رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

 الأم المثالية بالإسكندرية: "زوجي هو الجندي المجهول في حياتي"

كتب: كيرلس مجدى -

09:41 م | الخميس 21 مارس 2019

الأم المثالية وزوجها

اتخذ إحدى أركان غرفة الضيافة بمنزلهم الصغير، يقف مبتسما بعين تملؤها دموع الفرحة، تداعب يديه سبحته الصغيرة حامدًا المولى عز وجل، وتتغزل عيناه بزوجته التي رآها تحصد شقاء وتعب 30 عامًا من محاربة الأمراض وتربية أبنائهم الثلاث، وبالتحديد نجلهم البكري من ذوي الاحتياجات الخاصة، التي نجحت في دمجه بالمجتمع في وقت لم يكن يعرف المجتمع معنى الدمج.

هكذا كان علاء الدين محمد، 64 عامًا، مدير إدارة بالجمارك سابقا، زوج حنان عبد السلام محمد، 56 سنة، موظفة بإدارة العامرية الصحية، والتي حصدت جائزة الأم المثالية عن محافظة الإسكندرية لعام 2019 ضمن مسابقة وزارة التضامن الاجتماعي، وذلك بعد نجاحها في تربية نجلها "أحمد"، 30 سنة، من ذوي الاحتياجات الخاصة، ومساعدته في إنهاء دراسته، والحصول على معهد فني وعمله ضمن قرار الـ 5% لذوي الاحتياجات.

"زوجي هو الجندي المجهول في حياتي، فلولا تواجده الدائم معي لما كنت نجحت في تربية أبنائي، فلم يكن لديه أي انشغال بأصدقاء أو مقاهي، فحياته أنا وأبنائه".. بتلك الكلمات بدأت الأم المثالية كلماتها الأولى عن قصتها التي عبرت عن امتنانها الشديد لزوجها الذي قدّم لها بالمسابقة دون علمها، حتى تنال حقها بعد سنوات الشقاء بتكريم الرئيس.

وأضافت "عبد السلام" لـ"الوطن"، أنها سعيدة بتلك الجائزة التي توجت تعبها مع أبنائها الثلاثة بشكل عام، ونجلها "البكري" من ذوي الاحتياجات الخاصة بشكل خاص، لافتة إلى مطالبتها الرئيس عبد الفتاح السيسي بتوفير أماكن رعاية لذوي الاحتياجات الخاصة بعد وفاة أهاليهم، حتى يتثنى مساعدتهم دون أن يصبحوا عبئا على أحد.

وأكدت أن معاناتها مع نجلها تجلت في عدم إدراك مفهوم ذوي الاحتياجات الخاصة في فترة التسعينات، فلم تكن هناك مدارس الدمج، ولم يقدرهم المجتمع كما يحدث حاليا، بعد اهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسي بهم وتخصيص عام لهم، وتوفير فرص عمل ومدارس وتيسير أمورهم في كافة مؤسسات الدولة.

فالسيدة التي كانت تحمل ابنها وتحاول دمجه في المجتمع بتعليمه وإشراكه بمراكز الشباب، كانت تثقلها نظرات المجتمع لابنها أكثر من إصابته بجلطة بالمخ، أدت لشلل دماغي، وتسببت في قصور ذهني أثر على الحركة والنطق: "كانت بتجرحني كلمة أنه بتاع ربنا والناس اللي تقول خليه يدعي لنا وكأنه تقليل منه، ما أنا ممكن أدعي وغيري يدعي، لكن دي فيها تقليل أكتر من كونها مدح، كنت بسمع الكلمة واسكت لكنها كانت خنجر بيتغرس في قلبي".

ولم تتوقف معاناتها على مرض نجلها فحسب، بل تثاقلت عليها آلامها لتكتشف إصابتها بمرض الذئبة الحمراء، وهو مرض مزمن ويعد أحد أمراض المناعة الذاتية التي تهاجم أعضاء الجسم ويتسبب في تلفها، ثم تداعت حالتها لتصاب بقصور بالغدة الدرقية وهشاشة بالعظام، ناهيك عن أمراض الضغط والسكر، وإصابات غضروفية في الرقبة والظهر، وعلى الرغم من ذلك تبتسم مؤكدة أنها لم تقدم أي شيء زائد عن واجبها كأم، فما فعلته مع أبنائها من اهتمام وصبر ورعاية يجب أن يكون أمر طبيعي.

تحتضن الأم المثالية أبنائها الثلاثة بين ذراعيها، تبتسم وتدعي لهم بالرزق وراحة البال، وتستغل الفرصة لتطلب من جميع الأمهات أن تتبعن فضيلة الصبر مع أبنائهم في ظل صعوبات المجتمع الحالي.