رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

"ليزت ألفونسو".. رقص من "كوبا" إلى كل العالم: يسمو بالروح

كتب: آية المليجى - روان مسعد -

04:27 ص | الجمعة 08 مارس 2019

ليزت ألفونسو

عالم سحري، وخيالي، قررت ليزت ألفونسو، أن تضع نفسها فيه، منذ كان عمرها 4 سنوات، وعشقت هذا التكنيك، حتى أصبحت واحدة من أبرز وأهم مصممي الرقصات في كوبا، فاقت شهرتها المدى، وتعدت حدود دولتها، فأصبح لديها جولات حول العالم تنشر فيها الثقافة والفنون بالرقص، فهي سفيرة الأمم المتحدة للنوايا الحسنة، وتم اختيارها كواحدة من أكثر النساء تأثيرا حول العالم في تصنيف الـBBC للعام 2018.

زارت مصر وقدمت عروضها في دار الأوبرا المصرية، كما زارت أمريكا، والصين، وألمانيا، وكندا، تتم دعوتها في أبرز المهرجانات حول العالم، من بينها مهرجان Fall for Dance في نيويورك ومهرجان Luminato في تورونتو، حازت على عدة جوائز في مجالها، من بينها جائزة الأضواء الدولية من قبل لجنة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية للفنون والعلوم الإنسانية، الممنوحة من البيت الأبيض، أهدتها إليها ميشيل أوباما، في عام 2016، وكانت فرقتها أولى الفرق الراقصة في تاريخ حفلات جرامي للعام 2015.

ابتكرت ليزت فن جديد من فنون الرقص، عن طريق دمج رقصها بالمسرح، وتقديم مسرحية راقصة، من خلال عرضها Vida والذي نالت عنه جوائز عدة، تقول ليزت لـ"الوطن"، "بدأت اتعلم الباليه منذ كان عمري 4 سنوات، لا أعرف شيئا غير الرقص"، تم تدريبها في مدرسة الباليه الوطنية الكوبية وأكاديميات الرقص الإسبانية، حتى تخرجت في كلية المسرح والدراما من جامعة هافانا للفنون، ثم بدأت في العام 1991 في تأسيس شركتها ومجموعة الرقص الخاصة بها.

كرست نفسها كليا للرقص، اخترعت أسلوبا خاصا بها وبشركتها اسمته Fusion dance، تكنيك معقد وصعب، لكنها أصبحت مجنونة به، تعلم الشباب والبنات والأطفال الرقص، وتنظم الدورات الصيفية لتعليم الرقص في كوبا، بالإضافة إلى مسابقات الرقص السنوية، لا تتوقف مطلقا عن أي نشاط له علاقة بالرقص.

على الرغم من ذلك توقفت عن الرقص كي تسمح للناس للذهاب للمسرح ورؤية الرقصات التي تصممها، وليس ما ترقصه هي، تصمم الرقصات، وتديرها وتخرجها للمسرح، فهي المسؤولة عن ألف شابا وفتاة يعملون معها في فرقتها التي تحمل اسمها "LIZT ALFONSO DANCE CUBA"، ومقرها كوبا.

تعتمد رقصاتها على دمج رقص الباليه، والمعاصر، والفلامنكو، الشعبي الكوبي، والأفريقي الكوبي، لذا فهي ترى أن أي مجتمع تؤدي فيه رقصاتها سيرى نفسه جزءا منها ويندمج معهم، وبذلك تتمكن من السفر حول العالم وفرض ثقافة الرقص وهي رسالتها.

الرقص بالنسبة إليها قديم قدم الإنسان، نقش في كافة الحضارات، تراه جزءا من الثقافة الإنسانية التي يجب أن تستمر ومن خلاله تسرد تاريخ الإنسان المعاصر، ومن وجهة نظرها له أهمية بالغة في المجتمع: "الرقص بيعلم أن يكون عندي أهداف، وأحارب عشان أحققها، ركزت عليه عشان ده شيء قيّم لنموك الروحي، وإزاي تعمل كفريق، وأنك لازم تحترم الآخرين وتعلمهم يحترموك، بيعلم الموسيقى، وإزاي تحرك جسمك بالعقل".

ليزت تدفع ضريبة النجاح يوميا، فعليها أن تعمل عدد ساعات كبيرة جدا، كي تؤلف موسيقى تلائم وتتناسق مع رقصاتها، وكذلك تصميم الأزياء للراقصين والراقصات، وأخيرا التصوير السينمائي والإخراج كي يخرج المنتج النهائي في أحسن صورة، ويندمج معه المتفرج بشكل مرضي لها.

وضعت ليزت تحت الكثير من الضغوط، فقد اضطرت في البداية إلى الرقص بجانب إدارة شركتها، وكان خوفها الأكبر من الإصابة، "تحرمك الإصابة من أداء رقصاتك أمام العالم، وهذا شيء مؤلم حقا"، تزوجت منذ 35 عاما فأصبح هذا الزوج داعمها الأساسي، تخلت عن حلم الأمومة فهي ترى في رقصها وعملها ابنها الحقيقي.

الثقة فيها وفيما تقدمه من فنون جعل عائلتها وأصدقاءها خير سند لها في مشوارها المهني، وللتعلم والتحسن المستمر فيه، لكن هي سعت بكل الطرق أن تستحوذ لنفسها على مساحة من الاحترام المتبادل أمام الآخرين، "لو حد مش بيحترمني بجبره يحترمني، وبطلب منه الاحترام"، وبينما حاول الكثيرون دعمها تخلت ليزت عن الكثيرين الذي احبطوها، ولم تجد لنفسها مكانا ملائما بينهم تقول ليزت، "بحس أن ده مش مكاني، الرقص مجال فني لازم يحترم".

جميعها عوامل وضعت ليزت في موضع نجاح، أصبحت محبوبة ومعروفة في المجتمع الكوبي، وضعت المرأة في مقدمة رقصاتها، وأعطتها حرية الحركة، وبذلك تمكنت من تكريمها بعروضها الراقصة، وهذا ساهم في وضع قيمة إضافية للمرأة، "هذا هو معنى تاريخ البشرية من أول البشر والأديان والسياسة والثقافات التي يجب أن تحترمنا"، فقد علمت الراقصين والراقصات لديها، ألا يسألوا ما لون بشرتك، أو ما هو دينك، أو ما هو الحزب السياسي الذي تنتمين إليه، "الرقص يمنح الحب والتفاني".