رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

"غير لائق" تفشل في هزيمة "أمنية".. اعمل ما تحب و"اكسب منه"

كتب: نهال سليمان -

03:10 م | الخميس 07 مارس 2019

أمنية والصلصال قصة مبدأ أمريكاني

"غير لائق".. جملة كادت أنّ تقضي على حلم "أمنية"، بعد رفضها في اختبارات القدرات الخاص بالالتحاق بكلية الفنون الجميلة، لكن الفتاة عاهدت نفسها على التفوق والتميز بعد التحاقها بدراسة الإرشاد السياحي.

انتهت "أمنية" من دراسة الإرشاد السياحي في العام 2007، وقبل هذا التاريخ كانت الفتاة قد أتقنت اللغتين الإنجليزية والفرنسية، ودرست علم المصريات استعدادا لدخول سوق العمل واستخراج رخصة الإرشاد السياحي بعد التخرج، حتى اندلعت ثورة يناير التي تأثر بها قطاع السياحة في مصر، لتترك الفتاة الشابة السياحة، وتبدأ في البحث عن عمل آخر.

بعد قدر من البحث، التحقت "أمنية" للعمل في وظيفة فنية بإحدى شركات شبكات الراديو الأمريكية عبر الإنترنت: "اتعلمت من عملي مع الأمريكان، ازاي لما أحب حاجة أفكر إزاي أطلع منها فلوس، وأنا بحب الصلصال". قالت أمنية.

في العام 2014، تركت "أمنية" العمل مع الأمريكان وتفرغت لتطبيق المبدأ الذي تعلمته منهم، بدأت بالبحث عن محتوى إلكتروني تستطيع من خلاله تنمية موهبتها، لكنها لم تجد أي محتوى عربي، فأطلقت قناة عبر "يوتيوب" باستخدام هاتفها الشخصي يتحدث محتواها عن الصلصال، وبدأت إنتاج فيديوهات لتعليم الكبار كيفية التعامل مع الصلصال الحراري وكيفية حرقه في الفرن وتشكيله لإنتاج تحفة أو لعبة أو أدوات منزلية، فضلا عن فيديوهات أخرى لتعليم الأطفال كيفية التعامل مع الصلصال العادي.

بعد فترة من العمل، ذاع صيت القناة التي أطلقتها "أمنية" (31 عاما) بين محبي الصلصال، ثم أنشأت صفحة عبر "فيس بوك" للمهتمين بفنون الصلصال، ونجحت من خلالها في بيع منتجاتها، والخامات التي يسأل عنها الهواة، فضلا عن نشر محتوى تعليمي لطريقة عمل منتجات صلصال إبداعية.

تستخدم "أمنية" الصلصال بنوعيه الحراري والطين الأسواني في عملها، ولم تكتف في عملها بصنع "تابلوه كلاسيكي، شخصية كارتونية، تزيين المجات، ميداليات، هدايا، وأنتيكات"، فكلما لمعت أمام عينيها فكرة أو شكل جديد تبحث عن خطواته و"تكاته" لتنفيذه، ونجحت أمنية في تعليم نفسها بنفسها طريقة الطباعة الليزر، لتضفي جمالا وروحا على منتجاتها، وذلك باستخدام أدوات بسيطة "كحول، ورقة جورنال، وملمع صلصال"، نجحت في صنع ميداليات لعملات ورقية وبوكيه ورد من أوراق الجرائد.

تقول أمنية لـ"الوطن": "كل فترة بفكر في حاجة جديدة تبقى تحدي، عشان أشوف موهبتي وصلت لفين وأقدر أقدم إيه جديد، وساعات الحاجات الجديدة دي مبحبش أبيعها وبحتفظ بيها لنفسي، بس بعمل فيديو يساعد الناس يتعلموا، عشان لما أساعد غيري ربنا يساعدني، وكتمان المعلومة عشان المنافسة مش صح، لأن كل إيد وليها روحها وجمالها اللي بتضيفه للشغل".

إلى جانب موهبتها، بدأت "أمنية" تعليم الصغار كيفية استخدام الصلصال، إذ تحرص على تنظيم ورش تعليمية في المدارس وعبر صفحتها على "فيس بوك"، تحت عنوان Little Big Stars in Clay، بهدف تشجيع الصغار على نشر ثقافة الصلصال وتنمية موهبتهم وتشجيعهم.

تقول "أمنية" إنّها تتمنى أنّ تجد يوما مستثمرا أو حاضنة أعمال، لمساعدتها في إدخال الصلصال في عمل "الماكيتات"، وتقديم أعمال أكبر وأكثر، ما يمنحها الإبداع بحرية.

"طلاب فنون جميلة بيتواصلوا معايا عشان يسألوني ويبدوا إعجابهم، وساعات بيقولولي إحنا مبنعرفش نعمل زيك رغم إننا درسنا".. تقول أمنية، مضيفة أنّ كلمات التعبير عن الإعجاب ورسائل الاستفسار، تدفعها للمضي نحو تقديم المزيد لتعليم غيرها، إذ ترفع شعار "الشغل بالإيد بيعلي النفسية ويخليني مبسوطة، حتى الناس اللي مش موهوبة قوي بلاقيهم بيبعتولي شغلهم ويقولوا يمكن يكون مش أحسن حاجة بس إحنا مبسوطين".