"توفى زوجي بحادث منذ 25عاماً، وترك لي طفلين، وكنت حامل في الشهر الثالث"، ومن بعده واجهت صعوبات كثيرة، أكثرها قسوة حينما أراد أهل زوجي تزويجي من شقيقه لتربية أبنائي، ورفضت ذلك وحرموني من الميراث الشرعي الخاص بزوجي، فعكفت على تربية أبنائي من معاشه الذي لم يتعدً الـ350 جنيهاً وقتها، وصممت على تعليم أولادي جيداً كما كان يريد زوجي".

"استطعت توصيلهم لمراتب متقدمة في العلم، حصل نجلى الكبير على بكالوريوس الخدمة الاجتماعية، بينما حصلت ابنتاي على بكالوريوس كلية الطب، إحداهما تعمل طبيبة تخدير والآخرى أنهت دراستها في كلية طب الإسكندرية وتنتظر تكليفها في دفعة إبريل".. بهذه العبارات لخصت زوزو بهي الدين رزق دراز، الفائزة بلقب الأم المثالية الأولى على مستوى كفر الشيخ لهذا العام مشوار، وكفاح دام لنحو 25 عاماً والمقيمة بمدينة فوه.

وقالت الفائزة باللقب: "عشت من أجل تربية أولادي، وهم كانوا سر حياتي وسعادتي، فلم أتوقع أن تتوج رحلتي الشاقة بالفوز الغالي، وفاجئني أولادي حينما إتصل بي مسؤولاً من مديرية التضامن الاجتماعي يبلغني بفوزي بلقب الأم المثالية، فبكيت وسجدت شكراً لله، وأهديت هذا الفوز لأولادي، الذين يقدرون سنوات التعب والشقاء التي عشتها لأجلهم، فبعد رفضي الزواج كان هدفي توصيلهم لبر الأمان بعد فقدان زوجي السعيد محمد يوسف، في يوم 1 نوفمبر 1992، وكان يعمل مهندس بترول، وقتها شعرت أن الدنيا اسودت في وجههى، وأدركت أنني أمام تحدي كبير ولا خيار للرفاهية، وعلىً أن أربيهم تربية حسنة".

وأضافت الأم المثالية: "منعت الزيارات لمنزلي، حتى لا تطولني شائعات مثلما تطال بعض الأرامل والمطلقات، ووضعت قواعد صارمة لسير أطفالي عليها، ورفضت المساعدة من أحد، فقط من كان يساعدني والدي وشقيقي، ساعداني في تربية أبنائي، لأن وقتها كان المعاش قليلاً، وخضت حرباً كبيرة من أجل البحث عن حقوق أطفالي في ميراثهم، ولم أحصل عليه حتى الآن، لأن كان شرط أهل زوجي هو زواجي من شقيقه وإصرارهم على تربية الأولاد فرفضت، والحمدلله أثبت للجميع أنني قادرة على إدارة شؤوني ولم أتزوج بعد زوجي، وربيت أولادي تربية جيدة".

واستكملت: "استطيع الآن أن أقول الحمدلله، على نعمة الصبر والمثابرة، فلدى 3 أبناء أكبرهم محمد،31 سنة، حاصل على معهد خدمة اجتماعية ويعمل الآن بمدينة شرم الشيخ، ومشيرة، 29 سنة حاصلة على كلية الطب وتعمل طبيبة تخدير وعناية مركزة، وجيلان، 25 سنة، حاصلة على كلية طب جامعة إسكندرية، وأتمنى أن أزور بيت الله الحرام، لا أريد سوى فوزي برحلة حج أو عمرة".