت في السابق فهن على خلاف دائم كلما رأت ريم كلمات السب الموجهة إليها "أونلاين" على مرأى ومسمع من الجميع.

سمر تحترف الكتابة عن مديرها عبر "السوشيال ميديا"

بخلاف نهى، استخدمت سمر ماجد "الفيسبوك"، في التلقيح على مديرها المباشر، وشتمه، وكذلك مشاركة "كوميكس"، للتفريق بين المدير والقائد، أصبح كل من يعمل معها في شركة الإعلانات على دراية تامة بالخلاف الناشب بينها والمدير، باستثناء المدير نفسه، تقول سمر، "طبعا مستحيل أضيفه ده أنا مابصدق اقول على فيس بوك كل اللي مش بقدر أقولهوله في وشه في الحقيقة".

تستخدم سمر "فيس بوك" كذلك في الدعاء عليه معتبرة إياه مديرا ظالما، ولا يرتقي ليكون مديرها المباشر، لكن هذا الأمر وضعها في ورطة مع إدارة الموارد البشرية في الشركة، "مرة حد من الإتش آر كلمني وقالي خفي شوية على فيس بوك، إحنا لينا سياسة في مواقع التواصل الاجتماعي، وكل حاجة تقريبا بتنشريها شتيمة فينا"، وهو ما جعلها تكف عن الشتائم المباشرة، "بقيت في المداري بقى".

"فيس بوك" الحل السحري لكل طلبات ندا

"الفيس بوك"، هو وسيلة لندا مجدي، المثالية في توصيل رسائل افتراضية، والحديث مع خطيبها عن منشوراتها المختلفة، فهي تعشق أن "تنكشه" عبر موقع التواصل الاجتماعي، "هو كدة بيجي بصورة مثلا، لما أعرف إني وحشته بنزل صورة يكلمني بعدها على طول لو متخانقين"، أما عن الرسائل التي تنشرها، فهي غالبا ما تكون بشكل غير مباشر، عن طريق مشاركة احتياج الفتيات للهدايا على سبيل المثال، فيفهم خطيبها الرسالة، "مرة جابلي ورد بالطريقة دي، ومرة شوكولاتة وهكذا، طريقة ناجحة جدا". 

في المشاجرات ينقلب السحر على الساحر، فكما تتخذه وسيلة لمداعبة خطيبها في الأوقات السعيدة، تتسبب أيضا في مشكلات عدة عندما تكتب عنه بطريقة سلبية في المشاجرات، "مرة كان هيخليني أقفل فيس بوك، بسبب إني كتبت إنه صعب عليا أهون على حد، وقالي حياتي الشخصية مش مشاع، ومش عايز حد يعرف أي حاجة عني".

شيري.. لما تُستفز تكتب على فيس بوك

لا تلجأ شيري أحمد إلى الكتابة على "فيس بوك" إلا في أضيق الظروف، وإذا رغبت في الرد على أحد أساء إليها، فتبدأ في الكتابة وانتقاد الواقع أو أحد معارفها على صفحتها الشخصية، "بس بقول إني بلقح وبكون صريحة جدا"، على الرغم من ذلك لا تستخدم شيري تلك الآلية في توجيه الكلام والذم إلى صديقاتها، أو أسرتها، "بتكلم عن موقف بس ضايقني أو ناس ميهمونيش في حاجة لازم يتشتموا".

علم الاجتماع يشرح الظاهرة

من جهتها، قالت دكتور سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، إن الفتيات بطبيعتهن الاجتماعية يلجأن للحديث والكلام وعدم كتمان المشاعر، وأضافت في تصريحات، لـ"هن": "بيطلع منها الكلام ومتعرفش تغطي على إحساسها، فبتشعر أن هي بترفه عن نفسها، بالكتابة على السوشيال ميديا".

وعن نقل الشائعات، أوضحت سامية خضر أن السيدات هن الأمهر في نقلها بسرعة، ما يؤكد أن نوعهن هو الأكثر في الحديث والثرثرة، "بس بردو الدنيا اتغيرت وده بقى إلى حد ما، لكن الست متقدرش تكتم عواطفها أو السر، بالعكس بتحب تشرح".

التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي يجب أن يكون بحذر، بحسب أستاذة علم الاجتماع، "فيس بوك عمره ما كان أمين على الأسرار، ومحتاجين ده يتفهم، ده وسيلة جديدة، والبنات محتاجة توعية وإدراك".

وأضافت أن "فيس بوك"، والحديث عليه دون حساب يمكن أن يتسبب في مشكلات اجتماعية أكبر من الموجودة أصلا، "ممكن يحصل طلاق لو الراجل شاف مراته لقحت عليه، التعامل اجتماعيا من خلال فيس بوك على قد نصيحة وبحذر فقط".

أما عن الاختلاف بين الرجل والمرأة توضح خضر أن الفتيات هن الأكثر حديثا سواء عبر "السوشيال ميديا" أو في الواقع، بطبيعتهن يلجأن للحديث عن المشاعر والموضوعات المختلفة، "عندهم تدفق في الكلام بس عدم الوعي يخليها تقع في مشاكل ومتقدرش بعد كدة تصلحها".